
سمو أمير البلاد: دولة الكويت تواصل دورها وعطاءها الإنساني بتفاعلها مع المجتمع الدولي لمواجهة وباء كورونا
وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- الأسبوع الماضي (09 مايو 2020) كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك, أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات؛ حيث قال سموه:
«بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} صدق الله العظيم. الحمدالله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
إخواني وأبنائي وبناتي الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم أجمل تحية وأبارك لكم دخول العشر الأواخر من رمضان, سائلًا المولى -تعالى- أن يعيد هذا الشهر الفضيل علينا جميعًا، وعلى وطننا العزيز، وعلى أمتينا العربية والإسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.
الجهود الكبيرة
إخواني وأبنائي وبناتي، كم هي سعادتنا وسرورنا بنجاح واكتمال خطة إرجاع إخواننا وأخواتنا وأبنائنا المواطنين في الخارج إلى أرض الوطن, مقدرين عاليًا الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة والجهات المعنية الأخرى, مشددين وبكل الحزم على وجوب الالتزام التام بتعليمات وزارة الصحة بالحظر الكلي.
لقاح ناجع
إخواني وأبنائي وبناتي، يمر علينا شهر رمضان المبارك في ظل تطورات انتشار وباء كورونا المستجد وتداعياته المتسارعة؛ حيث أصبحنا والعالم نواجه بسببه مشكلات قصوى؛ مما أوجب تظافر جهود المجتمع الدولي بأسره, وتكاتف العلماء وذوي الاختصاص، ومراكز البحوث الطبية لإيجاد لقاح ناجع لهذا الوباء.
في طليعة الدول
لقد تفاعلت دولة الكويت مع المجتمع الدولي لمواجهة هذا الوباء؛ فواصلت دورها وعطاءها الإنساني؛ فكانت في طليعة الدول التي قدمت مساعدتها المالية السخية, كما شاركت في القمم والمؤتمرات واللقاءات التي عقدت لبحث تداعيات هذا الوباء ومعالجته.
جهود المسؤولين
لقد تمكنا -بفضل الله تعالى، ثم بجهود المسؤولين في الدولة، والفرق والجهات المختصة الرسمية والأهلية، وبما سخرته الحكومة من إمكانات، وبما اتخذته من تدابير احترازية وفق أعلى المعايير الصحية، وبكل مهنية وشفافية- من مواجهة هذا الوباء.
شكر للفريق الحكومي
ولا يفوتني في هذا الصدد أن أجدد الشكر مرة أخرى للفريق الحكومي برئاسة أخي سمو الشيخ/ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (رئيس مجلس الوزراء) وإخوانه الوزراء وأخواته، وكافة العاملين من قيادين وإداريين، والهيئات الخيرية وإخوانهم المتطوعين على ما قاموا ويقومون به من جهود مخلصة, وعمل دؤوب, وأعرب على وجه الخصوص عن خالص الشكر للأبطال العاملين في الصفوف الأمامية من مختلف القطاعات في مواجهة هذا الوباء.
استخلاص العبر
إن هذه الجائحة تستوجب منا استخلاص العبر والعظات منها؛ فهي امتحان رباني لقوة إيماننا وعزيمتنا، ومدعاة لوحدة الصف والتلاحم والتعاضد، وتصويب مسيرتنا، وتجسيد الروح الوطنية العالية التي يتجلى بها أهل الكويت، وجبلوا عليها منذ القدم، كما أنها موجبة لشكر المولى -جل وعلا- على ما تفضل به علينا من نعم عظيمة، وعلى رأسها نعمة الإسلام والأمن والأمان، ورغد العيش والصحة والعافية، كما أنها هزت أركان اقتصاد العالم، ونحن جزء منه.
كويت الغد
إخواني وأبنائي وبناتي، إن كويت الغد تواجه تحديا كبيرا وغير مسبوق، يتمثل في الحفاظ على سلامة اقتصادنا الوطني ومتانته من الهزات الخارجية الناجمة عن هذا الوباء، ولاسيما التراجع الحاد في أسعار النفط، وانخفاض قيم الأصول والاستثمارات؛ مما سيؤثر سلبا على الملاءة المالية للدولة.
بناء اقتصاد مستقر
لقد دعوت في العديد من المناسبات علي تركيز جهودنا لبناء اقتصاد مستقر ومستدام، أساسه الإنسان، مستغلين ثرواتنا الطبيعية التي حبانا الله بها، كما وجهت إلى مراجعة منهج ونمط حياتنا اليومية، وترشيد استغلال مواردنا، وتقليل الاعتماد على الآخر في أعمالنا، كما أدعو الحكومة ومجلس الأمة في ظل هذه الظروف إلى التكاتف والعمل على تطوير برنامج يُرشِّد الإنفاق الحكومي، ويضع الخطط لتقليل الاعتماد على مورد واحد ناضب حتى ينعم أبناؤنا وأجيالنا القادمة بالحياة الكريمة والمستقبل الزاهر بإذن الله -تعالى.
الليالي المباركة
إخواني وأبنائي وبناتي، إننا في هذه الليالي المباركة من العشر الأواخر التي شرفها المولى -تعالى- على غيرها, وتفضل فيها بليلة القدر, نسأله -جل وعلا- أن يغفر لنا الذنوب, ويمحو عنا السيئات, وأن يحفظ وطننا العزيز من كل سوء ومكروه, ويحقق له كل ما يتطلع إليه من نمو وتقدم ورخاء وازدهار, وأن يزيل هذه الغمة, ويرفع عنه وعن ديار المسلمين والعالم أجمع هذا الوباء.
أميرنا الراحل
كما نسأله -عز وجل- أن يتغمد -بواسع رحمته ومغفرته- أميرنا الراحل الشيخ/ جابر الأحمد الجابر الصباح، وأميرنا الوالد الشيخ/ سعد العبدالله الصباح -طيب الله ثراهما- وأن يسكنهما فسيح جناته، ويجزيهما خير الجزاء على ما قدماه للوطن العزيز، وأن يغفر لشهدائنا الأبرار، ولموتانا جميعا، ولمن توفاهم الله -تعالى- بسبب الإصابة بوباء الكورونا، وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية؛ إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
لاتوجد تعليقات