رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أم هاجر 25 يوليو، 2010 0 تعليق

أنصاف الرجال!!

 

حين تكون حزيناً أو متوعكاً يصبح حتى نسيم الصباح شيئاً جارحاً، وقد يتعكر صفوك لمجرد مرور نسماته لتداعبك، فتفسر كل كلام بتشنج وعصبية، هذا إذا كنت حزيناً، كيف وقد ضجت المجالس بالأحاديث عن المآسي والجراح؟! نذرف الدمع وينزف القلب، ونئن حزناً وألماً، ألن نتحرك أم نكتفي لنتحدث ونخرج وقد أفرغنا ما احتقن في صدورنا وخواطرنا مما شاهدناه وسمعناه؟

 

 


!

هل نحن مسلمون؟ هل كان فينا خالد بن الوليد؟ هل منا صلاح الدين الأيوبي؟! رجال كانت الدنيا طريقهم للآخرة، أم نحن مسلمون من نوع آخر، مسلمون شغلتهم الدنيا؛ فنسوا الآخرة أو تناسوها؟!

حتى متى يا بلادي ينساك أهلك؟! حتى متى يا قدسنا تدنسك أقدام الحقد؟! أين النخوة يا رجال أمتي؟ أما عاد فيكم من معتصم؟! أما كان من نسل المسلمين صلاح الدين؟!

أين نصرة ديننا؟ بلادنا؟ قدسنا؟! أطفالنا تذبح! أعراض نسائنا تنتهك! ألا يكفي شغلاً بالدنيا؟! أما آن لهذا الجرح أن يلتئم يا إخوتي، أما كفانا ما يفعل هؤلاء الشرذمة بنا؟!

إن قلبي ليعتصر داخلي أسى وحسرة، أسى لحالهم، وحسرة على رجال أمتي الذين اكتفوا بفتح العيون والآذان لسماع المهازل ولم يحركوا ساكناً، ولم يطهروا قلوبهم من عوالق الدنيا.

أم انتهى عصر الرجال، وبقي لنا أنصاف الرجال، ماذا ننتظر؟ ماذا؟! أنا أعجب من مدى الخذلان والانتكاسة التي وصلنا إليها. كل هذه الدماء، وكل هذه الأعراض، ولم نتحرك! فهل اكتفيتم بالاستنكار والتنديد؟!

هل نحن قلة؟! {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللّه واللّه مع الصابرين} (البقرة: 249).

نحن كثرة لدرجة تسد عين الشمس.. ولكن ضعفاء.. جبناء... كقطيع بلا فائدة.. نحتاج إلى قائد.. فهل يوجد بينكم قائد؟! أكيد لن يكون؛ لأن القائد يكون رجلا وليس نصف رجل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك