رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 6 نوفمبر، 2023 0 تعليق

التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (3) الغايات الكبرى والأهداف التفصيلية للتربية

 

الأساس الثاني: غايات التربية في المنهج الإسلامي

التربية في المنهج الإسلامي لها غايات ثمانية وهي: تنشئة ابن يتمتّع بقوة الشخصية.

(1)  تربية ابن صالح، قال -تعالى-: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمين} (القصص:26). (2)  يتحمّل المسؤولية. (3)  قادر على حسن اختيار أصدقائه. (4)  قادر على الاستمتاع بالحياة. (5)  يتمتع بالعفة والطهارة، والقدرة على تجنب مخاطر الإباحية ومساوئها. (6)  يتمتع بالحب والتسامح والعطاء. (7)  مُعَدٌّ ليكون زوجاً صالحًا.

الأساس الثالث: الأهداف التفصيلية للتربية

إذا جاز لنا الحديث عن الأهداف التفصيلية التي ينبغي تحقيقها من خلال التربية من النظرية الإسلامية، وانطلاقا من كون الإنسان لديه مكونات عدة:
  • المكون الأول: الروح، والعقل والعاطفة، والجسد.
  • المكون الثاني: حاجات نفسية وجسدية، واجتماعية.
  • المكون الثالث: قيم تحركه، وتحفز سلوكه، وتعطيه التصوّر الأسمى لإشباع حاجاته المختلفة.
 

الأهداف التفصيلية

يمكن تحديد الأهداف التفصيلية فيما يأتي:
  • التربية الإيمانية (العقدية - العبادية)
  • التربية العقلية.
  • التربية الخلقية.
  • التربية الجسمية - الصحية.
  • التربية النفسية.
  • التربية الاجتماعية.
  • التربية الجنسية.

من أهداف التربية الإسلامية

         الهدف العام من التربية الإسلامية هو بناء شخصيّة الفرد المسلم بناءً متكاملاً من جميع النواحي الشخصيّة والجسديّة والنفسيّة، وتحقيق التوازن بين جميع هذه الصفات، وتدريبه على السلوكيّات الإيجابية والقواعد السليمة في الحياة، ومساعدته على التكيّف مع البيئة المحيطة من خلال إكسابه المهارات والمعارف والاتجاهات المختلفة وجعله مواطنًا صالحًا من خلال تربيته على الصفات الإيجابية التي أمر بها الإسلام مثل الصدق والأمانة وحسن معاملة الآخرين واحترامهم.

الأساس الرابع: الرؤية والمنهج

يكمن دور المربي ومن يشرف على تربية الطفل في أمور عدة وهي:
  • تفهمه لطبيعة الطفل.
  • وإيمانه بخيرية الطفل.
  • وعمله على الحفاظ عليه وعلى فطرته؛ لأنه -رغم صغره- يملك كل مكوّنات نموه الطبيعي المتزن.
إذا رأيت في السنوات الأولى من طفولة ابنك سلوكاً لم يعجبك فراجع أفكارك وصورتك الذهنية عن عالم الطفولة، فمن الطبيعي أن يعاند الطفل، أو يشعر بالملل، ومن طبيعته الأنانية التي تدفعه أن يحافظ على الممتلكات في بداية طفولته الأولى، هكذا هي الطفولة.  

وقفات مع الكتب المترجمة

ونحن في إطار الحديث عن الرؤية الإسلامية للتربية، لابد لنا من وقفة مع الكتب المترجمة في التربية، وتسجيل بعض الملحوظات والتنبيهات المهمة:

الوقفة الأولى

إن أغلب الكتب المترجمة في التربية ألفها أشخاص ليسوا مختصين تربويين أو نفسانيين، وكتبهم عبارة عن تقارير جلسات الدعم الجماعي، ومعلوم أن الدعم الجماعي في الغرب لا يشترط وجود مختصين، وإنما يجري على يد شخص يملك مهارتين:
  • المهارة الأولى: مهارة إدارة الحوار.
  • المهارة الثانية: مهارة كتابة التقارير.

جلسات الدعم الجماعي

         يجلس المربي -مثلاً- مع أمهات وآباء عندهم مشكلة مثل عناد الأبناء، ويبدأ كل واحد بالتكلم عن تجربته مع ابنه العنيد، ثم تُجمع هذه التجارب، وتُنقَّح، ويوضع لكل تجربة خلاصة، فإذا كانت خلاصة تجربة تلك الأم في عناد ابنها مجملة في ثلاث نقاط توضع هذه النقاط على أنها قواعد، ثم تنشر، وعندما نأتي نحن ونقرأ هذه الكتب القادمة إلينا من الغرب، نعتقد أنها كتب متخصصة في التربية، وفي الحقيقة ما هي إلا تجارب شخصية.

الوقفة الثانية

        يقول العالم البريطاني (هانز أيزنك EYSENK) لائماً الأوروبيين ومحذرا لهم من نقل التجارب التربوية التي أجريت على أطفال ومراهقين من أمريكا وتبنيها: «إني أنعى على بني جلدتي الأوروبيين، كيف يقبلون دراسة التجارب النفسية التي أجريت على شباب وشابات أمريكيات؛ لأن تلك النتائج لا تصلح للتطبيق في البيئة الأوروبية، بغير تأصيل يتناسب مع البيئة الأوروبية».

الخبراء يحذرون

         ويشاركه التحذير (جون كونانت)، وهو واحد من أشهر المربين في أمريكا وصاحب كتاب (التربية والحرية)، بقوله: «أسوأ ما نُقل إلى أمريكا هي تجارب الأوربيين عمومًا، والبريطانيين خصوصا»، ويقول: «إن هذه التجارب خلفت عندنا جيلًا ضائعا في أمريكا بلا هوية».

خلاصة

أليس من حقنا أن نتوقف قليلاً عند تلك التجارب: فإذا كانت هذه تحفظات البريطانيين على التجارب التربوية الأمريكية والعكس فماذا نقول نحن مع بُعْد المسافات الدينية والثقافية والتربوية بيننا وبين الغرب؟    

منهجنا الإسلامي يحفظ لنا فطرة أبنائنا

        بما أن طبيعة الطفل خيريَّة، وأنه مزود بالخير، فدورنا بوصفنا مربين هو الحفاظ على هذا الطفل وتنشئته باتزان، نحافظ عليه بأن نحميه من الأضرار، ونقيه المفاسد، ونبعده عن المحرمات، وإن أكثر ما يعين على الحفاظ على الطفل أن يعلم المربي أن فطرية الطفل وطبيعته ترفض العنف والقهر والتسلط والإهمال بأنواعه كلها، مع تحفظنا على الاعتماد والرجوع للكتب التي تنطلق من رؤى مختلفة ومرجعيات لا تناسب ثقافتنا، وعلينا أن نتعلم تربية أبنائنا انطلاقا من مرجعياتنا (القرآن والسنة)، ومن ممارسات نبينا - صلى الله عليه وسلم - اقتداء به بكونه مربيا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك