رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 2 أكتوبر، 2023 0 تعليق

آفاق التنمية والتطوير (7) مهارات حل المشكلات ودورها في التنمية

  • الإبداع لا يأتي من العدم بل يأتي من التمرين المستمر والتجربة والمرونة في التفكير وهو مفتاح لتحقيق التغيير والتطوير في مختلف جوانب الحياة سواء في بيئة العمل أم في تطوير الذات
 

نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.

  • تعدّ التحديات (المشكلات) جزءَا أساسيا من حياتنا اليومية، سواء على المستوى الشخصي أم المهني، ولذلك فإنه من المهم أن نكتسب مجموعة من الطرائق للتعامل مع تلك المشكلات التي نواجهها، ويمكن للإبداع أن يؤدي دورًا مهما في تطوير الحلول الفعالة والمبتكرة والمساهمة في تذليل الصعوبات وتجاوز التحديات.
  • وتأتي أهمية حل المشكلات في تحقيق التنمية والتطوير على المستوى الشخصي والعملي كون تلك التحديات تعيق مسيرتك، وتؤخر تحقيق أهدافك المنشودة والوصول إلى مزيد من النجاحات.

طرائق حل المشكلات

  • تعبّر مهارات حل المشكلات -كما يشير إليها اسمها- عن القدرة على إيجاد الحلول الفعّالة لمختلف المشكلات التي تواجهنا في الحياة العملية أو الخاصة، وفي الوقت المناسب الذي يضمن تفادي الخسائر أو تقليلها قدر الإمكان، ويتضمّن ذلك خطوات رئيسية عدّة لابد من اتباعها.

المهارات الأساسية والمساندة

  • هنالك بلا شك العديد من المهارات ذات الصلة بحل المشكلات، وعلى رأسها مهارات التفكير النقدي والاستقرائي والاستراتيجي والتقويمي: وذلك من خلال التركيز على السؤال، وتحليل الجدليات، وتوجيه أسئلة توضيحية والإجابة عنها، والحكم على موثوقية مصدر المعلومة، واستيعاب الرسومات البيانية والرياضية، واستيعاب تقارير الملاحظات والحكم عليها، مع تطبيق المعرفة المكتسبة، والحكم على الافتراضات التي لا أساس لها، وتحديد علاقات السبب والنتيجة، إضافة إلى القدرة على الاستنتاج، وتحديد المعلومات المرتبطة بالقضية المطروحة، وتكوين شبكة علاقات بأطراف الموضوع، إلى جانب استخدام المنطق لتحديد التناقضات في القضية المطروحة، والعمل على تحديد جوهر القضية، وتوقع النتائج، مع وضع خطط احتياطية، وفصل الآراء عن الحقائق، والتثبت من مصداقية مصدر المعلومات التي تحدد حقيقة المشكلة ومتعلقاتها.
  • هذا إلى جانب مهارات الاستماع الفعال، وربما أحيانا الحاجة إلى تطوير مهارات إدارة الغضب وإتقان فن الرد، ومهارات تعدد المهام، والكتابة والتواصل، ومهارات العمل الجماعي، ومهارات الذكاء العاطفي التي يتميز بها الناجحون في علاقاتهم، ومهارات اتخاذ القرار وتعزيز الثقة بالنفس، وأحيانا تدريب العقل للمحافظة على قدراته من خلال ممارسة بعض الألعاب الذهنية.

خطوات حل المشكلة

تتضمّن عملية حل المشكلات الخطوات الآتية: 1- تعريف المشكلة وتحديدها. 2- البحث عن حلول بديلة. 3- تقييم الحلول المناسبة لحلّ المشكلة واختيار أنسبها. 4- تطبيق الحلّ المناسب على أرض الواقع. 5- الحصول على تغذية راجعة والتجاوب معها بالأسلوب المناسب.

الوعي بوجود مشكلة

  • لا شك أن إدراك وجود مشكلة في حد ذاته يعد أمرا مهما في التشخيص والبحث عن الحلول لعلاجها، كما ينبغي تحديد تلك المشكلة وتصنيفها؛ من حيث حجمها وأهميتها وأولويتها في الحل، فهناك مشكلة يسيرة وأخرى معقدة ومركبة، وهناك مشكلة مركزية وأخرى فوضوية.
  • وهنا يأتي دور التخطيط والقياس من خلال دراسة الإيجابيات والسلبيات ووضع مؤشرات الأداء بناء على تحديد المعايير ووضع المرجعية في السعي نحو تحقيق الأهداف وتنفيذ المشاريع.

جمع المعلومات والبحث عن الحلول

  • ويكون ذلك من خلال سؤال المختصين والاستعانة بمحركات البحث وأدوات الذكاء للبحث عن الحلول؛ فالمعلومات الدقيقة تبدد الظنون، وتوفر أرضية صلبة لاتخاذ القرار المناسب، بما يزيل المخاوف والشكوك التي تكتنف المشكلات.
  • ولا بد هنا من تحديد القضايا الأساسية في المشكلة، والمسائل الفرعية وإدراك الاهتمامات وتحديد الأهداف المطلوبة..
  • وقد تكون الحلول مؤقتة وتدريجية أو نهائية وجذرية، ولذا كن منفتحا على الحلول التي قد تنجح في حل المشكلة بدلا من الحكم المتسرع عليها بناء على خبرات قليلة ومعلومات غير دقيقة.

العصف الذهني

  • يمكن في الأمور الكبيرة التي تكون بحاجة إلى تحديد استراتيجية معينة أو القيام بمشروع معين اللجوء إلى تقنية العصف الذهني، وهي وسيلة فعالة لتوليد الأفكار المبتكرة، واستكشاف حلول مختلفة للمشكلة، كل ما عليك أن تقوم بجمع فريق صغير من الأشخاص ذوي الصلة بالمشروع، ويفضل أن يكون لديهم حس الإبداع والابتكار، واستخدموا جلسة عصف ذهني لتوليد الأفكار، ولا تقيدوا أنفسكم بالتفكير فيما هو واقعي أو ممكن، ولا تحكموا على تلك الأفكار في بدايتها بالصواب والخطأ؛ بل دعوا الأفكار تتدفق بحرية ثم انتقوا منها ما يمكن تطبيقه، وما أجمل أن يكون ذلك بروح فريق العمل!

تحليل الجذور لتفكيك المشكلة

  • قد تبدو بعض المشكلات معقدة وضخمة للغاية لأول وهلة، ولكن من خلال تحليل الجذور وتفكيك المشكلة إلى مكوناتها الأصغر، يمكن أن تبدأ في فهم أعمق للتحديات التي تواجهها؛ ولذلك ابدأ بتحليل السبب الرئيس للمشكلة، ومن ثم تقسيمها إلى عناصر فرعية؛ فهذا بلا شك سيساعدك في التركيز على إيجاد حل تدريجي لكل جزء من المشكلة، ومن ثم تفتيتها إلى مكونات أصغر.

تغيير زاوية التفكير

  • قد يكون الحل التقليدي للمشكلات محدودًا بالأساليب المعتادة والمألوفة، ولكن من خلال التفكير الجانبي، يمكننا النظر إلى المشكلة من زاوية غير تقليدية؛ لذلك ابحث عن تصورات مختلفة وغير متوقعة للمشكلة، على سبيل المثال، اسأل نفسك: ماذا سيحدث إذا قمت بالعمل بالاتجاه المعاكس؟ أو هل يمكن أن نستفيد من مشكلة معينة بدلاً من محاولة حلها؟

كن واضحا ودقيقا

  • كن واضحا في شرح المشكلة وتحليل أبعادها ومنطلقاتها حتى لا تفسر بشكل مختلف، وحتى لا تدخل الانطباعات النفسية في الحكم عليها، ولا سيما إذا كان هناك شركاء في تلك المشكلة فقد يكون سوء الفهم أو ضبابية التفكير سببا في تفاقم المشكلة وعدم حلها.
ولا بد هنا من التحكم في انفعالاتك في أثناء مواجهة الصعاب ومحاولة إقناع الأطراف ذات الصلة بوجهة نظرك لحل المشكلة.

اختبار الحلول والتعلم منها

  • لا يمكننا -دائمًا- التنبؤ عن أي حل سيكون ناجحًا دون تجربته؛ ولذلك قد يكون استخدام المبدأ التجريبي كفيلا بتأكيد أحد الحلول واستبعاد آخر؛ حيث تقوم بتجربة حل معين وتقييم نتائجه، وإذا فشلت الطريقة، لا تعدها فشلاً بل درسًا قيمًا، استفد من الخطأ بالتعلم وضبط الحلول بناءً على الخبرات المكتسبة.
وينبغي هنا البحث عن الخيارات والبدائل ودراسة وزنها النسبي، ويلحق بذلك تحديد الأولويات واختيار الأوقات المناسبة، ومن ثم وضع خطة زمنية مناسبة.

قاعدة 80/20

  • كن متفائلا واستخدم 80% من وقتك لإيجاد حل للمشكلة، و20% من الوقت للمراجعة مع النفس والتفكر، قد يبدو ذلك صعبا لمن هو تحت وطأة المشكلة، لكن تركيز الجهد والطاقة والتفكير في التحرك العملي لحل المشكلة أكثر نفعا وجدوى من هدر الوقت في الشكوى والإحباط والانشغال الذهني برسم سيناريوهات الآثار الأسوأ لاستمرار المشكلة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك