رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 4 أكتوبر، 2010 0 تعليق

أسس وأولويات الدعوة

إن أهمية الدعوة إلى الله على بصيرة مطلبٌ مهم، فالدعوة إلى الله على منهاج النبوة من أعظم القربات عند الله، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33) والكويت اليوم بل العالم الإسلامي يمر بأزمات ومخاطرَ لو عرضت على صحابة نبينا الكريم [ لاجتمع عليها أهل بدر. ومن يرد الحل لهذه الأزمات فليرجع إلى الصدر الأول من الأمة والسلف الصالح وهم: «الصحابة أولاً ثم تابعوهم ثم تابعو تابعيهم الذين قال نبينا الكريم [ عنهم: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (متفق عليه) فعلينا أن نلتزم بمنهاج النبوة في الدعوة إلى الله التي تقوم على ثلاثة أسس ثابتة:

. إفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك؛ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25).

2. اليقين من كتاب الله وسنة رسوله [ وفقه أئمة القرون المفضلة من نصوص الوحي؛ قال الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الجاثية: 18).

3. اللينُ في القول والإحسانُ في المعاملة والإعراضُ عن الجهل؛ قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159).

بهذا أرسل الله رسوله محمداً [ وبانقطاع الوحي بموت محمد [ وجب على المسلمين تتبع هذا الطريق في الدين والدعوة حتى يأتي أمر الله وتقوم الساعة، فالدعوة إلى الله جزء مهم في الدين ولا تبرأ ذمة الجماعة المسلمة ولا ذمة أفراد المسلمين إلا بأداء القدر المستطاع والضروري منها؛ استجابة لأمر الله: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104).

ولكن في طريق الدعوة عوائق تمنع أو تبطئ مسيرتها وأخص منها الولاء الضيق للحزب الديني أو الطائفة الدينية؛ فقد حذر الله من التفرق والتحزب في الدين، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (الأنعام: 159).

ولا تصلح الدعوة إلا بشمولها لأصول الدين وهي الاعتقاد وهو أهمها، والعبادات والمعاملات، ومن خلال ذلك الآداب والأخلاق الشرعية فيجب أن تكون هذه هي الأولويات في الدعوة، ولكن للأسف انقلب سلم الأولويات عند كثير من الجماعات الإسلامية فانقصرت بعض الجماعات ودعاتها على نشر الآداب، وآخرون على الدعوة إلى النوافل، وآخرون على الدعوة إلى تجنب الصغائر، وآخرون على محاولة اغتصاب السلطة بالقوة، وآخرون أثاروا وضع المكبر على الدعاة المخلصين السلفيين العلماء منهم والمصلحين خاصة في التصعيد والتمحيص في كل شاردة وواردة في دعوتهم، ونسوا أنفسهم واشغلوها عن العلم والتعليم.

فيجب الاهتمام بأولويات الدين والدعوة، وليكن التوحيد كما ذكرنا على رأسها، وعلى مشايخ الدعوة الاهتمام بالتعلم الشرعي وتأهيل الدعاة وإعدادهم ليكونوا قادرين على ملء الفراغ.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك