رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 5 سبتمبر، 2017 0 تعليق

لم أجد تواضعاً وحسن استقبال للمشايخ كاستقباله

 

     رحم الله الدكتور وليد العلي إمام وخطيب المسجد الكبير، وتقبله عنده في الصالحين، وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا؛ فبين عشية وضحاها فاجأتنا الأخبار بمقتل الدكتور وليد العلي، ومعه الشيخ فهد الحسينان أثناء زيارة دعوية لدولة بوركينا فاسو، نزل الخبر على كثير منا كالصاعقة من شدة هول الفاجعة، فقد خرج د.وليد – رحمه الله – في سبيل الله ودعوة الحق، ونشر رسالة الإسلام، ومساعدة الفقراء والمحتاجين بتلك الدولة؛ وإذ به يلقى ربا كريماً على إثر هجوم إرهابي أسفر عن مقتله. فقد شارك الراحل بدور كبير وبارز في الدعوة الإسلامية وتعليم أصول الدين الإسلامي والخطابة خارج دولة الكويت؛ حيث قام بالكثير من الجولات الدعوية والدينية في كل قارات العالم. وهو من دعاة الكويت المتميزين، عرفته آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، برفق وحكمة وموعظة حسنة وابتسامة لا تفارق محياه.

     وفي لفتة طيبة أمر سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد – حفظه الله ورعاه - بإرسال طائرة أميرية لنقل جثمان الفقيدين سريعًا إلى دولة الكويت، وفي جنازة مهيبة حاشدة - قلّما نراها – يتقدمها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية محمد الجبري ولفيف من قيادات الدولة، وجمع غفير من المواطنين والمقيمين ممن يعرفونه وممن لا يعرفونه، جاؤوا من كل صوب وحدب لوداعه والصلاة عليه والدعاء له بالمغفرة وحسن الخاتمة. وإنك لتعجب أن كثيرًا من الناس الذين تفاعلوا مع خبر وفاته لم يعرفوه أيام حياته، وإنما هو القبول من الله تعالى، والكرامة التي يهبها لمن يصطفي من عباده، فلم يكن صاحب شهرة، لكنك تعجب من حزن الناس عليه وتفاعلهم، وهذه والله علامة إخلاص وصدق وقبول بإذن الله، والناس شهود على أرضه.

     وإني لأذكر من المواقف الطيبة التي جمعتني به سابقًا، بعد خطبة الجمعة بالمسجد الكبير يستضيف رواد المسجد، وكنت منهم وبصحبتي الشيخ عبدالله العبيلان، فلم أجد تواضعًا وحسن استقبال كاستقباله للشيخ. وفي لقاء أخر جمعني به بعد خطبة جمعة أخرى وكان معي أحد مشايخ نيويورك، ولم أخبره بأني سأزوره مع ضيفي، فاستقبل الضيف بحفاوة وطيب نفس أثارت إعجاب الضيف نفسه.

     رأيته كيف يعامل والده ببر وإحسان، ولين جانب حتى أبكاني، فتمنيت حينها أن والدي- رحمه الله – على قيد الحياة كي أبره بره وأكثر، إن القلب ليحزن على فقد من لهم أثر في الدعوة والخير، فكيف لو ذكرت الراحل د. وليد العلي وجهوده؟! فما أشرف تلك الميتة التي مات عليها داعية الشباب! رحمك الله يادكتور وليد، وأنزلك منازل الشهداء الأبرار بصحبة النبيين والصديقين والشهداء الأخيار.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك