رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 12 سبتمبر، 2019 0 تعليق

لماذا التدخل في حقوق الطفل المسلم؟

 

- أستغرب احتجاج بعض المنظمات الدولية (الإنسانية) على بعض الدول العربية والإسلامية تبنيها (اتفاقية حقوق الطفل في الإسلام) المعتمدة خلال الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التي انعقدت بصنعاء عام 2005. وادعاءها أن تبني مثل هذه الاتفاقيات يضرب في صميم الالتزام بسمو المرجعية الدولية لحقوق الإنسان المتمثلة في المواثيق الدولية ذات الصلة.

- فالطفل في الإسلام يدخل ضمن التكريم والتفضيل العام للإنسان من خلال الآية 70 من سورة الإسراء بقوله -تعالى-: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}. وغيرها من الآيات والأحاديث الصحيحة في هذا المعنى.

- والطفل في الإسلام يولد على الفطرة، قال -صلى الله عليه وسلم -: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة» أي هو متهيئ للإسلام، والعمل بتعاليمه، كما أن الإسلام راعى وعي الطفل وإدراكه؛ فلم يحاسبه على أعماله إلا بعد سن التكليف المنضبطة شرعا.

- وقد تكفل الله في الإسلام بإدخال المسلم الجنة برعايته لأطفاله وصبره على وفاتهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم». كما أن الطفل يعامل كالكبير في التكريم في حال وفاته فيصلى عليه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «والطِّفلُ يُصلَّى علَيه».

- والحضانة للطفل في حال الطلاق بين الزوجين تدور في الأغلب على مراعاة مصلحة الطفل، سواء كانت المصلحة في جانب الأم أم في جانب الولي هو من جهة الأب، وتسقط الحضانة بسفر الحاضن، أو حصول ضرر في بدنه كالجنون، أو سوء أخلاقه وقلة دينه.

- وهدفت (اتفاقية حقوق الطفل في الإسلام) إلى رعاية الأسرة وتأمين طفولة سوية مع ضمان التعليم الأساسي للطفل واكتشاف مواهبه، وتوفير الرعاية اللازمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، في ظل احترام أحكام الشريعة الإسلامية والمساواة في الرعاية والحقوق والواجبات بين الأطفال، ومراعاة ثوابت الأمة الإسلامية الثقافية والحضارية.

- كما أكدت الاتفاقية على تساوي الأطفال جميعهم بمقتضى التشريع، والحق في الحياة وضمان بقاء الطفل ونمائه وحمايته من العنف وسوء المعاملة والاستغلال، وتردي أحواله المعيشية والصحية، وضمان حقوقه الشرعية: حق النسب والتملك والميراث والنفقة.

- كذلك تدعو الاتفاقية إلى تماسك الأسرة وحمايتها من عوامل الضعف والانحلال، وتعمل على توفير الرعاية لأفرادها، والأخذ بأسباب التماسك والتوازن بقدر الإمكانات المتاحة، وتوفير التربية السليمة للطفل، وتنمية شخصيته وقيمه الدينية والأخلاقية وشعوره بالمواطنة وبالتضامن الإسلامي والإنساني، وبث روح التفاهم والحوار والتسامح والصداقة بين الشعوب.

- لقد تضمنت الاتفاقية بنودا مهمة، كما أن الشريعة الإسلامية كفيلة بحماية الطفل، بل المجتمع الإسلامي كله، ولا شك أن رسالة الإسلام عظيمة، قال -تعالى- عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107).

9/9/2019م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك