التصفية والتربية عندكم دجاج للزواج..؟!
عرفت نساء الكويت في الصدر الأول بالقرار في البيوت وحب الحشمة وستر البدن كله بالعباءة وستر الوجه بـ «البوشية» أو «البرقع».. فكانت المرأة لا تخرج إلا لضرورة قصوى.. حتى الولادة والعلاج يكونان في المنزل..! وكانت النساء قليلات الاحتكاك بالمجتمع الخارجي.. وكانت أكثر العلاقات الاجتماعية مع الأقارب كأبناء العمومة والأخوال (الخوال) وكذلك الجيران كانوا يعدون مثل الأسرة تماما، فكانوا يتواصلون تواصلا كاملا.. وكان الرجل الذي يرغب في الزواج أول تفكيره فيمن يصلح من هذه الدائرة، ثم يتوسع قليلا ويذهب إلى الفريج الذي بعده ثم الأبعد، وكانت مهمة البحث غير سهلة بل شاقة، وأذكر أن إحدى قريباتي- رحمها الله - من كبارالسن عندما كانت تبحث لأحد أبناءها عن زوجة ذهبت لبيت إحدى العوائل المحافظة، فعندما طرقت الباب، وبادر أهل البيت بالسؤال عمّن بالباب فقالت: "أنا فلانة هل عندكم دياي"؟! أي: دجاج بقلب الجيم ميما بلهجة الكويتيين، وكانت تقصد بهذه الكنية: أي بنات للزواج، - فكانت الإجابة سريعة وأشد طرافة فقالت صاحبة البيت: «لا عندنا دياجة» - أي ديكة!! فقالت لا ما نبي ديكة!!
والآن أصبح الناس مع وسائل الإعلام والاتصال يسهل عليهم من خلالها البحث عن المعلومات والسؤال عن بنت الحلال وولد الحلال، ولا شك أن أعز ما يملك الانسان أبناءه وبناته ونفسه التي بين جنبيه؛ فلا بد أن يكون دقيقا ويختار ذات الدين والخلق لكيلا يقرع سن الندم بعد ذلك، ولا بد أن يختار لكريمته صاحب الدين والأمانة الذي إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها، وأكثر مشكلات الزواج تبدأ قبل الزواج بسبب التسرع في قرار الزواج أو عدم دقة السؤال عن الشخص المتقدم للخطبة؛ «فتقع الفأس على الرأس» كما يقال.
وأول ما يسأل عنه هذا الشخص هو صحبه وقرابته، وأهله وبيئته؛ لأن البيئة الأسرية لها أثر في الطباع والأخلاق، وقديما قيل للمتزوج: «قبل ما تضمها اسأل عن أمها» أي قبل ضمك لها بالزوجية اسأل عن أمها.. ولا شك أن من يزوج بناته لا يقصد الفكاك منهن بقدر ما يقصد توفير الراحة والسعادة، وإكمال نصف الدين لهن، فلذا لابد من الدقة في التحري والاستخارة والتؤدة، حتى لا تكون الحياة بعيدة عن المودة والرحمة بعد ذلك ويصعب الانفصال بعد كثرة الانجاب أو الطلاق بوجودهم، وتلك طامة كبري، وأسأل الله عزوجل أن يوفق أبناءنا وبناتنا المقبلين على الزواج إنه ولي ذلك والقادر عليه
لاتوجد تعليقات