رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عمر بن إدريس الرماش 24 يونيو، 2014 0 تعليق

محنة هجر القرآن الكريم من أعظم المحن والمصائب التي ابتلي بها المسلمون في الوقـت الحاضر

هجر القرآن أعظم مصيبة أصيبت بها الأمة: لقد هجر المسلمون اليوم أفرادا وجماعات -إلا من رحم الله- القرآن الكريم، كتاب الله تعالى الخالد والمعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويعد هجر القرآن أعظم بلية ومصيبة أصبنا بها، وهي بمثابة أم المصائب والمحن التي عرفتها الأمة الإسلامية في العصر الحاضر، وقد سجل كتاب الله محنة هجر المسلمين للقرآن العظيم؛ حيث قال: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}(الفرقان: 30)؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك مناديا ربه، شاكيا إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفا على هجرهم للقرآن وبعدهم عنهم ونسيانه؛ إذ أعرضوا عنه وتركوه، مع أن الواجب عليهم الإقبال عليه تلاوة وفهما وحفظا وتعلما والانقياد لحكمه وتطبيق أحكامه واتباع أوامره واجتناب نواهيه.

أنواع هجر القرآن:

     لقد هجر المسلمون اليوم كتاب الله، وأهملوه، ونسوه، وتركوه وراء ظهورهم، واقتنوه من أجل الزينة والتفاخر به ليس إلا؛ حيث وضعوه فوق الرفوف في المنازل، والمكتبات، والسيارات، والمكاتب، والإدارات، بوصفه ديكورا أو تحفة للزينة والعرض مع كامل الأسف، واتخذ هذا الهجر أشكال وأصناف عديدة، مثل هجر سماعه، وهجر العمل به ومعرفة حلاله وحرامه، وهجر تحكيمه في كل شيء، وهجر تدبره وتفهمه واستيعاب معانيه، وهجر الاستشفاء والتداوي به، وغير ذلك من أصناف الهجر

هجر سماعه والإيمان به:

     إن من أعظم أنواع هجر القرآن العظيم في الوقت الحاضر عند المسلمين، هجر تلاوته وسماعه والإصغاء إليه في كل وقت وحين؛ وذلك بسبب ضعف وازعهم الديني والإيماني، وانشغالهم بأمور الدنيا، وشهواتها، وملذاتها الفانية، وفي المقابل لجؤوا إلى سماع ما يضرهم من أقوال، كسماع الأغاني والموسيقى، والمعازف وغيرها، مع أن الواجب الديني يفرض عليهم تلاوة كتاب الله وسماعه والإصغاء إليه للاستفادة منه في حياتهم والانتفاع بفضائله ومكارمه وتوصياته وإرشاداته المختلفة، والإيمان بما جاء به من الحق والرشاد والصلاح وتطبيقه في واقع الحياة، والانتفاع بفضله وخيره في الدارين: الدنيا والآخرة.

هجر العمل به ومعرفة حلاله وحرامه:

     كما هجر المسلمون اليوم- إلا من رحم الله- العمل بالقرآن، واتباع أوامره، واجتناب نواهيه، ثم معرفة حلاله وحرامه والوقوف عندها؛ فالقليل من المسلمين اليوم من يحاول العمل بكتاب الله وتعلم الحلال والحرام، ومعرفة الحكم الشرعي في مختلف القضايا والمواضيع، واتباع الأوامر والأحكام الدينية، واجتناب النواهي والمحرمات الواردة في القرآن؛ وكذلك سؤال أهل العلم من العلماء والفقهاء.

هجر تحكيمه في كل شيء:

     ومن أعظم أنواع هجر القرآن العظيم اليوم، هجر تحكيمه في كل شيء، في الحياة الخاصة والعامة؛ فالهدف من سماع القرآن وتلاوته وحفظه وفهمه وتدبره هو التطبيق العملي له وتحكيمه في كل شؤون الحياة المتشعبة، الدينية والدنيوية وقضاياها.

هجر تدبره وتفهمه:

     إن الأغلبية العظمى من المسلمين اليوم هجروا كتاب الله قراءة وسماعا، والأقلية التي تقرؤه وتتلوه بين الفينة والأخرى لا تفهمه ولا تتدبره على الوجه المطلوب والصحيح، وقد وبخ القرآن العظيم أمثال هؤلاء بقوله: {أفلا يتبدبرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها}(محمد: 24)، فالمفروض من قارئ القرآن أن يفهمه ويتدبره ليعمل به ويطبقه في حياته الخاصة والعامة، وفي معاملاته مع الناس في كل مكان في أماكن العمل المختلفة، والسوق، والشارع وغيرها.

هجر الاستشفاء والتداوي به:

     القرآن العظيم شفاء ودواء ورحمة لمن قرأ وواظب على ذلك، مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}(الإسراء: 82). لكن المسلمين اليوم هجروا الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب والنفوس وأدوائها، وفي المقابل لجؤوا إلى طلب الاستشفاء والتداوي بما هو ضار وحرام، ولاسيما عند السحرة والمشعوذين، والدجالين الكذابين، الذين ينشرون أفكارهم الضالة بين الناس ضعاف الإيمان من أجل جمع الأموال وتخريب العقول وإفساد القلوب والنفوس وإبعاد الناس عن الدين والعقيدة والشريعة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك