
رضا وتفاؤل
- (بو وليد) رجل في منتصف الأربعينيات من عمره.
- أحس بعض الآلام في بطنه..
وأشياء أخرى غير طبيعية.
- الطبيب سرعان ما قرر أن لديه سرطان في القولون.
- عمل العملية ودخل في جرعات كيماوي..
وشفاه الله -سبحانه وتعالى.
- ولكن بعد أشهر عاوده المرض.
- سافر للعلاج في الخارج، وأجرى عملية سريعة
في القولون مرة أخرى.
- استمر في العلاج الكيماوي لمدة 10 أشهر تقريبا ..
وكل رجائه أن يكون تطهيرا من الذنوب ورفعا للدرجات.
- إذا جلست مع (بو وليد) تحس أنه لا يعاني شيئا.
- ابتسامته، الطمأنينة التي يشيعها فيمن حوله تجبرك على احترامه وتقديره.
- دائما يهون الأمر.
- هذا أمر بسيط ويمر.
- هذا هو (بو وليد) كله تفاؤل وأمل وتوكل
على الله -سبحانه..
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
- قرر الأطباء له جراحة ولكنها خطرة.
- قالوا: إن العملية صعبة..
وجسمك قد أنهكه الكيماوي.
- لماذا لا ترتاح ثلاثة أشهر..
ثم تعاود العلاج بالكيماوي ونرى؟
- وهكذا.. كان.
- بو وليد رجع إلى الكويت.
- استقبله أهله ومحبوه.
- وكان دائما يبشر الناس، ويحمد الله.
- كان صبوراً.. متفائلا وراضيا.
- فالرضا سرور القلب..
بل هو جنة المؤمنين..
يستريحون فيها من هموم الدنيا.
- وهذا الرضا لا يكون إلا بعد استفراغك الوسع..
وبذل الجهد والأخذ في الأسباب.
- وإذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة
فقد رضيت عن الله.
- ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ»?
- فمثل هؤلاء هم المميزون..
الذين ملأت قلوبهم الطمأنينة..
والرضا بما قسم الله لهم.
- هؤلاء الذين امتلكوا مفاتيح السعادة والرضا..
وأيقنوا بأن الله معهم..
وسيكتب لهم الخير حيث كان.
- «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا».
- نحن نرضى لأن الله هو (الرحمن).
- نحن نرضى لأن الله هو (اللطيف).
- قال صلى الله عليه وسلم : «مِن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له».
- فهذا رضا يجعلك لا تحزن على ما فات..
ولا تخاف مما هو آت.
- قال - صلى الله عليه وسلم -: «وارض بما قسم الله لك، تكن أغنى الناس».
13/1/2020م
لاتوجد تعليقات