رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 15 أغسطس، 2010 0 تعليق

الذين لا يحبهم الله (4)

 

 

المعتدون

- العدوان.. أظهره في القتال.. {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة: 190).

ومنه تعدي حدود ما حرم الله.. {يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (المائدة: 87).

وفي اللغة.. (عدا عليه).. جار.. و(عَدْوًا).. تعديا.. و(العدوان).. الجور وتجاوز الحق.. وتعدي الحدود..

استدرك صاحبي:

- سمعت أحد المشايخ يتحدث عن التعدي في الدعاء؟ وذكر آية لا تحضرني.

- لعلك تقصد قول الله تعالى.. {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين}.. (الأعراف: 55).

- نعم.. هي هذه الآية.. والاعتداء في الدعاء كما جاء في الأثر عن أبي نعامة عن ابن لسعد بن مالك قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا، وكذا؛ فقال يا بني: إني سمعت رسول الله [ يقول سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم إنك إن أعطيت الجنة اعطيتها وما فيها من الخير.. وإن أغدت من النار أعزت منها وما فيها من الشر» أبوداود (حسنه الألباني).. ويروى هذا الأثر عن عبدالله بن مغفل.. أنه سمع ابنه يقول: «اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إن دخلتها.. فقال: أي بني سل الله الجنة وعذ به من النار فإني سمعت رسول الله [ يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء» صحيح أبي داود.

- يكثر مثل هذا في رمضان.. مبالغة من بعض الأئمة في دعاء القنوت.

- نسأل الله لنا ولهم الهداية.. ومن أشد الاعتداء والعدوان التعدي على الله عز وجل.. بالشرك.. والكفر.. وإنكار أسمائه وصفاته.. ومعاداة رسله.. والتعدي على شريعته.. ومحاربة أوليائه.. وهذا كله لا يحبه الله.. بعضه كفر.. وبعضه دون ذلك.. ولذلك حرم الله على المؤمنين الاعتداء.. حتى وإن كان في ميدان القتال.. حيث تكون دوافعه قوية.. خصوصاً حال الغلبة.. فالمؤمن لا يعتدي.. ولا يتعدى.. فإن عاقب.. عاقب كما عوقب: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين} (البقرة: 194). {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} (البقرة: 178)، (المائدة:94).

- وما معنى الدعاء (تضرعا.. وخفية)؟!

- التضرع.. الاستكانة والخضوع.. و(خفية).. خفض وسكون، ادعوه لحاجتكم من أمر الدنيا والآخرة.. وفي تفسير آخر للعدوان في الدعاء.. عن سعيد بن جبير: لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشر اللهم: أخزه اللهم العنه، ونحو ذلك.. فإن ذلك عدوان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك