رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الخريف 25 مارس، 2014 0 تعليق

ردا على الكاتبة إقبال الأحمد- المرأة ليست كالكلب والحمار

 

     هذا رد على مقال نشر في القبس 4/مارس 2014 لإقبال الأحمد بعنوان: (المرأة.. كالكلب الأسود والحمار)، وهو حول قطع صلاة الرجل بالمرأة الحائض، والكلْب الأسود والحمار وهذه الرواية وردت في أكثر من 30 حديثا صحيحا، فهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لذا فلا ينبغي رده أو الاستهزاء به أو الزيادة عليه، ورد الحديث الثابت عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أمره خطير وعظيم.

وقالت إقبال: «هناك أمور كثيرة اليوم تحتاج إلى احترام العقل، وعدم القبول بها لمجرد أنها عبادة»، يفهم منه رد الدين إن خالف العقل، وهذا خطير، وأقول إلى أي عقل نحتكم في رد الدين؟

     ولو كان الأمر بالعقل فقط فإنه يصعب علينا فهم الحكمة في كثير من العبادات. فلماذا فرضت 5 صلوات في اليوم والليلة، وليس 6 صلوات؟ ولماذا نصلي الفجر والمغرب والظهر بركعات مختلفة؟ ولماذا الطواف حول الكعبة 7 أشواط؟ وكل أمور الغيب لا يستوعبها مع العقل، وبهذا نهدم الدين، ولا يبقى منه شيء إلا ما وافق عقولنا الخاصة!

     والقاعدة هي تلقي ما قاله النبيصلى الله عليه وسلم  بصدر منشرح، سواء علمنا الحكمة أم لم نعلمها؛ لأن ربنا حكيم، وأنه لا يأمر ولا ينهى إلا لحكمة، فمن ظهرت له الحكمة فهذا فضل من الله، وإن لم تظهر فليس له أن يعترض، ولا يقول: وما الحكمة؟ كذلك لا يجوز الاستهزاء بالمشايخ الذين ينقلون الأحاديث الصحيحة، ولا يجوز الاستهزاء بأمور الدين.

     والتحذير من المرور بين يدي المصلي عام يشترك فيه الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوانات فقال صلى الله عليه وسلم  : «لو يَعلمُ المارُّ بينَ يديِ المصلِّي ماذا عليهِ لَكانَ لأن يقومَ أربعينَ خَريفًا خيرٌ لَهُ من أن يمرَّ بينَ يديهِ»، والمقصود بين المصلي وسترته(حاجز)، وإذا لم تكن هناك سترة فثلاثة أذرع (تقريبا متر ونصف المتر) وقيل قدرَ رميةٍ،وعلى المصلي أن يدفع من يتجاوز هذا المنع إن أمكن.

     والأمر في قطع الصلاة هنا أمر تنوع وليس مشابهة أو احتقارا فالكلب الأسود يقطع الصلاة لسببين: لأنه شيطان للحديث «الكلب الأسود شيطان»، أو لأنه يتمثل الشيطان به، والحمار لسببين: إما لخطورته على المصلي، أو لأنه يرى الشيطان للحديث «وإذا سمِعتُم نَهيقَ الحمارِ فتعوَّذوا باللهِ منَ الشيطانِ، فإنه رأى شيطانًا». والمرأة لسببين: إما لأنها قد تُدخل المصلي في دائرة الشهوة «إن المرأةَ تقبلُ في صورةِ شيطانٍ، وتدبرُ في صورةِ شيطانٍ، فإذا أبصر أحدُكم امرأةً فليأتِ أهلَه»، أو لأنه لا يستطيع دفعها مما قد يؤدي الى لمسها وهو يصلي!

وهذا الموضوع نادر الحدوث فاغلب صلاة الرجال في المساجد وهي منفصلة عن النساء، أما الحرم المكي وغيره من الأماكن المزدحمة ففيها استثناء فإنها لا تقطع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك