
الغامدي: الصدق مع الله طريق النصر والعزة للمسلمين – «تراث الجهراء» افتتحت الملتقى الدعوي {ان تنصروا الله ينصركم}
أكد الشيخ خالد الغامدي أن المسلمين في كل وقت بحاجة إلى الله تبارك وتعالى ولاسيما في أوقات الفتن والأزمات ولذلك عندما تصل الأمور إلى حد لا يطاق فلا تسمع من المؤمن سوى نداء: «يا الله»، منكراً على بعض المسلمين الذين يسيرون في هذه الحياة وليس لهم علاقة مع الله تبارك وتعالى فيعصونه جهارا نهارا .
جاء ذلك في المحاضرة الأولى التي نظمتها جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء والتي حملت عنوان: {وما النصر إلا من عند الله} وذلك ضمن فعاليات الملتقى الدعوي التاسع عشر تحت شعار: {إن تنصروا الله ينصركم} وسط حضور غفير في مسجد عقلا الظفيري في محافظة الجهراء بعد صلاة المغرب وأدارها الشيخ عبدالرحمن رخيص . وبدأ الغامدي حديثه بأن المسلمين -إلا من رحم الله- يشعرون بنقص كبير في تعاملهم مع الله تبارك وتعالى والمعرفة الحقيقية به فتجدهم في بعض الأحيان يتعلقون بالخلق ويتركون الخالق خاصة في المعاملات الدنيوية ، فإذا عرفنا الله عز وجل حق المعرفة فلن نرجو ونطلب وندعو إلا إياه ، فعندما ضعف تعلقنا بالله عز وجل ضعف اليقين به ، والتوكل عليه ، وحسن الظن به والنصر من عنده .
وبيّن الغامدي أن سبب هذا الضعف يعود إلى تربية بعض المسلمين منذ الصغر على اليقين بالله والتوكل عليه؛ ولذلك يتساقط المتساقطون في الفتن والابتلاءات لأنه ليس عنده عدة ولا عتاد؛ ولذلك كل شيء نحتاجه في الدنيا لا يأتينا إلا بإرادة الله جل وعلا ، وسرد الغامدي بعضا من القصص التي وجدها في بعض الناس حينما يتعاملون بالرقية الشرعية فيتعلقون بالراقي ولا يترك أحدهم في بعض الأحيان باباً إلا وطرقه إلا باب الله ، أفلا يخجل بعض المسلمين أن ألا يعظموا الله في قلوبهم ويجعلونه فوق كل شيء؟!. مؤكدا أنه لا يوجد أحد يطرق باب رب العالمين وهو صادق إلا و فتح له .
وأضاف الغامدي أن الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة: « يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته» أن في هذا الحديث رسالة من الله لكل الناس ينبغي عليهم أن يعودوا للأصل فلا يوجد عندنا غني وفقير فهذه مسمياتنا نحن في الدنيا بل نحن فقراء في كل شيء إلى الله، فالغني الحقيقي هو الذي أغنى قلبه بطاعة الله وحبه وصدقه معه، موضحا بأن الله ليس في حاجة إلى أحد والمسلم محتاج إليه في كل وقت، مرشدا المسلمين إلى ضرورة الانطراح بين يدي الله عز وجل لتفريج الكربات والهموم، فإذا سجدت قل كل ما عندك لله .
وأشار الغامدي إلى بعض السبل التي تجعل المسلم متعلقا بالله زاهدا بغيره، وأولها الصدق مع الله في العبادات والتوكل عليه ، وثانيها أن يكون للمسلم في حياته خبيئة أي عمل مخبأ عن أعين الناس يجعله لله تبارك وتعالى، وثالثها الإخلاص لله فلا يمكن أن توفق للثبات على دين الله عز وجل إلا وأن تكون مخلصا لله في خلواتك ومع نفسك، ورابعها الصبر لقوله تعالى (واصبروا إن الله مع الصابرين) وخامسها التوكل عليه.
واختتم الغامدي محاضرته بتبيان أسباب تأخر النصر من رب العالمين وخاصة في أوقات المحن والأزمات، فالله عز وجل قد يؤخر النصر لأسباب متعددة منها أن يظهر الله المنافقين والأعداء ويكشف زيفهم فتنبلج الحقائق أمام المسلمين ، وأنه كذلك قد يتأخر النصر حتى يزداد أتباع الحق ويندحر أتباع الباطل ، مطالبا المسلمين بالفرار إلى الله فهو الذي سوف ينصرنا ويعطينا ويعزنا، وغيره لن يقدموا لك شيئا ينفعك إلا بإرادته سبحانه .
لاتوجد تعليقات