رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالباقي خليفة 30 أغسطس، 2010 0 تعليق

الدكتور جمال الدين لاتيتش مرشح الرئاسة البوسنية لـ «الفرقان»: طريقنا صعب ولكنه الأفضل والأكثر أمنًا

 

لم يكن أحد يتوقع أن يرشح الأكاديمي، والسياسي، والشاعر، والأديب البوسني، الدكتور جمال الدين لاتيتش نفسه للانتخابات الرئاسية، وهو الذي ظل لفترة يكرر بأنه يؤيد ترشيح الرئيس الحالي حارث سيلاجيتش، ولا يعارض فوز، باكر علي عزت بيغوفيتش بمنصب الرئيس، لكن حزبه «أ» حزب العمل الديمقراطي» ويعني، حزب العمل الديمقراطي أولا، أو الأصلي كما يدل عليه حرف «أ» باللاتينية، طلب منه الترشح لمنصب الرئيس في انتخابات أكتوبر.

لقد كان إعلان الدكتور جمال الدين لاتيتش مفاجئا للجميع، سياسيين، وإعلاميين، ومواطنين. ونظرا إلى تاريخ الرجل الذي عمل مع الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش على مدى 27 عاما ولدوره التاريخي والمعاصر سياسيا، وثقافيا، وإعلاميا، حيث سجن عدة مرات في عهد الرئيس اليوغسلافي الأسبق جوزيف بروز تيتو وكان من مؤسسي «حزب العمل الديمقراطي» سنة 1990 م، وكانت له صولات وجولات على الصعيد الإعلامي، سواء عبر مجلة «ليليان « التي كان أحد أركانها لعدة سنوات أو عبر مجلة غلوبال وصحف دنيفني أفاز، وأسلوبوجينيا، وغيرها من العناوين التي أثراها بالعديد من المقالات والدراسات.

     وقال الدكتور جمال الدين لاتيتش لـ»الفرقان»: لم أتفق مع حارث سيلاجيتش، على خوض الانتخابات من أجل الحد من أصوات باكر علي عزت بيغوفيتش، نعم كنت مؤيدا لسيلاجيتش ولكن القيادة في الحزب الذي أنتمي إليه «أ حزب العمل الديمقراطي»، رشحتني لخوض الانتخابات الرئاسية ، ونزلت عند رغبة الحزب ، وهذا كل ما في الأمر».  ويعتقد لاتيتش أنه أوفر حظا من بقية المرشحين «الناس سيصوتون لبابا جمال» ويعني نفسه. ونفى «جيمو» كما يدعوه أشد المقربين منه مجددا أن يكون ترشح لمصلحة سيلاجيتش من خلال منافسة باكر علي عزت بيغوفيتش، على أصوات أنصار والده: «أعتقد أن هناك كتلة انتخابية مؤيدة لباكر علي عزت بيغوفيتش، وأعتقد أن مركز ثقله في وسط البوسنة، وحارث سيلاجيتش له مؤيدون في سراييفو، وأنا أيضا لدي مؤيدون في سراييفو، وتوزلا وقاعدتي العريضة في كمطقة كرايينا (الشمال الغربي) وفرصتي الذهبية في كرايينا» وهنا نص الحوار:

- كيف تتراءى لكم نتائج الانتخابات الرئاسية؟

- لا أملك المال الكافي للدعاية الانتخابية، وإذا توفر للحزب أو لي شخصيا أموال لهذا الغرض فإن حظوظي في الفوز ستتعزز كثيرا، علما بأن الحزب رشحني كمستقل وعلى هذا الأساس ستكون المعركة الانتخابية».

- كيف تنظرون إلى الحظوظ حزبكم في الانتخابات البرلمانية؟

- حزبنا سيكون من الأحزاب التي ستشكل الحكومة المقبلة، حزبنا جماهيري، ولديه قواعد عريضة، ونحن سنكون من بين الأحزاب الثلاثة الأوائل في انتخابات أكتوبرالمقبل.

- العلاقة بين الثقافة والسياسة، ليست على ما يرام دائما، وبما أنك مثقف من الطراز الأول ، فإن البعض استغرب خوضكم غمار السياسة من منطلقات ثقافية، حيث عرفت العلاقة بين المثقف والسياسي نفورا تقليديا بقطع النظر عن الجسور الورقية والبروتوكولية التي بناها أو يبنيها البعض بين الطرفين.

- قد أكون مختلفا عن المثقف العادي والسياسي العادي؛ لذلك لا أرى غرابة في الجمع بين الثقافة والسياسة، فالمثقف يحتاج للعمل السياسي، والسياسي يحتاج للثقافة ، والجمع بين الاثنين وبشكل طبيعي أمر مطلوب، ولست مع الأشكال التعسفية للجمع بين الطرفين، فمنح السياسي الجاهل جوائز للمثقفين لا ترتقي به إلى مصاف العارفين، والمثقف الذي يعيش على تملق السياسي وخدمته كالحمار يحمل أسفارا لغيره. وبالنسبة لي فأنا سجنت من أجل أفكاري السياسية وأنا طالب ، وبالتالي لست غريبا عن السياسة، فأنا مثقف عضوي بمعنى سياسي، وعملت 27 عاما مع الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش، في المجالين الثقافي والسياسي، وكنت لعدة سنوات عضوا في البرلمان البوسني، وأنا من مؤسسي حزب العمل الديمقراطي، وبالتالي فخبرتي ووضعي أفضل من بقية المرشحين.

- هل تراهنون على تاريخكم النضالي، وتضحياتكم في السجون الشيوعية، ودوركم السياسي إبان تأسيس أول حزب للبوشناق المسلمين في البوسنة، حزب العمل الديمقراطي، إلى جانب إنتاجكم الفكري على مستوى الشعر والرواية والأوبرا ومنها أعمال تناولت مأساة سريبرينتسا وغيرها؛ وذلك لدعم حظوظكم للفوز بمنصب الرئيس؟

- عندما ينظر المرء في سيرتي الذاتية (البروفايل) يتبين له أني أكثر ثقافة من جميع المرشحين، إضافة لكوني أصغر سنا من حارث سيلاجيتش، وأكثر خبرة من باكر علي عزت بيغوفيتش.

- هل عقدتم أي لقاءات مع حارث سيلاجيتش، أو باكر علي عزت بيجوفيتش، بعد إعلان ترشحكم للانتخابات الرئاسية القادمة في البوسنة؟

- التقيت بحارث سيلاجيتش، ولكن لا رجعة عن الترشح، وسأذهب إلى النهاية، حزبي رشحني وأرجو أن أفوز في الانتخابات.

-  استطلاعات الرأي كشفت تقدم باكر علي عزت بيجوفيتش، وحارث سيلاجيتش؟

- استطلاعات الرأي تمت بعد فترة وجيزة جدا من إعلان ترشحي، وبعد المقابلتين اللتين أجريتهما مع كل من فخر الدين رادونجيتش، وباكر علي عزت بيغوفيتش ، علما بأني لا أملك المال، ولا الإعلام، والدعاية السياسية، لقد بدأت من الآن.

- هل تستبعدون مصير سيلاجيتش، الذي خسر الانتخابات مرات عديدة قبل أن يتمكن في الانتخابات الماضية من تحقيق الفوز بمنصب الرئيس؟

- بعون الله لا يمكنني الخسارة، وإذا فاز حارث سيلاجيتش فلا أعتبر نفسي خاسرا.

- ما أولوياتكم في حال فوزكم بمنصب الرئيس؟

- أولوياتي جمع شتات البوشناق،  وتقوية البوسنة، والاندماج في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وانضمام البوسنة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي اعتقادي أن التنمية الاقتصادية في البوسنة تتوقف في جوانب كثيرة منها على مدى قدرتنا على تجميع قوانا كشعب والاتفاق على خيارات إستراتيجية يلتقي حولها الجميع وفي مقدمتها وضعنا القومي كبوشناق في المنطقة والعالم ، والأسس الروحية الإسلامية المكون الثاني الأهم لهويتنا متعددة الفروع بما فيها المكون الأوروبي.

- أين موقع البوشناق المسلمين الذين يعيشون في مناطق السيطرة الإدارية لصرب البوسنة ؟

- البوشناق الذين يعيشون في كيان صرب البوسنة أو جمهورية صربسكا في البوسنة يجب أن يحظوا بالأولوية في سلم الاهتمامات الوطنية والدولية، وبالنسبة لنا هم همنا الأكبر، ولن نترك نصف دولتنا أو نسلم به للآخرين، كل الأماكن التي يعيش فيها البوشناق، والكروات، والصرب، يجب أن تكون فيها حقوق متساوية للجميع ، ولدينا أخبار سارة تفيد بأن الكثير من مواطنينا في الخارج سجلوا في قوائم الانتخابات وهذا دليل على استمرار ارتباطهم بالوطن، وبالنسبة لنا لدينا قوائم موحدة في جميع أنحاء البوسنة، ولدينا مرشحون ممتازون وعلى المستويات كافة.

- وماذا عن مشروع تجميع البوشناق في العالم، والذي تعدون من المنظرين له إضافة إلى الدكتور مصطفى تسيريتش، والناشط الكبير معمر زوكارليتش؟

- عندما أصبح رئيسا للبوسنة، سيكون هذا الهدف على رأس أولوياتي، سأعمل على أن تكون البوسنة الوطن الأم لكل البوشناق في العالم. البوشناق في البوسنة، وصربيا، وكرواتيا، والجبل الأسود، وكوسوفا، وألبانيا، ومقدونيا، وتركيا، هم شعب واحد في دول متعددة ولكن وطنهم الأم هو البوسنة، وعلى الأقل يتحدون على الصعيد الثقافي.

- هناك تحديات كثيرة في داخل البوسنة يمثلها الصرب الساعون للانفصال والكروات الذين يرغبون في إقامة كيان ثالث في البوسنة؟

- (الشيزوفرينيا) السياسية التي يمارسها البعض، سنضع لها حدا، مثل تصريحات رئيس وزراء كيان صرب البوسنة، الذي قال أنه لا يقبل بسراييفو عاصمة للبوسنة؛ لأن 96٪ من سكانها بوشناق مسلمون، فوحدة البوشناق، وإرساء دولة المواطنة والقانون، والاستقواء بالمجتمع الدولي، وفق القانون الدولي، كفيلة بعد عون الله بالتغلب على جميع العقبات، كما نؤكد أننا لا نقبل أبدا نتائج الإبادة التي مارسها الصرب في البوسنة؛ إذ لا يمكن محاكمة أشخاص بينما يتم تنفيذ مشروعهم بحذافيره أو غض الطرف عن نتائجه.

- ماذا بعد الانتخابات؟

- عندما نحقق الفوز، بعون الله، سنعمل على إقامة تحالف بعد الانتخابات، يراهن على أسس السلم الدولي، المجتمع الدولي في صفنا لأننا مع شروط السلام الناجح، وأنا على يقين بأنه سيتم تغيير الدستور الحالي؛ لأنه لا يفي بحاجيات البوسنة المعاصرة وسعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ، بما يكفل قيام دولة طبيعية في البوسنة كبقية الدول الأوروبية، ومنها دول الجوار وتحديدا كرواتيا وصربيا.

- بماذا تعد شعبك إذا أصبحت رئيسا؟

- أقول لشعبي بأن طريقنا صعب، ولكنه الطريق الأفضل والأكثر أمنا، وما نريده لأنفسنا نريده للكروات وللصرب كمواطنين في دولة واحدة، ونعدهم بعلاقات أفضل مع العالم الإسلامي، والغرب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك