
ندوة الدراسات الاستراتيجية الأمنية: العنف يؤرق الجميع ولابد من التخطيط لمواجته- الفريق أحمد النواف: استشراف المستقبل ومواجهة العنف بأسلوب علمي
العقيد د.الغيص: العنف ظاهرة تعانيها المجتمعات والطبقات الاجتماعية كافة
تحت رعاية وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان فهد الفهد وبحضور وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون التعليم والتدريب الفريق الشيخ أحمد نواف الصباح نظم معهد الدراسات الاستراتيجية الأمنية بكلية الأمن الوطني ندوة علمية تحت عنوان (العنف في المجتمع الكويتي وانعكاسه على أبعاد الأمن الوطني) بمشاركة عدد من منتسبي وزارة الداخلية والمتخصصين بهذا المجال من الوزارات والهيئات بأجهزة الدولة ذات الصلة بهدف إثراء العمل الأمني بالبحوث والدراسات التي تخدم العملية التدريبية والتعليمية.
وفي بداية الندوة قام وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون التعليم والتدريب الفريق الشيخ أحمد نواف بإلقاء كلمة رحب فيها بالحضور، ونقل إليهم تحيات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، ووكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد، مؤكدا أن هاجس العنف بات يؤرق الجميع بعدِّه مسؤولية الجميع، ولاسيما في ظل ما يدور حولنا من تطورات وتحديات متلاحقة تزيد من الرغبة في دراسة كافة الظواهر المستجدة على المجتمع الكويتي، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة العمل على استشراف المستقبل والتخطيط لكافة الاحتمالات بأسلوب علمي ومنهجي يرقى لمستوى التنفيذ العملي الواقعي.
وأوضح الفريق النواف أن العنف لم يصل إلى حد الظاهرة المؤثرة على أبعاد الأمن الوطني إلا أنه ليس بالأمر السهل، مؤكداً ضرورة العمل والتخطيط لمواجهته في ظل المتغيرات والتداعيات التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى بعض المجتمعات التي ذهبت ضحية؛ لأن مخططيها لم يستشرفوا المستقبل، ولم يعملوا له حساباً، داعياً الباحثين والدارسين إلى البحث عن حلول عملية وواقعية لتلك المشكلة، التي يمكن أن تمس الأمن الوطني بجميع أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن الباحثون في تلك الندوة من توضيح الأثر المباشر للعنف في المجتمع، وربط طبيعة العنف بإبعاده، وإلقاء الضوء على ظاهرة الإحباط، التي تلقي بظلالها على البعض، وكذلك دراسة أسباب ارتفاع عوامل الغضب، التي قد تؤدي إلى العنف الفعلي والقولي في شتى مناحي الحياة.
ثم قام بعد ذلك رئيس الجلسة الافتتاحية عضو هيئة التدريس بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية العقيد ركن د.صباح الغيص بافتتاح الجلسة الأولى، وألقى كلمة أكد فيها أن ظاهرة العنف لم تأخذ حقها من الاهتمام بشأن تقصي أسبابها ومسبباتها، والوقوف على الأسباب الحقيقية وراءها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمواجهتها، مشيراً إلى أهمية عقد تلك الندوة لوضع الرؤى والأفكار حول معالجة تلك المشكلة وتكامل سبل المعالجة حتى تؤتي ثمارها.
وأشار إلى أن العنف ظاهرة تعانيها المجتمعات الإنسانية كافة، وكل الطبقات الاجتماعية، وأنها باتت مشكلة من المشكلات التي تؤرق المجتمعات، لافتاً إلى أن استخدام القوة المادية والمعنوية لإلحاق الأذى بآخر تعد استخداماً غير مشروع.
ثم قام المقدم إبراهيم المزين من الإدارة العامة للأمن الوقائي، بتقديم ورقة العمل الأولى بعنوان: مفهوم العنف وأسبابه في المجتمع الكويتي وتحديد الشرائح الاجتماعية التي تمارسه أو تقع ضحية له، بعد ذلك قام المقدم طارق الدوب من مركز البحوث والدراسات بتقديم ورقة العمل الثانية بعنوان: الإحصائيات المترتبة على العنف وقياس مدى حجمه في المجتمع، وأما ورقة العمل الثالثة فحملت عنوان: رأي المجتمع بمشكلة العنف (عرض دراسة عملية)، وقام بتقديمها المقدم بدر عدنان الخبيزي من الإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية.
وقد أجمع المتحدثون بالندوة على أن قضية العنف موجودة منذ العصور القديمة، وأن نهاية مرتكب هذا السلوك هو الندم، موضحين أن من أبرز الحلول للتخفيف من هذا القضية هو نشر مفهوم التسامح بين أفراد المجتمع، مؤكدين أن العنف بات طريقا يؤدي إلى هلاك العديد من الشباب وعدم انتفاع المجتمع بهم؛ بسبب خلافات بسيطة.
لاتوجد تعليقات