رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 30 أبريل، 2018 0 تعليق

كيف نربي أبناءنا تربية إيمانية صحيحة؟

 

تعد الأسرة النَّواة الأساسية للمجتمع، وهي المحيط الأوّل الذي من خلاله تنشأ علاقة الطفل بالمحيط الخارجي؛ لذا فإن عليها الحِمل الأكبر لتنشئة جيل واعٍ، مساهم، وبنَّاء.

الأساسيات التي تساعد على بناء الطفل

     ومن أهم الأساسيات التي تساعد على بناء هذا الجيل هي تربية الأطفال على المبادئ الإسلاميّة الصحيحة؛ فديننا هو المرجعيَّة الأولى وهو مصدر تشريع الأحكام لنا، قال -تعالى-: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.

الخطوات العملية لتربية الطفل

وفيما يلي نذكر أهم الخطوات العمليّة التي يجب اتباعها لتربية الأطفال تربية إسلامية صحيحة:

- أولا: لا يكون الشخص معلِّما ما لم يكن متعلِّما؛ لذا فإن كل شخص يطمح في ترسيخ المبادئ الإسلامية في أطفاله عليه أوّلًا أن يتعلّم هذه المبادئ ويطبقها، ولسنا هنا نطالب كل شخص أن يكون عالمًا، وإنّما أن يتعلّم ما يصح به دينه أو ما يطلق عليه المعلوم من الدّين بالضرورة، كما عليه حسن اختيار الشّريك الذي سيشاركه في تعليم هذه الأساسيات وبلوغ الهدف.

- ثانيا: كن خير قدوةٍ لأطفالك: الآباء هم أوّل قدوة يتبعها الأبناء في حياتهم ولهم التّأثير الأكبر على سلوكهم؛ لذلك فإنّ الآباء مطالبون بمراقبةِ سلوكهم ولاسيما أمام أبنائهم؛ لأنّ لديهم القدرة على ترسيخ هذه السلوكات وتخزينها في أذهانهم ثم تكرارها حتى تصبح عادة.

- ثالثا: التّربيّة بالحب والاحتواء: هاتان الرّكيزتان لهما تأثير السّحر على تصرفات الأطفال؛ فهم في سن مبكرةٍ لا يمكن معاملتهم كالندِّ بالمعاقبة والتّشديد، وإنّما نوجّههم باللّطف والرّفق وإظهار الحبّ لهم، ومن المعلوم أنّ الطّفل إذا أحبّ أطاع.

- رابعا: غرس قيمة مراقبة الله لنا: من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأولياء اتخاذ (صنم) شخصًا كان أو كائنًا يخوّفون به ابنهم كلّما أساء التّصرف أو خرج عن سيطرتهم؛ فيخلق هذا في ذهنه عداوة لذاك (الصّنم) ومهابة تتطور حسب المواقف، وربما صار الطّفل بعناده يقتنص وقت غيابه لفعل ما يخاف من فعله عند حضوره. أما إذا استشعر الطّفل مراقبة الله له في السّر والخفاء، وأنه مطلِّع على أحوالنا كلها، ولا يخفى عليه شيء من أمرنا، وأنّه هو من يقبل توبتنا إن أخطأنا ورجعنا إليه تائبين؛ فسيحاول الطفل تجنب ذاك السلوك السيء بالكليّة حتّى وإن تُرك وحيدًا.

- خامسًا: لا تقل ما زال صغيرًا على التّعلُّم: تأكد أن طفلك له قدرة كبيرة على التّعلم والاستيعاب؛ فلا تستهن بها، واستغل ذلك بأن تعلّمه كل مرّة حكمًا أو سلوكًا أو عبادةً جديدة، وبالتّكرار ستلاحظ أنَّها صارت عادةً عنده، وحتّى إن كان صغيرك لم يبلغ سن التّكليف بعد؛ فهذا يشجعه على المواظبة على تلك الأفعال من صغره؛ فيكبر وقد صارت من أسلوب حياته.

- أخيرًا: العلماء والمربون: احرص على إرسال ابنك لمرب، أو مؤدب، أو عالم عُرِف بحسن تأديبه وعلمه الصّحيح؛ فلذلك بالغ التّأثير في شخصيته وسترى أثره ولو بعد حين، ولنا في سير السلف خير قدوة.

     سير السلف في التربية: فقد كانت أم الإمام مالك تعمِّمه وتلبسه لبس العلماء وترسله للشيوخ ليتفّقه على أيديهم فبزغ نجمه، وكان فقيه زمانه، وكذلك كانت أم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهنّ الكثير. ثم أنصح كلّ ولي بالصبر والاحتساب في تربية أبنائه، فإنّ هذا حملٌ كبيرٌ ومسؤوليةٌ عظيمةٌ جسيمةٌ يظهر أثرها على الأسرة والمجتمع، ولا يتهاوّن فيه؛ فما تدهورت أحوال الأمّة إلا لفساد النّشأة الجديدةلأطفالها ثمّ شبابها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك