رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 25 مارس، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – قبل أن تطالب بحقك.. (2)


في العدد الماضي تحدثنا عن بعض الأمور التي يجب أن يؤديها المرء قبل أن يطالب بحقه ويجهر بالقول في ذلك، ومنها أداء حق الله تعالى، والنصيحة لأولي الأمر، والدعاء برفع المظالم، وإليكم المزيد:

4- الصبر: إذا تأملنا النصوص الدالة على السمع والطاعة للولاة سنجد أنها أُقرت بالرغم من وجود المظالم، ومع ذلك لو كان هناك سبيل لدفع تلك المظالم لصرّح به الرسول  صلى الله عليه وسلم وبينه لنا. فما لنا إلا الصبر على مظالم الحكام إن وجدت، والصبر صفة حميدة، والصابرون قد مدحهم الله عز وجل في كتابه قائلاً: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10)، وقال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}(آل عمران:146). ولكن لا يعني الصبر على المظالم عدم طرق الأبواب الأخرى، كاللجوء للقضاء مثلاً بهدف دفع الظلم بالطرق السلمية القانونية. ولكن مع طرق كل الأبواب قد تبقى المظالم معلقة، فما لنا إلا الصبر ثم الصبر والمداومة على الدعاء حتى يقضي الله أمره.

5- حق التقاضي: كفلت الشريعة الإسلامية حق التقاضي للجميع، فمن كانت له مظلمة فليذهب بها إلى القضاء، ومن كان له حق ضائع فليحصل عليه بالقانون وحده دون الخروج على الوالي أو الحاكم في مظاهرات أو إضرابات أو مسيرات يطالبون بها بحقوقهم.

6- الاستعانة بالمتخصصين من الهيئات والجهات: وتلك من الطرق المستحدثة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، فقد وجدت هيئات ومنظمات وجمعيات تناصر حقوق الإنسان، تعمل على نصرة المظلوم وإعانته على استرداد حقه، تلك اللجان قد يكون بعضها داخلا في بعض الوزارات مما يعبر عنه بلجان التظلم والشؤون القانونية، وقد تكون لجانا أهلية مرخصة من قبل الدولة وتحت إشرافها وتعمل وفق الإطار الشرعي المأذون به. أما المنظمات الدولية فلا حاجة لنا بها؛ لأنها تعد نوعًا من أنواع الاستقواء بالخارج، وتحريضًا على دولتنا وحكامنا.

أخي المضرب عن العمل.. أختي المضربة عن العمل:

     هل استنفدتم كل تلك السبل في سبيل نيل حقوقكم ؟ هل طرقتم كل الأبواب الأخرى قبل البدء في إضرابكم المزعوم؟! اعلموا أن هذه الطرائق والوسائل ما تيسر ذكره وهناك بلا شك المزيد والمزيد من الطرائق والحلول التي تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى حل يرضي الجميع. لابد أن نتعلم جيدًا كيفية المطالبة بالحقوق، فلابد أن تكون طرائق ووسائل المطالبة بتلك الحقوق تسير وفق الإطار الشرعي والمنهج الإسلامي، ولاسيما أننا أصبحنا في زمن بَعُد الناس فيه عن العلم، وكثرت الشائعات والقيل والقال.

نسأل الله أن يهدينا وإياكم لسبل الرشاد.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك