رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
رسائل ترحيب
Responsive image
20 ديسمبر، 2022
3 تعليق

من مبادئ تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي

 

 

     وضع الإسلام مبادئ عدة لتحقيق الأمن والسلام الاجتماعي، من ذلك التمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية والمحافظة على مقاصدها وإقامة حدودها؛ فقد حفظ الإسلام بهذه الحدود كل ما من شأنه حفظ الضرورات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، وهذه الضروريات لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا؛ بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج، وفوت الحياة أصلاً.

     ومن مبادئ تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي التزام الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الإفراط والتفريط في الدين؛ فإن ذلك من أهم الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن الاجتماعي، والوسطية والاعتدال من أبرز خصائص الإسلام، وهي وسام شرف الأمة الإسلامية.

     ومن مبادئ تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي قيام العلماء والدعاة بواجبهم في ملء الفراغ الفكري لدى بعض الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير؛ فبعض هؤلاء الشباب الآن يعيش فراغا ذهنيا خطيرا مهددًا للأمن الاجتماعي، وناتجا من وجود هوة عميقة بين العلماء وبين هؤلاء الشباب؛ فكثير من الشباب الذين اتسمت تصرفاتهم بالغلو والتطرف لم يتلقوا العلم من أهله وشيوخه المختصين بمعرفته، وإنما تلقوه من مصادر غير مصادره.

     ومن الأمور الفاعلة للمحافظة على نعمة الأمن والسلام الاجتماعي والاستقرار، القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولقد أقام الإسلام فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي فريضة جماعية، أي تؤديها طائفة لحساب المجتمع كله؛ فإقامة هذه الفريضة في المجتمع، تضمن أمنه وسلامة الناس وتضامنهم في دفع الفساد وتحصيل المصالح، وقد قرن الله -تعالى- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإيمان بالله قال الله -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران 110).

     كذلك فإن التماسك والتعاون على البر والتقوى بين المواطنين والابتعاد عن النزاع والتمزق والانقسام بينهم، من أهم أسلحة الأمم في بناء مجدها، وإثبات وجودها، وتثبيت دعائم الأمن الاجتماعي والاستقرار بها، وتحقيق أهدافها الحاضرة والمستقبلة، فكلما سادت هذه الفضائل بين أفراد المجتمع حكامًا ومحكومين ساد الحب والتقدير والثقة المتبادلة، والتضامن والوحدة والألفة والمحبة والتعاطف والتراحم، وإذا فقدت هذه الفضائل والقيم الإسلامية السامية ساد التمزق والانحلال والاضطراب والشك والقلق والقنوط واليأس، وقد أمر الله -جل شأنه- بالتمسك والاعتصام بحبله وبالتعاون على الخير، وأوصى به، وحذر من الفرقة والتمزق، وأثنى على وحدة الأمة، وندد باختلافها قال -تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران 103). وقال -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة 2).

أضف تعليقك

التعليقات

  • لا توجد تعليقات لهذه المادة

Ads