رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 ديسمبر، 2015 0 تعليق

أسباب تفرق الأمة

- ما معنى قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل:123)؟ وما الأسباب التي فرقت المسلمين إلى مذاهب عدة؟

- الله - جل وعلا - يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم في إخلاصه لله وتوحيده، وتعظيم أمره ونهيه، والإعراض عن المشركين ومعاداتهم، وبغضهم في الله - سبحانه وتعالى - وهكذا الأمة مأمورة بذلك، كلها مأمورة بأن تعبد الله وحده: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} (الأنبياء:92) . {إياك نعبد وإياك نستعين} (الفاتحة:5). {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} (البينة:5). {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} (الإسراء:23). إلى أمثال هذه الآيات.. فالله -عز وجل- خلق الخلق ليُعبد وحده لا شريك له، وأمرهم بذلك وأرسل الرسل - عليهم الصلاة والسلام - لدعوة الناس إلى توحيد الله والإخلاص له؛ فالواجب على جميع أهل الأرض من الجن والإنس وعرب وعجم، وأغنياء وفقراء، وذكور ٍوإناث، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده، ويخصوه بدعائهم وخوفهم ورجائهم وصلاتهم وصومهم وصدقاتهم، وسائر عباداتهم، قال: -سبحانه وتعالى-: {إياك نعبد وإياك نستعين} ولا يجوز لهم أن يعبدوا معه إلهاً آخر، لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلا، ولا يجوز لهم أن يعبدوا أصحاب القبور، ويستغيثوا بهم، أو يطلبوا منهم المدد أو ينذروا لهم، أو يذبحون لهم، ولا أن يعبدوا الأصنام والأشجار والأحجار والكواكب، لا، هذا كله باطل، وكله شرك بالله - عز وجل - الواجب على جميع الثقلين أن يعبدوا الله وحده، فيخصوه سبحانه بجميع العبادات من خوفٍ ورجاء وصوم وصلاة، وصدقة وذبح ونذر وغير ذلك. وعلى الأمة جميعاً أن تتفقه في هذا، وأن تعنى بهذا الأمر، ومن أهم الأمور العناية بالقرآن العظيم، فإنه كتاب الله فيه الهدى والنور، وهو يوضح هذا الأمر، ويبين أن العبادة حق الله وحده، فعلى جميع المسلمين أن يعنوا بكتاب الله، وأن يتدبروه ويتعقلوه، وهكذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، جاء في البيان هذا الأمر، وأن العبادة حق الله وحده، فعلى أهل الإسلام أن يعظموا الله ويعبدوه وحده دون كل ما سواه، وأن يبلغوا الناس ذلك، وعلى علمائهم بالأخص أن يبلغوا الجهلة ما خفي عليهم، ويعلموهم ويرشدوهم حتى يستقيموا على دين الله، وحتى يعبدوا الله وحده، وعليهم أيضاً أن يبلغوا الناس الآخرين بالطرائق الممكنة والرسائل الممكنة توحيد الله كما بلغت الرسل -عليهم الصلاة والسلام-. أما الاختلاف بين أهل الأرض فله أسباب كثيرة، والاختلاف الضار ما يتعلق بالأصول، أما المسائل الفقهية الخلاف بين الناس فيها، فهذا أمر واقع، والنبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن الواجب الاجتهاد وتحري الحق ورد ما تنازع فيه الناس إلى الله والرسول، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء:59). وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر». فمسائل الفروع يقع فيها خلاف، واشتباه الأمر، وعلى المسلمين فيها أن يعرضوها على الكتاب والسنة عند الاختلاف، فما دل عليه الكتاب والسنة وجب الأخذ به، والتمسك به والرجوع إليه دون ما خالفه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك