رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 21 أغسطس، 2023 0 تعليق

أكثر من 20 مليون شخص يعاني منه – السودانيون يواجهون واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم

اندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل من العام الجاري، وتركت هذه الحرب الكثيرين في ظروف مهددة للحياة، وفي خضم العنف، يعاني أكثر من 20.3 مليون شخص في السودان، 42% على الأقل من عدد السكان، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد أي الجوع الشديد، وأفادت الأمم المتحدة بأن السودان يواجه واحدة من أكبر حالات انعدام الأمن الغذائي في العالم، في ظل استمرار الصراع والتدهور الاقتصادي، وحذَّر ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) (آدم ياو) في السودان من خطورة الوضع، وقال: إن الأسر تواجه معاناة لا يمكن تصورها، وأضاف المسؤول الأممي أن نحو 14 مليون شخص في السودان يواجهون ما وصفها بمستويات (الأزمة) من الجوع وأن ما يقرب من 6.2 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة من الجوع الحاد.

       وتسببت الحرب في زيادة الصعوبات التي تحول دون توصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة، والولايات الأكثر تضررًا هي التي يشتد فيها الصراع، بما في ذلك الخرطوم وجنوب وغرب كردفان فضلا عن وسط وشرق وجنوب وغرب دارفور، وذكرت (منظمة الفاو) أنَّ البنية الأساسية الحيوية، بما في ذلك منشآت الرعاية الصحية ومصادر الطاقة والاتصالات، قد تعرضت لأضرار كبيرة بما فاقم انعدام الأمن الغذائي، وتحدث المسؤول الأممي عن بيئة العمل الصعبة في السودان وتعقيد القدرة على الوصول للمحتاجين للمساعدة المنقذة للحياة.

تغطية احتياجات 19 مليون شخص

       وقال ممثل (منظمة الفاو) في السودان: إن المنظمة تمكنت من شراء أكثر من 8800 طن من الحبوب وبذور البامية على الرغم من الأوضاع الأمنية المعقدة، وتوصيلها إلى أكثر من 500 ألف أسرة مزارعة بأنحاء السودان، وتعتزم الفاو الوصول إلى مليون مزارع في موسم الزراعة، لإتاحة المجال لإنتاج ما يكفي من الحبوب لتغطية احتياجات 19 مليون شخص لمدة عام. ومن المتوقع حدوث أكبر ارتفاعات في انعدام الأمن الغذائي في ولايات غرب دارفور وغرب كردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر وشمال دارفور، في الوقت نفسه ارتفعت كلفة المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 25 في المائة في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، ومن الممكن أن ترتفع الأسعار بطريقة أكبر إذا لم يتمكن المزارعون من الوصول إلى حقولهم وزراعة المواد الغذائية الأساسية بين مايو ويوليو.

إيقاف عمليات برنامج الأغذية العالمي

     أجبر العنف وانعدام الأمن برنامج الأغذية العالمي على إيقاف عملياته مؤقتًا في السودان، لكنه استأنفها مرة أخرى ووصل إلى أكثر من 35.000 شخص بالغذاء الضروري، وتركّز العمليات على مساعدة ما مجموعه 384.000 شخص، بما في ذلك العائلات التي فرت مؤخرًا من الصراع، واللاجئون الموجودون مسبقًا والنازحون داخليا والمجتمعات الضعيفة التي تستضيفهم في ولايات القضارف والجزيرة وكسلا والنيل الأبيض.

موجات من النزوح

     أدى القتال المستمر إلى أزمة نزوح كبيرة؛ مما زاد من الصعوبات التي تواجهها المجتمعات المحلية التي تعيش في ظروف هشة، وتحتاج إلى مساعدة إنسانية، ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، تضاعف عدد النازحين خلال أسبوع واحد ليصل إلى نحو 700.000 شخص، هذا فضلا عن 3.7 مليون شخص نازح أساسًا في السودان قبل اندلاع الأزمة الحالية، فقد تسبب الصراع في السودان بموجات نزوح داخل السودان وخارجه، مع فرار الأشخاص إلى البلدان المجاورة؛ حيث يحتاجون إلى أساسيات، مثل: المأوى والغذاء والماء؛ حيث فر إلى تشاد أكثر من 16.000 شخص، كما نزح أكثر من 40٫000 شخص إلى جنوب السودان، وفي مصر، فقد شهدت أكبر تدفق للاجئين السودانيين، ويعمل برنامج الأغذية العالمي مع الحكومة والهلال الأحمر المصري لتقديم المساعدات الغذائية لأولئك الفارين من الأزمة في السودان، أمّا في جمهورية إفريقيا الوسطى، فقد عبر ما يقرب من 9٫700 شخص الحدود من السودان ووصلوا إلى أمدافوك في محافظة فاكاجا.

 

جهود إحياء التراث في إغاثة السودان

       تحت شعار: (نسعى لمساعدة أبناء المسلمين)، قامت جمعية إحياء التراث الإسلامي ببناء مدرسة ابتدائية في السودان لخدمة 70 ألف نسمة تحت شعار: (مع انشغالنا بتعليم أبنائنا نسعى لمساعدة أبناء المسلمين)؛ لتعليم أبناء المسلمين في منطقة دشريفي بولاية كسلا بالسودان، التي يقطنها 70 ألف نسمة، وتعاني عدم وجود مدارس في المراحل المختلفة؛ حيث سيتعلم الأطفال في هذه المدرسة العلوم العصرية، إلى جانب القرآن والعلوم الشرعية المختلفة، وكانت المرحلة الأولى: مدرسة ابتدائية للبنين تتسع لـ 300 طالب وتكلفتها 32٫500 د.ك، وكانت المرحلة الثانية بناء مدرسة ابتدائية للبنات تتسع لـ300 طالبة.

إغاثات عاجلة لمتضرري الفيضانات والسيول

        كما وزعت جمعية إحياء التراث الإسلامي -وعبر مواقع عدة حول العاصمة السودانية الخرطوم- تبرعات أهل الكويت ومساهماتهم من مواد الإغاثة على الأسر المتضررة جراء الفيضات والسيول التي ضربت السودان؛ حيث وفرت الجمعية -وبطريقة عاجلة، وبالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية- هذه المواد وجهزتها بالطريقة المناسبة، ثم حددت مواقع مختارة للتوزيع، ومن هذه المواقع موقع أم رباح في محلية جبل أولياء في الخرطوم؛ حيث وزعت 400 سلة إغاثة غذائية على الأسر الموجودة هناك، كما وزعت -في موقع شمال بحري ولاية الخرطوم منطقة واوستي- 100 سلة غذائية، ومواقع أخرى كثيرة، وقد أطلقت جمعية إحياء التراث الإسلامي مشروعا خاصا لتقديم الإغاثة العاجلة؛ حيث كانت الدفعة الأولى من هذه الحملة (نصف مليون دولار) وُجهت لتقديم مواد الإغاثة الضرورية من: مواد غذائية، وإغاثة طبية، وتوفير الخيام، وبعض المستلزمات الضرورية للمتضررين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك