
درر وفوائـد من كــلام السلف
أشرف أعمال الصالحين
عن مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَأْمُرُ نِسَاءَهُ وَخَدَمَهُ وَبَنَاتِهِ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ: «صَلُّوا وَلَوْ رَكْعَتَيْنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ الصَّلاةَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ تَحُطُّ الأَوْزَارَ، وَهِيَ مِنْ أَشْرَفِ أَعْمَالِ الصَّالِحِينَ». (رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل).
يقول ابن القيم رحمه الله:
«إذا فتح الله عليك في باب قيام الليل، فلا تنظر للنائمين نظرة ازدراء، وإذا فتح الله عليك في باب الصيام، فلا تنظر للمفطرين نظرة ازدراء، وإذا فتح الله عليك في باب الجهاد، فلا تنظر للقاعدين نظرة ازدراء، فرب نائم ومفطر وقاعد.. أقرب إلى الله منك».
وقال رحمه الله تعالى: «وإنك أن تبيت نائماً وتصبح نادماً خير من أن تبيت قائماً وتُصبح معجباً، فإنَّ المُعجَب لا يصعد له عمل.
(مدارج السالكين (1/177))
حديث عظيم في الحذر من الرياء وحظوظ النفس!
وحديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت؛ ولكنك قاتلت ليُقال: جريء، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل تعلّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: فما عملت؟! قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن. قال: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها. قال: فما عملت بها؟! قال: ما تركت من سبيل يحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد، فقد قيل. ثم أمر به على وجهه حتى أُلقي في النار». (رواه مسلم).
عمت الفتن وعظمت المحن
قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسير قول الله - عز وجل -{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} (3/ 255):» هكذا يجب علينا نحن أن نفعل، لكن «الأعمال القبيحة والنيات الفاسدة» منعت من ذلك، حتى ينكسر العدد الكبير منا قُدّامَ اليسير من العدو، وذلك «بما كسبت أيدينا»، فالأعمال فاسدة، «والضعفاء مهمَلون»، والصبر قليل، والاعتماد ضعيف، و«التقوى زائلة»، فأسباب النصر وشروطه «معدومة عندنا غير موجودة فينا»، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحَلَّ بنا، بل لم يبق من الإسلام إلا ذكرُهُ، ولا من الدين إلا رسمُهُ، لظهور الفساد، ولكثرة الطغيان، و«قلة الرشاد» حتى استولى العدو شرقا وغربا، برا وبحرا، وعمت الفتن، وعظمت المحن، ولا عاصم إلا من رحم «اهـ. مختصر.
الخوارج الذين يكفرون بالمعاصي ويقتلون أهل الإسلام
قال الإمام ابن باز رحمه الله : هذه الدولة (المملكة العربيةالسعودية) بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام.
مسألة العذر بالجهل لمن وقع في الشرك ونحوه، وفهم دقيق راسخ للعلامة عبدالرزاق عفيفي.
سئل العلامة عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- «سؤال رقم 71»: عن قول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب كشف الشبهات في حديث ذات أنواط «فلم يعذرهم بالجهالة»، فقال الشيخ رحمه الله: بعد البيان قامت الحجة فلا يعذرون أما قبل البيان فيعذرون بجهلهم وقول ابن عبدالوهاب: لم يعذرهم بالجهالة أي لم يكن الجهل عذراً يمنع من التغليظ والإنكار عليهم؛ حيث غضب النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر لكن لم يكفرهم.
«فتاوى الشيخ عبدالرزاق عفيفي ص 171».
درجـــات التوحيــد
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:
والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته،فأكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل أسماء الله وصفاته وأفعاله وآلائه ومعانيها الثابتة في الكتاب والسنة وفهمها فهماً صحيحاً فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه وإجلاله ومحبته والإنابة إليه وانجذاب جميع دواعي قلبه إلى الله -تعالى- متوجهاً إليه وحده لا شريك له.
ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الإيمان والإخلاص التام الذي لا يشوبه شئ من الأغراض الفاسدة فاطمأن إلى الله معرفة وإنابة وفعلاً وتركاً وتكميلا لنفسه وتكميلاً لغيره بالدعوة إلى هذا الأصل العظيم، فنسأل الله من فضله وكرمه أن يتفضل علينا بذلك.
مختصر أصول العقائد الدينية (ص 7)
درر سلفية
قسما بالله إنه من أعظم الأعمال
قسما بالله العظيم إن إغاثة إخواننا المرابطين بغزة بالمال والدعاء من أعظم الجهاد في سبيل الله ضد أعدائهم اليهود المجرمين المعتدين الذين عاثوا في غزة والعالم كله الفساد كما قال تعالى: {ويسعون في الأرض فسادا والله لايحب المفسدين}(المائدة: 64).
فهناك عشرات القتلى ومئات الجرحى وهناك عشرات الأرامل والأيتام والفقراء بانتظار مساعدتك فلاتخذلهم؛ فأسهم بما تستطيع عن طريق اللجان الخيرية، وذكر غيرك؛ فيجتمع لك فضيلة الإنفاق في سبيل الله، وفضيلة شهر رمضان المبارك، وفضيلة الدعوة للخير والتذكير به، قال تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}(البقرة: 261).
لاتوجد تعليقات