
خواطر الكلمة الطيبة – حُقَّ لنا أن نفتخر
في الحقيقة اليوم أنا أعيش فرحة، وأعبر عنها بوقوفي أمامكم اليوم بهذه الكلمة، وأقول انطلاقا من قول -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، والولاية: كما قال العلماء هي الحب والتأييد والنصر، وهذا معني أن المؤمنين أولياء بعض، بينهم محبة في الله، وتأييد على الطاعة، وكذلك النصرة والإعانة.
وأنا اليوم بعد أن حضرت الجمعية العمومية لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وما دار الحديث فيها حول التقرير الإداري والمالي للجمعية، في الحقيقة شعرت بالفخر أنني ممن يعملون في هذه الجمعية المباركة، وممن يعملون مع إخوانهم في الله -عز وجل- في هذه الجمعية بإدارتها الكبيرة والمتعددة وأعمالها المتنوعة.
مجلة الفرقان
ومما زاد فرحتي تأكيد ما سمعت، وهو ما نشر في عدد مجلة الفرقان الأخير رقم 1180، - ومجلة الفرقان هي المجلة المعبرة عن أعمال الجمعية ونشاطها العلمي فضلا عن إلى بيان المنهجية التي تنطلق منها هذه الجمعية، وهي منهج عقيدة السلف الصالح في جميع الأبواب الدينية- جاء خبر على غلاف المجلة يخص لجنة العالم العربي، قد يكون مربعا صغيرا يمر على بعضهم وما ينتبه إليه، لكن في الحقيقة شدني كثيرًا، وقمت بعمل لقاء سريع خاص هاتفي مع رئيس لجنة العالم العربي.
كفالة 13 ألف يتيم
هذه اللجنة تكفل قرابة 13 ألف يتيم، وعملنا إحصائية لهذا العدد؛ فوجدنا أن واحدا ونصفا بالمائة من الشعب الكويتي يتفاعل مع هذا المشروع، وعنده مشاركات وصلت إلى كفالة 13 ألف يتيم، معنى ذلك أنَّ عندنا في الكويت 13 ألف بيت يكفلون أيتاما مع هذه الجمعية، هذا في لجنة واحدة فقط، وأنا لم أتكلم عن باقي اللجان وإلا فالأعداد تزيد كثيرا عن ذلك، وعندما تحدثت مع المسؤولين باللجنة، قالوا: إنَّ العدد الفعلي يصل لقرابة 20 ألف يتيم، لكن لظروف معينة لا تصل الكفالات لبعض الدول.
باب كفالة الأيتام
ومما هو معلوم أن باب كفالة الأيتام يحتاج من الوقت والإدارة والمخاطبات لرعايتهم واحتياجاتهم، كما أنَّ فضل كفالة اليتيم لا يخفى على أحد، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، لذلك فالساعي في هذا الأمر أيضًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدال على الخير كفاعله».
احتسب أجر هذه الأعمال
وأقول ما قاله أخونا الشيخ طارق العيسى في الجمعية العمومية «احتسب أجر هذه الأعمال».
وفي الحقيقة -إخواني- هذه الفرحة التي أظهرها، تُعد من الدين، فقد حكى ربنا -سبحانه وتعالى- واقعة لأهل الإسلام وهم في مكة في قوله: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}، وفرح المؤمنون يكون بنصر الله.
حق لنا أن نفرح
فحق لنا أن نفرح أننا نكفل في لجنة واحدة فقط أكثر من 13 ألف يتيم، ونفرح بتحفيظ القرآن، ونفرح ببناء مستشفيات ومراكز طبية وغير ذلك كثير، وهو شيء كبير في الحقيقة وعظيم، يسهل للإنسان أن يشارك فيه ويفرح أن يكون هو في الحقيقة مشاركا لإدارة الجمعية في هذه الأجور؛ لأنها تعمل وتبذل جهدًا كبيرًا حتى تصل لهذه الأعمال الجليلة التي يعظمها الله -عز وجل.
تكريم 130 حافظًا لكتاب الله
ومن الأخبار المفرحة أيضًا أن فرع إحياء التراث في منطقة سعد العبدالله كَرَّم 130 حافظا لكتاب الله -عز وجل-، فكم من الجهد الذي بذل في هذه الجمعية وهذا الفرع من إيجاد المحفظين، وإيجاد الجو المناسب للطلبة والإعانة على الحفظ والمراجعة والمتابعة إلى أن أخرجنا هؤلاء الطلبة الذين يستحقون التكريم! والحق يقال: إن الفضل بعد الله -تعالى- يرجع لفضيلة الشيخ جاسم المسباح وإدارة القرآن الكريم المسؤولة عن حلقات المساجد في أنحاء دولة الكويت، والتي أخرجت لنا وللبلاد ثمرة هذا العمل الطيب من أبنائه من يحفظ كتاب الله فنساهم في صلاح مجتمع بأكمله وإصلاحه.
إظهار هذه الأعمال من الدين
وبعد أن اطلعت على أعمال هذه الجمعية في الجمعية العمومية دعوت الله -عز وجل في سجودي- أن يبارك في فيها وفي العاملين فيها وفي إدارتها وأن يزيدهم الله في تحقيق الخير على أيديهم، فنفرح عندما نرى هذه الخيرات تعم، ليس فقط في بلدك، بل تعم الخارج أيضًا، ولنعلم أن هذه الأعمال إظهارها من الدين، ولكن لابد أن نتحمل نتائج هذا الإظهار {حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}، قال الله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}.
قالوا عن الجمعية
الشيخ صالح آل فوزان
اطلعت على نسخة من منهج جمعية إحياء التراث الإسلامي للدعوة والتوجيه، فوجدته منهجاً صحيحاً يتمشى مع الكتاب والسنة وما تحتاجه الأمة.
الشيخ صالح بن حميد
زُرت إخواننا في جمعية إحياء التراث في دولة الكويت الشقيقة، وسرني ما رأيت من حُسن المبنى والمعنى، وما وفقهم الله فيه من مشاريع خيرية ومناشط دعوية وعلمية، وزادهم الله إحساناً وتوفيقاً.
الشيخ صالح آل الشيخ
فهنيئاً لنا بهذه الجمعية التي نحسب أنها قامت على تقوى من الله، وحرص على التقيد بمنهج السلف، وإني لأحث من اطلع على هذه الأسطر أن يُسهم معهم في إنفاذ برامجهم وأعمالهم، وأن يتبرع لهم؛ فأعمالهم خيرة وكبيرة في كل مكان.
الشيخ د.عبدالرحمن السديس
جمعية إحياء التراث قمة من قمم الجمعيات العاملة لهذا الدين، ولعل من خصائصها تميزها بعقيدة السلف ومنهجهم، وإهتمامها بالعلوم الشرعية والتأصيل العلمي. وهذه الجمعية علم متألق مرفرف في خدمة المنهج الصحيح، بجهودها المتميزة، ونُشهد الله أننا نُحب القائمين عليها، وندعو لهم.
الشيخ عبدالله المنيع
تشرفت بزيارة مقر جمعية إحياء التراث الإسلامي، ورأيت معرضاً يمثل نشاطها المتعدد في سبل الدعوة والتعليم والإغاثة وإعانة المسلمين وتوعيتهم، فشكراً لهم، وبارك الله فيهم، وجعل عملهم صالحاً لوجهه الكريم.
لاتوجد تعليقات