رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
childimage

"كلمة رئيس التحرير " أوراق صحفية

شهر مميز

22 مارس، 2023

author1

الافتتاحية

author1

الإصلاح

18c
rio scattered clouds humidity:72% wind:7m/s S h19: L18
  • 11c thu
  • 14c fri
  • 15c sat
  • 15c sun
  • 14c mon
عداد الزوار
51
مقالات
Responsive image
14 يوليو، 2014
3 تعليق

داعش من احتكار الدين إلى زعم الخلافة

بعد سنوات من وجودها في العراق باسم الدولة الإسلامية في العراق، وبعد دخولها في عمق الثورة السورية باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام قررت الحركة القتالية المعروفة (بداعش) أن تغير اسمها إلى (الخلافة الإسلامية) وسمت أميرها بخليفة المسلمين،  وهذا الفعل لا يغير من تلوّن من هذه الحركة التي أصبحت منذ نشأتها تمثل خنجراً على خاصرة أهل السنة في العراق وسوريا، وعرف عنها التنكيل بالمخالفين وقتلهم بأبشع الصور فضلا عن استخدامها سلاح التكفير ضد المخالفين، ورغم ادعاءها بالسعي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية إلا أنها متهمة برفض التحاكم للإسلام، وعدم وجود علماء معتبرين في صفوفها.

 كما أنها لا تسمع كلام العلماء الكبار في العالم الإسلامي بل تعدهم في عداد الكفار والمنافقين، ومع هذا كله فإن هناك شكوكا تحوم حول هذه الحركة مما يؤكد غرابة تصرفاتها فضلاً عن مخالفتها للمنهج الإسلامي الصحيح رغم تدثرها بعباءة الخلافة الإسلامية المزعومة.

داعش والدور الذي تمثله

     قد يصعب على المراقبين تحديد طبيعة الدور الذي تؤديه «داعش» في العراق وسوريا، وهل تتحرك وفق منظومة المجموعات الإسلامية التي تسعى إلى استعادة الدور الإسلامي المفقود أم هي جزء من خطة أمريكية لتفتيت المنطقة وإدخالها في حالة  الفوضى الخلاقة التي وعدت بها إدارة بوش الابن السابقة وفق ما تذهب إليه بعض التقارير!.

      ويؤكد بعض المراقبين أن صعود هذا التنظيم  وتمدده السريع  يرفع من نسبة الاحتمالات التي تقول إن هناك تعاونا بينه وبين جهات استخباراتية إيرانية بينما يؤكد آخرون أن (داعش) صنيعة أميركية أو على الأقل تم اختراقها لتكون أداة هدم للمنطقة التي تريد أمريكا إعادة تغيير خريطتها، وعن التعاون الذي بين التنظيم والولايات المتحدة الأميركية يتحدّث المحلل الاستراتيجي والمستشار السياسي (كريستوف ليمان) الذي نقل في تقرير له أن قرار الحرب على العراق باستخدام كتائب (داعش) اتخذ خلف أبواب مغلقة على هامش قمة الطاقة للمجلس الأطلسي في اسطنبول في نوفمبر 2013.

 في هذا السياق بيّن (ليمان)، في تقريره الذي نشرته شبكة (أن.أس.أن.بي.سي الدولية)، أن كتائب ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، «داعش»، استخدمت من أجل تفتيت وحدة العراق وتوسيع الصراع السوري إلى حرب شرق أوسطية أشمل، وإفقاد إيران لتوازنها.

      وكان من بين الحاضرين في القمة المذكورة الرئيس التركي عبدالله غول ووزير الطاقة الأميركي (أرنست مونيتس) ورئيس المجلس الأطلسي (فريدريك كمبي) ووزيرة الخارجية السابقة (مادلين أولبرايت) والمستشار السابق في الأمن القومي (برنت سكاوكروفت). وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأخير لديه علاقات امتدت على مدى فترة طويلة مع (هنري كيسنجر) ووزير الموارد الطبيعية لإقليم كردستان في شمال العراق،  والمجلس الأطلسي هو إحدى مجموعات التفكير الأميركية النافذة في السياسة الخارجية والجيوسياسة الأميركية والأطلسية.

      وشدد رئيس المجلس الأطلسي (فريدريك كمبي) على أهمية قمة الطاقة والوضع في الشرق الأوسط قبل القمة في شهر نوفمبر قائلا: نحن ننظر إلى الفترة الحالية بوصفها نقطة تحول، تماما مثل عامي 1918 و1945. وتركيا هي بلد مركزي بكل المقاييس بوصفها محدثة استقرار على المستوى الإقليمي، وتتوقف نجاعة كل من الولايات المتحدة وتركيا على مدى قدرتهما على العمل بانسجام.

     ما يشهده العراق من تطورات سريعة ودراماتيكية على الأرض والإعلان الأخير الذي صدر عن (داعش) وإعلانها عما سمته (بدولة الخلافة الإسلامية) دفع الكثير من الخبراء والمحللين إلى الحديث عن مؤامرة تستهدف العراق وكامل المنطقة، في إطار مخطط دولي لتفتيت المنطقة وإطالة الصراع بها، وإن ما تفعله هذه المجموعة في العراق والشام يمثل جزءا من الفوضى الخلاقة التي وعدت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (كوندليزا رايس) والفوضى الخلاقة هي خلق حالة من عدم الاستقرار التي سوف تؤدي في النهاية إلى خلق نظام سياسي جديد، ولذلك فإن وجود مثل هذه الفوضى التي تحدثها (داعش) مطلوب استراتيجيا لتوفير حالة من تسهيل عملية تغيير الخرائط وترسيم الحدود الجديدة التي تقتضيها المصلحة الأمريكية الإسرائيلية، بعيدا عن الخطابات العاطفية الرنانة وادعاء (الخلافة الإسلامية) المزعومة التي لا تنطبق عليها الشروط المطلوبة للخلافة وقيادة الأمة الإسلامية.

حقيقة أمر الخلافة المزعومة

تحدث العديد من العلماء والمشايخ عن حقيقة الخلافة التي أعلنه البغدادي ومجموعته حيث أكدت هيئة الشام الإسلامية أن إعلان هذه (الخلافة)مخالف للشريعة جالب لكثير من الفتن والشرور والمفاسد والمصائب على أهل الإسلام، وهذه بعضها:

1. إعلان (الخلافة) بهذه الطريقة ومن أولئك القوم هو هدم لمقاصد الخلافة، من حفظ الدين وسياسة الدنيا به، بل هو تشويه لصورة الإسلام بإظهار دولته دولة القتل والإجرام والتلذذ بقطع الرؤوس والأيادي.

2. تأثيم الأمة الإسلامية كلها بعدم مبايعة هذا (الخليفة) المجهول، واستباحة قتالها ودمائها إن هي رفضت الخضوع لهم! مع أن البيعة لا تكون إلا لمن يتبعه سائر الناس وينتظم به أمر العامة، وهو المقصود بحديث: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، وليس الذي يُفرض من فئة لا تعترف بالأمة ولا علمائها السابقين واللاحقين.