رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: هيام الجاسم 18 يوليو، 2010 0 تعليق

اضرب اضرب زوجتك حتى تتمرد عليك!!

 

 
طبعا لا نحتاج إلى أن نعيد ونكرر ما يكرره غيرنا من المختصين في شؤون الأسرة سواء من شرعيين أم إرشاديين نفسانيين، ولا نريد أن نكون نسخة مكررة في كتاباتنا التي دعا غيرنا إليها حينما شرح لنا علماؤنا حديث نبينا -عليه الصلاة والسلام-: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، ولسنا بحاجة إلى التكرار ، فإنكم معاشر القراء «شطّار» وممتازون في التقاط المعرفة الشرعية والحرص على ترجمتها إلى واقع الحياة الأسرية ، وأعتقد أنك -عزيزي القارئ- تدرك تماما مثلما أدرك أنا أن قسوتك وجلافتك في تعاملك مع زوجك تخرق خيريتك لها ومعها ! وأنت أيضا تدرك معي حق الإدراك أن استسهالك ضرب زوجتك «في الطالعة والنازلة» هذا أيضا مما يخدش خيريتك لها ولأسرتك، ولا أخالك ممن يمد يده ليلكم "بكسات" في وجه مسكينته (زوجته)!! ولا أخالك ممن يعنّف مع حبيبته أم عياله؛ لأنها لم تمارس كوي الغترة بالطريقة التي تريدها أنت ! لا أعتقد أنك تهين من لا تجد السكن النفسي إلا عندها! وأحسبك أسمى وأكبر من أن تضرب قارورة أوصاك بها نبيك[!

بصراحة -عزيزي القارئ-، تلك هي أمنياتي في حياة أخيّاتي وإخواني من الأزواج والزوجات، ولا أريد أن أصدق زوجة تصور لي حياتها مع زوجها أن يده دوما تطيش يمنة ويسرة بضربها؛ لأنها لم تحقق شيئا من مبتغاه، أسألها (هل تخافين منه؟!) تجيب: نعم، أعقّب عليها: (طبعا ما دام إلى الآن يضربك فمعناه أنه مستمتع بخوفك منه، بل ينتهز ذلك الخوف ليضعفك زيادة على ضعفك)!!

عزيزي القارئ، العلاقة الزوجية شراكة في شراكة، ما هي برئيس ومرؤوس، نعم القوامة للزوج، وفي أضيق الحدود المستثناة يؤدب الرجل زوجته، ولكن الواقع يحكي لنا غير هذا، والواقع يقول: إن المرأة هي كل شيء في بيتها حتى مع السباك والمصلّح والبنّاء، هي كل شيء في تغطية معاملات الوزارات وإجراءاتها، هي كل شيء في جلب خدم وتسفير آخرين، ناهيك عن أنها كل شيء مع العيال وهي موظفة وتجلب الراتب، أي أن الواقع يحكي لنا قصة زوجات مكافحات رغما عنهن!! هي كل شيء والقوامة بيد الزوج!!  نعم لا نرضى بغير أن تكون القوامة عنده ولكن ليكن هو من يمسك زمام كل شيء، ليكن رجلا! ليؤدي دوره صادقا وكاملا، إن ما تقوم به الزوجة من أدوار هي ليست لها، لاحظ معي -عزيزي القارئ-: هي كل شيء، وفي خضم لوعة كل شيء «بو العيال» يصرخ ويضرب ويزعل ويهجر!! أنا لا أريد أن أذيع أسرارا أكثر مما أذعت!! إنما هي قواسم مشتركة تعانيها بنات جنسي!! إن لم أطلقها بكتاباتي بتلك الشفافية والوضوح فسنظل مثل النعامة ترفل أجسادنا انتعاشا بالهواء الطلق ورؤوسنا مدفونة داخل التراب!! إن لم يرعَوِ الرجل الزوج ولم يتوقف عن ضرب زوجته وإهانتها فهي بلاشك وبلا أدنى ريبة ستتمرد يوما ما قريبا أو بعيدا، وعندما تتمرد الزوجات فلا سكن نفسيا للأزواج، ولا استمتاع فعليا بهن، والحياة ستنقلب نارا وشرارا، ولكن لأن الأزواج هم الأقوى جسديا، ولأن الزوجات هنّ الأوفى أسريا فالمعادلة تقول: إن الزوجة ستصابر نفسها ومع الصبر والمصابرة ستتولد ثورة التمرد، ولن يصلح الحال حينها أي عسليّات ولا دغدغات ولا اعتذارات، لو أهديتها كل هدايا دنياك ودنياها فلن تقبل منك، فالشرخ في القلب عظيم، وآثار الضرب في الجسد بائنة، فماذا تفعل هي بحفنات هدايا مقابل قنابل موقوتة متكررة في حياتها؟! اعلم أنها تريد أن تسمع لها مرارتها دونما تجريح، في داخلها هم كبير أنت تتحمل وزره، هي ما تستطيع أن تكون (مخمومة) القلب غير متحاملة عليك، كيف وأنت تضربها حتى ولو في الأسبوع مرة، حتى ولو في الشهر مرة؟! وهي لا تستحق منك ذلك ، هل تعلم لماذا؟! فتش في داخل نفسك، أنت رجل هل تستغني يوما ما عن زوجة في حياتك؟! أمك لن توفر لك السكن النفسي، وأختك وعمتك وخالتك بلا شك هنّ محارمك لا استمتاع لك بهن، إذاً زوجتك فقط هي من تملك أن تفضي لك بسكن واستمتاع لا غير، هي الوحيدة التي إن أكرمتها فستقدم لك فروض الولاء والطاعة بطيب نفس، وإن أنت أهنتها وضربتها حتما ستكرهك، وتذكر أنك لا تربطك بها علاقة غريزة كالأمومة مثلا، فنحن معاشر الأمهات مهما يؤذينا أبناؤنا نظل نحمل في قلوبنا حبا وودا كبيرين لهم، لا نستطيع أن نكره عيالنا، ولكن علاقتك بزوجتك هي نتاج مكتسبات بينك وبينها ، فانتبه أيها الزوج قبل أن تفقد زوجك؛ فإن فقدتها فقدت معها لذة الحياة ونعيم الأسرة! يقول ربنا-عز وجل-: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك