رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 1 أغسطس، 2023 0 تعليق

الأمم المتحدة: 122 مليون شخص يعانون الجوع منذ 2019 – الإسلا م ومعالجة مشكلة الفقر والجوع

أوضح آخر تقرير نشرته خمس وكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة، عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، أن أكثر من 122 مليون شخص يواجهون الجوع في العالم منذ عام 2019؛ بسبب جائحة كورونا، والصراعات المتكررة، ومنها الحرب في أوكرانيا، وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، من أنه إذا استمرت الاتجاهات على ما هي عليه الآن، فلن يتحقق هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.

تقرير الأمم المتحدة عام 2023

      وكشفت نسخة من تقرير الأمم المتحدة عام 2023 أن ما بين 691 و783 مليون شخص، أي 735 مليونًا في المتوسط، واجهوا خطر الجوع في عام 2022، أي بزيادة قدرها 122 مليون شخص مقارنة بعام 2019 قبل اندلاع جائحة كوفيد-19، وعلى الرغم من أن أعداد الجوع العالمية لم تتغير بين عامي 2021 و2022، فإن هناك الكثير من الأماكن التي تواجه أزمات غذائية متفاقمة في العالم.

أفريقيا القارة الأكثر تضررًا

       وأُحرِز تقدم ملحوظ في الحد من الجوع في آسيا وأمريكا اللاتينية، ولكن لا تزال رقعة الجوع تتسع في غرب آسيا ومنطقة البحر الكاريبي وفي جميع المناطق دون الإقليمية بالقارة الأفريقية في عام 2022، كما تظل أفريقيا القارة الأكثر تضررًا؛ حيث يواجه شخص واحد من كل 5 أشخاص الجوع، وهو أكثر من ضعف المتوسط العالمي.

تعليقا على التقرير

      وتعليقا على التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة، (أنطونيو جوتيريش): «هناك بارقة أمل، فبعض المناطق تسير على الدرب الصحيح لتحقيق بعض غايات التغذية لعام 2030، لكننا نحتاج -عموما- إلى جهد عالمي عاجل ومكثف؛ لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، وعلينا أن نبني القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات والصدمات التي تسبب انعدام الأمن الغذائي، ومنها الصراعات والمناخ».

تحدٍّ كبير

      وكما جاء في مقدمة التقرير على لسان رؤساء وكالات الأمم المتحدة الخمس المشتركة في التقرير: «ما من شك في أن تحقيق غاية أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الجوع بحلول عام 2030، يشكل تحديًّا كبيرًا، وفي الواقع، تشير التوقعات إلى أن ما يقرب من 600 مليون شخص سيظلون يواجهون الجوع في عام 2030، وقد باتت الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية هي «الأوضاع العادية الجديدة»، وليس أمامنا من خيار سوى مضاعفة جهودنا؛ لتحويل نظم الزراعة الغذائية، وتوظيفها لبلوغ غايات الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة».

حالة الأمن الغذائي والتغذية

       وخلص التقرير إلى أن حالة الأمن الغذائي والتغذية كانت قاتمة في عام 2022، وأن ما يقرب من 29.6% من سكان العالم، أي 2.4 مليار نسمة، لم يتمكنوا من الحصول باستمرار على الغذاء بناء على مقياس معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسط إلى الشديد، منهم 900 مليون شخص واجهوا انعدام الأمن الغذائي الشديد، وفي الوقت نفسه، تدهورت قدرة الأشخاص على الحصول على نظم غذائية صحية في شتى أنحاء العالم، فأكثر من 3.1 مليار نسمة في العالم- أو 42% من سكان العالم- لم يقدروا على تحمل تكاليف الحصول على نظام غذائي صحي في عام 2021. وهو ما يعني أن هذا الرقم قد ارتفع -عموما- ليشمل 134 مليون شخص مقارنة بالرقم المسجَّل في عام 2019.

ملايين الأطفال يعانون سوء التغذية

      ولا يزال ملايين الأطفال دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية: ففي 2022، عانى 148 طفلًا دون الخامسة (أي 22.3% من الأطفال) من التقزُّم، و45 مليون طفل (6.%) من الهزال، وقد أُحرز تقدم في مجال الرضاعة الطبيعية الخالصة، لتصل نسبة الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر ويستفيدون منها إلى 48%، وهي نسبة قريبة من الغاية الموضوعة لعام 2025، ومع ذلك، سيلزم بذل المزيد من الجهود المنسَّقة والمتضافرة لتحقيق الغايات الخاصة بسوء التغذية لعام 2030.

التوسع الحضري المتزايد

      كما يرصد التقرير أنّ انعدام الأمن الغذائي يؤثر على أعداد أكبر من الناس الذين يعيشون في المناطق الريفية، وقد أثر انعدام الأمن الغذائي المتوسط إلى الشديد على 33% من البالغين الذين يعيشون في الريف و26% في المناطق الحضرية، كما يظهر سوء التغذية بين الأطفال الخصوصيات التي تتمتع بها المناطق الحضرية والريفية؛ فتقزم الأطفال أعلى انتشارًا في المناطق الريفية (35.8%) عنه في المناطق الحضرية (22.4)، ويرتفع معدل انتشار الهزال في المناطق الريفية (10.5%) عنه في المناطق الحضرية (7.7%)، في حين يزيد معدل انتشار زيادة الوزن ارتفاعًا بسيطًا في المناطق الحضرية (5.4%) عنه في المناطق الريفية (3.5%).

كيف حارب الإسلام الفقر؟

      الفقر من المصائب التي قدَّر الله وقوعها، إما على شخص بعينه أو أسرة أو مجتمع، وللفقر آثاره السيئة على الاعتقاد والسلوك، فإن كثيرًا من المنصرين يستغلون فقر الشعوب وقلة ذات يدهم لنشر النصرانية في صفوفهم، وكذا فإنه ينتشر بسبب الفقر من الأخلاق الرذيلة الشيء الكثير؛ وقد ذكر الله -تعالى- عن المشركين أن بعضهم كان يقتل ولده فلذة كبده إما من الفقر الذي يعيشه، أو خشية أن يصيبه الفقر!، قال -تعالى- في الصنف الأول: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام:151)، وقال -تعالى في الصنف الثاني-: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيرًا} (الإسراء/31)؛ ولذا فإن الأمم تعاني من الفقر أشد المعاناة، وعبثاً تحاول إيجاد الحلول له، ولا حلَّ له إلا بالإسلام، الذي جاءت أحكامه للناس جميعًا، وإلى قيام الساعة.

وسائل الشرع لحل مشكلة الفقر

وضع الإسلام العديد من القواعد والأسس لعلاج مشكلة الفقر ومن ذلك ما يلي:

(1) تعليم الناس الاعتقاد الصحيح

       من أهم الأسس التي وضعها الإسلام لمواجهة مشكلة الفقر ومعالجتها هو تعليم الناس الاعتقاد الصحيح بأن الرزق من الله -تعالى-، وأنه هو الرزاق، وأن كل ما يقدِّره الله -تعالى- من المصائب فلحكمٍ بالغة، وعلى المسلم الفقير الصبر على مصيبته، وبذل الجهد في رفع الفقر عن نفسه وأهله، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات/58)، وقال -تعالى-: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (هود/6)، وقال -تعالى-: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} (الملك/21)، وقال -تعالى-: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء/70).

       ومن شأن هذه الاعتقادات أن تصبِّر الإنسان على ما يصيبه من فقر، وأن يلجأ إلى الله -تعالى- وحده في طلب الرزق، وأن يرضى بقضاء الله، ويسعى بطلب الرزق، عَنْ صُهَيْبٍ الرومي - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».

أثر هذه العقيدة على المسلمين

      ويمكننا أن نعرف أثر هذه العقيدة على المسلمين من خلال النظر في واقع غيرهم ممن لا يؤمن بهذه العقيدة، فقد أشارت الإحصاءات أن حالات الانتحار في كوريا الجنوبية في مايو 2023 قد زادت بنحو 40% عن العام السابق، وبحسب التقرير، فإن معظم حالات الانتحار نتجت عن الفقر المدقع والمجاعة، وفي تركيا تسببت الضائقة المعيشية في 5806 حالات انتحار بين عامي 2002 و2019. كان محمد بدر الذي يعيش في (تشورل) عاطلاً عن العمل لفترة طويلة بسبب الوباء، وتراكمت عليه الديون وأقدم على الانتحار، ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية في لبنان بعد أزمة عام 2019، تصدرت حالات الانتحار المشهد فخلال أسبوعين سجلت 6 حالات انتحار لفئات عمرية مختلفة في مناطق عدة.

(2) الاستعاذة بالله -تعالى- من الفقر

       ورد في السنة النبوية ما كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويعلِّمه أمته، وهو الاستعاذة بالله -تعالى- من الفقر؛ لما له من أثر على النفس، والأسرة، والمجتمع، فعَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ «فَكُنْتُ أَقُولُهُنَّ، فَقَالَ أَبِي: أَيْ بُنَيَّ عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا؟ قُلْتُ: عَنْكَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُهُنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ، وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ».

(3) الحث على العمل والكسب

       قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك/15)، وقال -تعالى-: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الجمعة/10)، وعَنْ الْمِقْدَامِ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ»، وعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ -رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ».

(4) إيجاب الزكاة في أموال الأغنياء

       أبرز التشريعات الإلزامية في هذا المجال هو الزكاة؛ إذ هي فرض في القرآن والسنة والإجماع، وقد جعل الله -تعالى- للفقراء نصيبًا في الزكاة، ويُعطى الفقير تمليكًا، ويُعطى حتى يغتني، ويزول فقره، قال -تعالى-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة/60)، وقال -تعالى-: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (المعارج/24، 25).

(5) الحث على الصدقات والأوقاف

       قال -تعالى-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة التغابن الآية 16)، وقال -تعالى-: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (سورة سبأ الآية 39)، وقال -تعالى- وقوله -سبحانه وتعالى-: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} (سورة المزمل الآية 20)، وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ»، عَنْ سَهْل بنِ سَعْد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا»، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:»السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ».

(6) الحث على إعانة المحتاج

       عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، وعن ابن عباس - رضي الله عنه -ما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس المسلم الذي يشبع ويجوع جاره»، وعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَدْرَكَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَهُ حِمَالُ لَحْمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟

فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَرِمْنَا إِلَى اللَّحْمِ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا.

        فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ عَنْ جَارِهِ أَوْ ابْنِ عَمِّهِ؟ أَيْنَ تَذْهَبُ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك