
رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك في حوار خاص مع «الفرقان»الشيخ عكرمة صبري: هدف الاحتلال السيطرة على مدينة القدس حضاريًا وثقافيًا والوقت في صالحه حاليّاً
يعمل الشيخ عكرمة صبري مع مجموعة من المشايخ والشباب المقدسي والأراضي المحتلة عام 48 كخلية نحل تصد عاصفة قوية من الإجراءات الصهيونية الخبيثة التي تهدف للنيل من المسجد الأقصى المبارك ومدينته.
هنا الهدف واحد والعدو أوجه عدائه كثيرة ومتشعبة وخفية وظاهرة، الهدف حماية المسجد الأقصى وكشف أوجه النيل منه، تلك التي زادت في وقت انشغل أهالي غزة بالدفاع عن حرمة دمائهم وانشغلت الشعوب العربية بتحرير أنفسهم من الحكام الطغاة.
«الفرقان» في حوار خاص تتحدث للشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك عن الاعتداءات الأخيرة وعن آليات المواجهة وعن المطلوب لنصرة المسجد الأقصى، فإلى التفاصيل:
- سماحة الشيخ عكرمة.. تتكاثر الأحداث على الساحة الفلسطينية والعربية، وفي الوقت ذاته لا تتوقف الاعتداءات على الأقصى و القدس من قبل دولة الاحتلال الصهيوني.. هلّا وضعتنا في صورة الأمر الآن وأنت موجود في القدس؟
- نعم.. لقد انشغل العالم كله عن مدينة القدس وهذا أدى إلى أن تتفرغ دولة الاحتلال لتهويد المدينة، فالاعتداءات علي الأقصى زادت وتيرتها للدلالة علي أن الاحتلال في نيته أن يقوم بخطوة متقدمة في موضوع السيطرة علي المسجد الأقصى المبارك. والأوضاع عموماً تدعو إلي القلق علي المسجد الأقصى.
وكان آخر الاعتداءات تدمير آثار إسلامية في شارع الواد المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك، وكذلك هناك مخطط لإقامة حديقة توراتية كما يزعمون محاذية لسور المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، وتتواصل الحفريات وهي عبارة عن شبكتين تأتيان إلي الأقصى من الجهتين الجنوبية والغربية، وقد اتصلت هاتان الشبكتان ببعضهما أسفل الأقصى، ومعني هذا أن الأقصى أصبح معلقاً لأن الأتربة أزيلت من أساساته، وهذا يعرض البنيان الأساسي للخطر.
وكما هو ملاحظ أن الاحتلال الإسرائيلي يحقق على أرض الواقع أشياء تهويدية على حساب الآثار الإسلامية، وهذا يؤدي إلى طمس الآثار وإعطاء وجه يهودي للمدينة المقدسة.
- إذاً دولة الاحتلال ماضية في تحقيق هدف بعيد.. ما تعليقك؟
- نعم.. الهدف البعيد هو السيطرة على مدينة القدس حضاريًا وثقافيًا، ونفي أي وجود إسلامي عربي في المدينة، والوقت في صالح الاحتلال الاسرائيلي حاليا.
- ماذا عن الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وهو من أسوأ ما تتعرض له تلك المناطق؟
- الاستيطان لا يزال مستمرًا ومصادرة الأراضي في محيط القدس باتت يومية؛ الأمر الذي حول هذه الأرض الطاهرة إلى ما يشبه سجنا كبيرا ومحتشدا مظلما، نحن نطالب بتوقيفه وإنهائه بصفة قطعية فالعديد من الأسر أضحت اليوم مشردة ومرمية في العراء تواجه خطر الترحيل إلى مدن وأوطان أخرى لتتضاعف بذلك مشكلة اللاجئين التي أضحت هي الأخرى مسألة جوهرية لا ينبغي التنازل عنها؛ لأنها حق فلسطيني ومن المقدسات التي يجب أن ندافع عنها.
- ما المطلوب على الصعيدين الإسلامي والوطني لإنقاذ القدس؟
- المطلوب أمران:
- الأول: دعم المؤسسات المقدسية في المجالات التعليمية والصحية والإسكانية والاجتماعية حتى يتمكن أهل القدس من الثبات والمرابطة والدفاع عن الأقصى والعمل على إنهاء الاحتلال.
- الأمر الثاني: أننا نطالب العالم العربي والعالم الإسلامي بأن يتحركوا من أجل حماية مقدساتنا الإسلامية المستهدفة والعمل على وقف هذه الاعتداءات المتكررة بحق مقدساتنا وأوقافنا وشعبنا, فلا تتركونا لوحدنا وإنا لمنتظرون، ومن واجب الجميع أن يتحمل المسؤولية تجاه القدس فالله سبحانه وتعالي سيحاسب كل من يقصر في نصرة القدس والأقصى.
- ماذا عن جهودكم بوصفكم مقدسيين في الدفاع عن الأقصى؟
- نحن من واجبنا أن ندافع عن الأقصى ضمن الإمكانيات المتاحة ولا نستطيع أن نقف أمام مخططات التهويد وحدنا؛ لذلك نقول: لا تتركونا وحدنا، لا تتركونا وحدنا.
نحن واعون لما يبيت الاحتلال للأقصى ولن نسمح له أن ينفذ ما يريد ولن تتكرر مأساة المسجد الإبراهيمي، فما دام فينا نفس يصعد وقلب ينبض فهناك مرابطون ومرابطات يدافعون عن الأقصى وكذلك حراس المسجد الذين يتبعون الوقف الإسلامي.
نحن نقوم بكشف المخططات اليهودية وإصدار البيانات ودعوة الناس لشد الرحال للمسجد الأقصى، ولا تتوقف مصاطب العلم في المسجد الأقصى، كما يأتي الناس في الزواج لعقد القرآن في المسجد الأقصى.
- صدت بعض النسوة حاخاما يهوديا قبل فترة.. ما تعقيبك؟
- نعم كانت هناك محاولة من أحد الحاخامات اليهودية لاقتحام باحات المسجد الأقصى إلا أن المصليات المرابطات تصدين له بشراسة ، وهن من بنات القدس ونسائها، منعنه من الدخول وإكمال مهماته التلمودية، وكانت أربع شخصيات رسمية صهيونية، حاولت اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة برفقة عناصر من قوات الاحتلال، إلا أن حراس الأوقاف ومن وُجد من المصلين وطلاب مصاطب العلم تصدوا لمحاولة دخول تلك الشخصيات الصهيونية إلى الجامع القبلي المسقوف إلا أنهم لم يستطيعوا أن يمنعوهم من الوجود في باحات الأقصى.
- على ماذا تدلل هذه الاقتحامات المتكررة؟
- هي دليل واضح على الأطماع الاستعمارية في المسجد الأقصى والمدينة القديمة والمضي قدماً بالمخططات التعسفية، لكن المواطنين من أراضي الـ48 والقدس بالمرصاد لهؤلاء.
- ماذا عن تأثير الانقسام الفلسطيني على قضية القدس؟
- بالتأكيد هذا الانقسام ليس في صالح قضية القدس، وأنا دائما أوجه نداء لجميع الأطراف المتخاصمة أن تعمل من أجل إنهائه وتحقيق المصالحة، فيجب أن يتم طي صفحة الخلافات بينهما للتفرغ إلى المسائل المهمة كوقف الاستيطان وعودة اللاجئين.
وهناك ضرورة لوحدة الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام للوقوف بوجه هذه الاعتداءات وردع الكيان الغاصب.
لاتوجد تعليقات