رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: هيام الجاسم 19 ديسمبر، 2023 0 تعليق

الحكمة التربوية تلزمنا في تربية الأبناء

 

قواعد رئيسة ومكونات أساسية؛ لتمكين الآباء والأمهات بترجمة كل معاني الحكمة ومقوماتها في الأمر كله، في الشؤون التربوية مع الأبناء، ولا يمكن لأب أو أم أن يمارس التربية والتوجيه والغرس مع الأبناء إلا عندما يستند في كل مستجد تربوي إلى الحكمة؛ فقبل ممارسة أي سلوك أو ردّة فعل أو اتخاذ قرار يلزم المربي التروّي والأناة والنظر للحدث من جميع زواياه ولا يستعجل نهائيا في رسم تصور في ذهنه أو أن يتجه باتجاه تصرف مع ابنه او ابنته قبل أن يشخّص الحدث بهدوء وسكينة ثم يستشير أهل الاختصاص ثم يتجه للحكماء من الناس ليدلوا بدلوهم الحكيم بإعطائه الخيار الأخير ليتخذ بعدها القرار السديد ثم يستخير فيمضي قدما.

       لا يصح للمربي أن يكون أول قرار يتخذه إذا أخطأ ابنه هو الصراخ عليه أو ضربه فذلك ليس من الحكمة التربوية مطلقا ومدعاة لنفور الابن والابنة منه، وأيضا ليس من الحكمة الهجوم على الابن واستخدام السلطة الوالديّة بإنزال العقاب عليه دون تفهم الموقف وملابساته، ودوافع الابن في ارتكابه الخطأ أو الخطيئة.

أبناؤنا انعكاس لتربيتنا

       أعزائي القراء، أبناؤنا انعكاس وارتداد لجهودنا التربوية معهم، وما يدرينا أنّ الابن الذي ارتكب الخطيئة لعلنا قصّرنا في غرس أعمال القلوب التعبدية لله -تعالى- في قلبه، ولربما كان أيضا خطؤنا أننا لم نعزّز الإرادة وقوة العزيمة في قلبه، ولربما لم ندعم الصلابة النفسية في شخصيته لتحميه من التأثر الضار ممن حوله، ولربما وربما أسباب كثيرة ترجع لنا نحن الآباء والأمهات، فالابن والابنة نتاج غرسنا معهم، وما مارسناه من مدى نحت الحق والصواب والخير في أذهانهم وقلوبهم.

التربية تدريب

        قضية أخرى قد نغفل عنها، هي أن التربية تدريب على السلوك المحمود أكثر من أن نجعل في أذهان الأبناء بنوكا معلوماتية من فضائل الأخلاق؛ فكل الأبناء لو طلبت منهم أن يقدموا دروسا في الأخلاق لصفّوا حروف الدرس وكلماته وجمله بشكل رائع أخّاذ للألباب! ولكن التفت إلى حال تطبيقهم وترجمتهم لتلك الأخلاق، تجدها إما صفرا وإما متدنيّة، لماذا؟ لأننا ملأنا الأذهان ببنك معلوماتي رائع من وفرة القيم والمبادئ والحرام والواجب، ولكنهم يتكاسلون أو يتخاذلون عن فعل الطاعات والانضباط العملي للمبادئ والأخلاق، أتدرون ما السبب برأيكم أعزائي القراء؟ لأننا لم ندرّبهم واقعيا، وفي ميدان الحياة، ونحن نراقبهم من بعيد دون أن يشعروا لنتأكد من هضمهم لتلك القيم والأخلاق وثوابت الدين.

المهمة التربوية

        عزيزي الأب، عزيزتي الأم، إنّ المهمة التربوية شأنها عظيم عند الله -تعالى- ولا مفر من بذل الجهود الجبارة في تدريب الأبناء واقعا يوميا حتى يتشرّبوا ويصطبغوا بصبغة دين الله، ومثلما نعلمهم وندربهم على القيم والمبادئ والعبادات والأخلاق، فأيضا أمر لابد منه أن نجعلهم يدركون حق الإدراك الواقعي للمسالك المحرمة، ونعمل على إنضاج عقولهم وقلوبهم بتقويتها في كيفية مواجهة أبواب الشر والضلال واقعا ميدانيا عمليا، يحاكونه ويطّلعون عليه دون الوقوع به، يقول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك