رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: شعاع الخلف 21 يوليو، 2010 0 تعليق

الاستمتاع بالصلاة

 

     أكثر الناس يستمتعون بالأكل , فهذه البوفيهات متنوعة وممتلئة بأصناف المقبلات والسلطات والمحشيات والمقليات، ثم يختمون بالحلويات.. كل هذه الأنواع  وأكثر قد يعتقد كثير من الناس أنها تحقق لهم اللذة والمتعة، وقد نسي كثير منهم أو تناسى أن في الصلاة لله تعالى كل تلك اللذة في المناجاة لله الخالق، وقد فاقت كل لذائذ الدنيا.. يا ترى هل جربنا ولو لمرة واحدة أن نمتّع أنفسنا بما أمرنا به ربنا؟! حتما لو جربته مرة فستطلبه كل مرة حتى ولن تقوى أن تحيا بدونه.. إنه الاستمتاع بالصلاة كما قال الشيخ «الخراز»: اذهب إلى الصلاة وأنت محب لها لا للانتهاء منها, واذهب إليها وأنت تحب أن تصلي, وتصلي لترتاح؛ لأن الله فرض علينا الصلاة لنرتاح بها كما قال النبي[: «أرحنا بها يا بلال»، و«وكان إذا حزبه أمر صلى»؛ أي إذا أهمه أمر وأعياه.

أعزائي القراء، أدعوكم للاستمتاع بالصلاة والخشوع فيها؛ لأن للخشوع فوائد عظيمة منها:

1- قد جعله الله من أسباب الفلاح التي بها يتفضل علينا ربنا ونرث الفردوس الأعلى.

2- الخشوع يخرج الصلاة من معنى العادة المتوارثة التي تؤدى للاعتياد عليها من غير شعور بحقيقة هذا الأداء كما هي حال كثير من الناس.

3 - ومن فوائده أيضا أنه يزيل الهم عن القلب، ويشرح الصدر، ويصفي الذهن.

4 - وأيضا يزيد الإنسان حبا للصلاة، حتى تكون أحب شيء إلى النفس فتكون قرة العين لصاحبها كما قال نبينا - عليه الصلاة والسلام-: «وجعلت قرة عيني الصلاة»، وقرة العين هي ما تقر به وتأنس به وتسكن إليه.. كأنها لم  تكن تأنس بشيء حتى نالت ما تحب, فقرت به عند ذلك وتكون به راحة النفس وملجؤها.

5 - ولو لم يكن  للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله وإظهار الذل والمسكنة لكفى بذلك فضلا.. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -  إذا دخل فى الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة.. وقال حاتم الأصم: «أقوم بالأمر، وأمشي بالخشية, وأدخل بالنية وأكبر بالعظمة, وأقرأ بالترتيل والتفكير، وأركع بالسجود، وأسجد بالتواضع، وأجلس للتشهد بالتمام, وأسلم بالنية، وأختمها بالإخلاص لله - عز وجل - وأرجع على نفسي بالخوف أخاف ألا يقبل مني، وأحفظه بالجهد إلى الموت..» فأين صلاتنا من هؤلاء وهل نستمتع بصلاتنا كما كانوا يستمتعون بها؟! 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك