اكتسبت الكويت سمعة عالمية طيبة؛ كونها أكثر الدول نشاطا في مجال العمل الخيري والإنساني في مختلف أنحاء العالم؛ نظرًا لتعاطيها وتفاعلها مع الأزمات والكوارث التي تصيب العديد من الدول في المناطق المختلفة، ولقد بدا هذا واضحًا من خلال التلاحم الرائع للشعب الكويتي في كارثة زلزال تركيا وسوريا؛ حيث مثلت هذه الوقفة نموذجًا فريدًا في العمل الخيري الذي أصبحت الكويت مدرسة عالمية له.
والمتابع للعمل الخيري في الكويت حق له أن يقف وقفة إجلال وتقدير للعاملين في هذا القطاع الإنساني النبيل؛ لجهودهم الرائدة والمبدعة التي انطلقت بالعمل الخيري في شتى الميادين المحلية والخارجية، مجسدة في معاني التكافل والتعاون بين أبناء المسلمين في كل مكان، ومبرزة وجه الكويت المشرق في مجالات الخير والعطاء، حتى أصبح العمل الخيري الكويتي من أهم صادرات الكويت، وركنا أساسيا في المنظومة الخيرية العالمية.
ويتصف العمل الخيري الكويتي بأنه عمل عالمي، وصل إلى جميع المناطق المحتاجة، كما يتصف بأنه عمل مؤسسي حوَّل المبادرات الفردية إلى كيانات مؤسسية، تعتمد على المشاريع والأنشطة المتقنة، وتتعامل مع الجمعيات والهيئات المرخصة والموثوقة، وتسعى لتطبيق مبادئ الإدارة الحديثة في كل المجالات، وبفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم بالجهود المخلصة أدى العمل الخيري الكويتي في العقود الثلاث الأخيرة دورا، رائدا ساهم في تطوير الأنشطة الخيرية في المناطق المجاورة وكذلك حول العالم.
ومن أهم أسباب نجاح هذا النموذج الفريد للعمل الخيري الشراكة الفاعلة بين مؤسسات الدولة والمؤسسات الخيرية؛ حيث تظل هذه الشراكة واحدة من أهم مرتكزات نجاح العمل الإنساني والخيري في ظل العديد من الأزمات والكوارث التي تتعرض لها الدول.
إنَّ العمل الخيري الكويتي أصبح جسرًا للتواصل مع الشعوب التي تتعرض لأوضاع إنسانية مؤلمة؛ فالمؤسسات الخيرية والإنسانية الكويتية صارت علامة فارقة في فضاءات العمل الإغاثي دون تفرقة أو تمييز بفضل تحركاتها في أرجاء المعمورة لإغاثة المنكوبين والمتضررين.
وبرهنت هذه المؤسسات دائمًا على عطاء الشعب الكويتي الممتد في أصقاع العالم، ولم تدخر هذه المؤسسات وسعا في إغاثة المنكوبين في النكبات والمجاعات عبر برامج ومشاريع إيوائية وتعليمية، وصحية ونفسية، وإغاثية وإنتاجية وغيرها؛ لتخفيف آثار تلك الأزمات الإنسانية وتداعياتها الكارثية.
إن العمل الخيري في الكويت يحمل سجلا حافلا بالإنجازات وهو ناصع البياض على مر السنين؛ بفضل اللجان الكويتية والقائمين عليها من أهل العلم والدين، وشعوب العالم الفقيرة دائمًا تتطلع إلى الكويت بوصفها دولة وشعبا تتحلى بخصال حميدة تعززها ثوابتها الإسلامية وقيمها النبيلة.
التعليقات
لا توجد تعليقات لهذه المادة