رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فاطمة السعيد 7 أغسطس، 2010 0 تعليق

أتعلم أنك تحطمه؟!

 

 

نعم أنت تحطمه بيدك، لا تقل من هو؛ لأنك ستعرف ذلك، حينما تتوغل بين السطور.

سأحكي لك القصة.. لكن عدني أنك ستغير من نفسك بعدها، إن لم تتقبل هذا الشرط فأرجوك لا تقرأ، عد إلى ما كنت عليه سابقا قبل أن تقرأ.

إذاً هيا لنبدأ:

وُلد كغيره من الأطفال، وعاش كما عاشوا، إلا أنه قد تفوق عليهم بعض الشيء بما وهبه الله تعالى، أتعرفه؟!، لقد حاول أن ينمي قدراته بعد استعانته بالله عز وجل فأعانه الله، وقام بمساعدته أبواه بلا شك، أتدري أنك أنت تحطمه؟ لا تتسرع، ربما يكون كلامي مبهما، لكنني سأوضح.

حينما كان طفلا، كنت أنت لا تعامله معاملة الأطفال، كنت تميزه عن غيره، إما بنظرة أو حتى بإلقاء اللوم عليه إن وقع الأطفال في خطأ.

كنتَ تظن أنه يكبرهم بعقله، وإن كان هذا صحيحا، لكن ما كان يجب عليك أن تفعل ذلك، لا أقول لا تميزه، بل ميزه ولكن لا تميزه بنظراتك تلك فإنك ستحطمه بها بعد حين.

وبعدها كبر الطفل قليلا، بدأتَ تراه يتفوق في كل شيء، وأبت تلك النظرات إلا أن تلاحقه، نظرات متنوعة، بعضها يحمل إعجابا، وبعضها يحمل غبطة، والأدهى والأمر من تحمل نظراته حقدا وحسدا.

أتدري ما الذنب الذي اقترفه كي يتحمل تلك النظرات؟! لقد ارتكب جرما بسبب أن الله قد منحه ما منحه من آلاء، وقد حرص على تنميتها والاستزادة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، هذا هو الذنب أليس كذلك؟! أم لعل ذنبه يكون تفوقه على أبنائك؟! أم إنك ترى أنه متكبر فيحتاج إلى مثل هذه النظرات حتى يحس؟ أفتح لك المجال لتجيب.

وبعدها أصبحتَ تراه يرتقي ويرتقي، وبدأت نظراتك تزداد حدة، بل أمست كلماتك تخرج من فيك عفوية، لا ألومك، لكن أقول لك: لا تنس اتفاقنا في البداية على أننا سنتغير، أرجوك حاول أن تقلل نظراتك، حتى وإن كانت نظرات إعجاب، وحاول أن تبتعد عن المدح أمامه، إن أردت مدحه فامدحه من ورائه، ولا تكثر، خف عليه كما تخاف على ابنك أو على نفسك، ألست تحب لأخيك ما تحب لنفسك؟ تأمل معي هذا الحديث وأرجو أن تجعله واقعا في حياتك.

اثن على من عمل خيرا وأحسن إليك لكن ليكن ثناؤك بالقدر المعقول، وتذكر قوله[: «إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله» رواه الشيخان.

وإياك أن تضفي عليه ألقابا هي ليست فيه، لا ترمه بالكبر؛ لأنه صاحب شخصية قوية ولكونه قد تفوق على غيره لتعلم أن ما من كبير حقا إلا ويرى نفسه صغيرا لكنه واثق بما عنده، وما من متعملق صغير إلا ويرى نفسه كبيرا وقد يثق بما ليس عنده، ذاك المتعملق بغير وجه حق، هو المتكبر حقا.

لننتشل الحطام.

دعونا ننتشل الحطام، ولنضع النقاط على الحروف، ولنحاول أن ننتبه لمثل هذا الأمر، لنثق أن صاحب العقل الكبير إن كان طفلا، فسيظل طفلا، ولا تعامله معاملة الكبار، وإنما تختلف المعاملة عن البقية قليلا.

لنبتعد عن النظرات الحادة لمن أعطاه الله ما لم يعطك أو ما ليس في أولادك.

لنقنع بما عندنا، لكن لا يعني هذا ألا نطور أنفسنا للأفضل.

لنحذر المدح الكثير أمام الشخص.

لنحاول ألا نجعله بمعزل عنا، ولا ننظر إليه بأنه كبير، ومتكبر؛ فليس كل كبير متكبرا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك