رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 2 أكتوبر، 2023 0 تعليق

أنهـار.. وأنهـار

  • وردت كلمة نهر في القرآن الكريم في أكثر من 50 موضعا بصيغة الجمع أو المفرد، ومرة واحدة باسم هو الكوثر.
  • والأنهار من حيث المكانة على أربعة مراتب: أنهار الجنة وهي أعلاها، وأنهار الأرض وهي أدناها، وأنهار في الأرض أخذت من صفات الجنة، بعضها نبع من تحت سدرة المنتهى، وهما النيل والفرات، وبعضها ليس له هذه الخاصية، وهما سيحان وجيحان.
  • أما من حيث الشكل فهي في الجنة على أربعة أشكال: أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ (الرائحة)، وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (الطعم)، وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (الراحة)، وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى (الشفاء)، وهذه المعاني وردت كلها في الآية الكريمة: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} (محمد:15).
  • وتتفجر الأنهار في الدنيا من بين الصخور، قال -تعالى-: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ..} (البقرة: 74). وقد سخر الله الأنهار في الأرض للإنسان، قال -تعالى-: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ} (إبراهيم:32). وقال -تعالى-: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (النحل:15).
  • وامتن الله على أقوام بنعم كثيرة، منها الأنهار، ولكنهم كفروا؛ فأهلكهم الله بذنوبهم، قال -تعالى-: {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} (الأنعام:6). وقال -تعالى-: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (النمل:61). وقال -تعالى-: {وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} (نوح:12).
  • ومن أنهار الأرض ما هو ابتلاء، قال -تعالى-: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ..} (البقرة:249). ونسب فرعون الأنهار له في قوله -تعالى-: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51).
  • وفي الآخرة أعد الله الأنهار جائزة للمتقين، قال -تعالى-: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ} (القمر:54). وفي الجنة أنهار تجري تحت الأشجار، قال -تعالى-: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ..} (الكهف:31)، وأيضا قال -تعالى-: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (آل عمران:136).
  • وأعطى الله -سبحانه وتعالى- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في الجنة نهرا عظيما هو الكوثر، قال -تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، ويصبّ منه ميزابان على حوضه المورود - صلى الله عليه وسلم - الذي في الموقف يوم القيامة. وفي الحديث، لَمَّا عُرِجَ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى السَّمَاءِ، قالَ: «أتَيْتُ علَى نَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ».

٢/١٠/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك