رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ الدكتور: محمد محمد المهدي 1 ديسمبر، 2010 0 تعليق

الخطر الحوثي في اليمن أسبابه وطرق مواجهته


بقلم فضيلة الشيخ الدكتور: محمد محمد المهدي

كاتب يمني من «محافظة إب»

من مطالبهم طرد أئمة المساجد وضباط الجيش من أهل السنة من محافظة صعدة باعتبارها زيدية

يقومون بحذف المسائل التي تظهر بجلاء مدى موافقة الزيدي لما عند جماهير المسلمين في

بعض الأصول والفروع

التمدد الحوثي في اليمن: كان التمدد الحوثي في اليمن عن طريق بعض المنتسبين إلى المذهب الزيدي، وبعض الأسر الهاشمية، وبعض المتأثرين من عوام السنة تبعا لعواطفهم تجاه إسرائيل ومناصرة المسلمين.. وغيرها ومن الأمور التي وقعت في هذه الفترة وكشفت عن حقيقة تحول بعض الزيدية في اليمن إلى المذهب الإمامي الاثني عشري ما يأتي:

 

أسباب ونتائج حركة الحوثي في صعدة:

بسبب آراء حسين بن بدر الدين الحوثي الذي لاخلاف في تأثره مع أبيه بأفكار المذهب الجارودي الزيدي القريب من الإمامية، وموقفهما الشديد من أهل السنة، ولكن الخلاف حول «حسين» هل تحول إماميا أم ظل جاروديا؟ والواقع أنه في ملازمه وأشرطته يتكلم في الصحابة وعلى رأسهم أبوبكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم، وفي أهل السنة، بل وفي الزيدية لتقاربهم مع أهل السنة في بعض الوجوه، وكذلك الحال عند أبيه في مواضع من مؤلفاته ولا سيما (تحرير الأفكار)، وكتابه: (مائة خطبة) مع ابنيه (حسين ومحمد وبعض طلابه) وغيرهما من المؤلفات.

دور الصحافة الزيدية البارز في نشر أفكار الإمامية والدفاع عنها:

بعض الصحف الزيدية فتحت صدرها لأولئك المجهولين الذين انحصرت ردودهم في الشتائم والطعن في بعض أصحاب محمد [، وفتح الباب للطعن في أصح كتب السنة النبوية، والدفاع عن الطاعنين في الصحيحين التي طالما كانت مصادر لأئمة الزيدية يتلقونها من مشايخهم وآبائهم، تركزت اجتهاداتهم عليها في مسائل كثيرة، بل فتحت صدرها ليكتبوا ما يناهض مسلمات في المذهب الزيدي.

المطالب التسعة عشر لوقف حرب صعدة:

بلغ الضيق مداه عند بعض علماء الزيدية حتى يشترط خمسة منهم في رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية اليمنية ومنها: طرد كل أئمة المساجد من أهل السنة وكل ضباط الجيش وغيرهم من أهل السنة، وكذلك سحب مركز دماج السلفي من المحافظة باعتبارها زيدية؛ لأن وجود المركز بزعمهم استفزاز ومحاربة للمذهب الزيدي، ومنع نشر جميع الكتب السلفية في صعدة وغيرها من بلاد الزيدية باسم محاربة السلفية (وهم يقصدون أهل السنة عموما) ومنحهم الحرية الكاملة والسماح بممارسة جميع الشعائر الدينية (أي عاشوراء والغدير) حسب المذهب المعروف لأهل المنطقة.

ظهور أسماء إمامية باسم المذهب الزيدي:

وصلت الحالة ببعضهم إلى ترك مذهبهم الزيدي واعتناق مذهب الإمامية صراحة ليكونوا ممن يُطلق عليهم «المتحولون» ممن تحول من الهاشميين ومن غيرهم من الزيود.

وبمناسبة ذكرى مولد النبي [ نظم حزب الحق (المحسوب على الزيدية) ندوة تحت عنوان: (التعايش بين المذاهب.. مدخل للوحدة الإسلامية) في العاصمة صنعاء حضرها السفير الإيراني مصطفى إنشاسي وقال فيها: «إذا كان هناك مرجع يمكن أن يستقي منه المسلمون فهو مذهب أبي جعفر الصادق الذي هو أصل كل المذاهب من حنفية وشافعية وحنبلية» مضيفا قوله: «إن أصل المذاهب ومصدرها وأصحها هو المذهب الجعفري القائم على الدين والسنة الحقيقيين». وتوافقت مع هذا الرأي آراء بعض الزيدية الحاضرين في الندوة.

الهجوم على أهل السنة وإثارة الشبهات حولهم:

لقد بذل أولئك قصارى جهدهم في مهاجمة أهل السنة واستماتوا في الدفاع عن الإمامية في عدد من وسائل الإعلام التي تخدم الفكر الإمامي فمجدت من يكفرها ويكفر أسلافها.. وفتحوا الباب لمن يطعنون في الصحابي أبي هريرة ]، ومصادر السنة كالصحيحين. وبالمقابل يوزعون كتب التيجاني الإمامي مثل كتاب: (ثم اهتديت) ولم يقولوا كلمة عن أباطيل كتاب (الكافي)و(بحار الأنوار) وغيرهما من كتب الإمامية التي تكفرهم وأهل السنة!

إنكار خلاف الزيدية مع الإمامية:

وقف بعض السياسيين والكتاب الزيدية من كلام أئمة المذهب الزيدي في الإمامية موقف المنكر، وراحوا يرمون أهل السنة بأنهم تكفيريون، وتناسوا أن الذين تطفح كتبهم بتكفير صحابة محمد [ وتكفير كل من ليس إماميا هم الذين كفروا الزيدية والسنة معا.

وممن أسهم في هذا التحول الدكتور عبدالله الحوثي؛ حيث قال: «وإخواننا في الاتجاه المعاكس (أي أهل السنة) يريدون لنا هذه الأيام الوقيعة مع إخواننا المسلمين من (الإمامية)».

وقال أيضا: «وما جاء في كتاب (الأحكام) للإمام الهادي حيال إخواننا الإماميين من بعض العبارات (أي التكفير للإمامية) في موضوع الطلاق التي كثر الاستشهاد بها من قبل الإخوان في الاتجاه المعاكس أجزم بكل ثقة أن ذلك الكلام ليس من كلام الإمام الهادي على الإطلاق، ونبرته لا تتفق مع نبرة الإمام الهادي في جميع مصنفاته، وما ذاك إلا مدسوس عليه كما دس على جده المصطفى من قبل». انتهى كلامه.

طباعة الكتب التي تتوافق مع أفكار الإمامية:

هنالك انتقائية واضحة لتلك الكتب الإمامية، وتجنب لطباعة الكتب التي تتحدث بوضوح عن فضائح فكرية قام بها بعض الجارودية من المحسوبين على المذهب الزيدي، وحذف مسائل من أمهات كتب المذهب الزيدي التي تظهر بجلاء مدى موافقة المذهب الزيدي لما عند جماهير المسلمين سواء كان ذلك في بعض الأصول أم في بعض الفروع، كالمؤلفات التي توضح موقف أئمة الزيدية من صحابة محمد [، وهي بالعشرات، أو كمؤلفات يحيى بن الحسين بن القاسم (ت 1100 هـ) أو غير ذلك.

الهجوم على المؤلفات التي تحذر من التحول الزيدي:

ظهرت مؤلفات لبعض أهل السنة والزيدية المنصفين حول الإمامية فقوبلت من بعض الكتاب المحسوبين على الزيدية بالتحذير منها وأهمها:

1) حرب صعدة من أول صيحة إلى آخر طلقة (جزءان) للأستاذ عبدالله الصنعاني.

2) الزهر والحجر.. التمرد الشيعي في اليمن للأستاذ عادل الأحمدي.

3) التشيع في صعدة دراسة ميدانية للأستاذ عبدالرحمن المجاهد.

4) الخمينية بين الحقيقة والزيف للأستاذ أبي زيد عبدالقوي البخيتي.. وله مقالات أخرى حول الموضوع.

5) نظرة الإمامية إلى الزيدية للأستاذ محمد الخضر وتقديم محمد المهدي.

6) اذهبوا فأنتم الرافضة للأستاذ عبدالعزيز الزبيري.

7) الخمينية شذوذ في العقائد والمواقف لسعيد حوى.. إعداد وتقديم أبي الحارث السنحاني اليماني.

8) خيوط الظلام.. عصر الإمامة الزيدية في اليمن. للأستاذ عبدالفتاح البتول. وله كتابات في الصحف والمجلات اليمنية حول الموضوع.

كيف نواجه الخطر الحوثي؟!

مواجهة الخطر الحوثي يكون بالآتي:

1- نشر تعاليم الكتاب والسنة، وسد المداخل التي تدخل منها الشبهات.

2- توحيد جهود أهل السنة والجماعة، وتوجيه الطاقات في ترسيخ مفاهيم أهل السنة، والتحذير من أفكار الحوثيين.

3- بيان مكانة الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم.

4- إصلاح وسائل الإعلام لمواجهة كل من يشكك الأمة بدينها.

5- بيان الأحاديث الباطلة التي تطعن في الصحابة أو آل البيت.. أو تغلو فيهم، وتعريف العامة والخاصة بها.

6- قيام الدول التي تحكم أهل السنة بتحصينهم ونشر الإسلام في الآفاق.

7- مواجهة الخطة الخمسينية لإفشالها.

8- فتح باب الحوار مع الزيدية والحفاظ على اعتدالهم.

9- بيان عدم مصداقية شعار المواجهة لأميركا من قبل الحوثيين إلا في مسائل معينة، وبيان تحالفهم.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك