رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 ديسمبر، 2012 0 تعليق

خطوات الاصلاح – من وراء زعزعة مؤسسة الحكم في مصر؟

الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب في مصر لمدة أربعة سنوات، والشرع واضح في أنه ولي الأمر يسمع له ويطاع، والدستور المصري يعطيه صلاحية في فترة التحويل، وهو رجل عنده مستشارين وخبراء وفي النهاية بشر إذا أصاب فيشكر؛ وإذا أخطأ نرجع مسألته هل هي اجتهادية ويحق له ذلك أم أن ما قام به مسألة خرج بها من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر وأمر بها؟

     الرئيس محمد مرسي يحارب بشكل منظم من قبل فلول النظام السابق وأحزاب وعصابات من الخارج تهدف إلى قلب نظام الحكم وإفشال العملية الانتخابية، وكلما أراد أن يصدر قرارا لتصحيح المسار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي نجده يجهض من قبل بعض عناصر القضاء بحجج واهية، وقد تورطت خلايا تضم أسماء وشخصيات مؤثرة في المشهد السياسي، وللأسف يتلقون دعما ماليا ولوجستيا لزعزعة مؤسسة الحكم وتأليب الرأي العام ومحاولة السيطرة على ركائز الدولة وإعاقة تنفيذ أي خطة إصلاحية أو برنامج تنفيذي يشهد القاصي والداني أنه إيجابي.

     هذه الخلايا مهمتها تخوين كل عمل يقوم به، وتهوين كل عمل كبير يقوم به، من خلال التشكيك في النوايا ووضع شبهات وملابسات وإيهام الرأي العام بوجود مصالح وشخصيات نفعية وراءه!

من تحدث عن الإعلان الدستوري وصلاحية الرئيس قالوا من حقه، ولكن بعد توليه الرئاسة مباشرة في مدة لا تتجاوز سنة، ولكن الرئيس تأخر؛ لأنه توقع أن يجد التعاون الجماعي لرفع الأزمة عن مصر، ولكنه وجد أن الفساد نخر في الجسد من أعلى سقف، ولا يستطيعون العيش إلا بهذه البيئة السيئة.

     الرئيس عندما اتخذ هذه القرارات بعد أن عاهد الشعب بمدة معينة للنهوض بمصر وجد أن هناك مؤامرات تحاك ليست بالسهلة ولا يمكن تجاوزها، بل هي مؤامرات منظمة ودقيقة ومخطط لها بخبث كبير، فلذلك أراد ان يأخذ حق اتخاذ التدابير لحماية برامج الإصلاح ودفع عجلة التقدم والتنمية من أجل مصر وشعبها.

     فالمنهج السديد التعاون معه ومناصحته وتقديم المشورة له والذود عنه حتى نأخذ بيده لتحقيق المصالح العامة للمواطن المصري وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها والصبر والدعاء له. كما يجب على المواطن المصري ألا يكون إمعة، إن أحسن الناس أحسن، وإن خاضوا وأساؤوا بما لا يليق يشاركهم فيما هم فيه خائفون مع من كان في قلبه مرض أو هوى ولا نحكم إلا بما شهدنا وعلمنا.

     هذه التجربة الطيبة ستعكس أثرها الجميل على مصر وغيرها مثلما حدث في تركيا من دولة مديونة إلى دولة فيها فائض كبير، وخطوات الإصلاح بعضها سريع وثابت وبعضها بطيء ويحتاج إلى الأناة، ومثلها في ماليزيا التي تحولت من خسائر محدقة إلى دولة آمنة متقدمة ومنتجة ومصدّرة وهكذا.

     إننا نشعر أن هذا الرجل صادق ويريد القضاء على الفساد والمفسدين، ولكن القوانين تقيده، والفلول يضعون أمامه العقبات، والمفسدون يضخمون الأخطاء، وأموال خارجية تغذي جبهات العراقيل للحيلولة دون أن ينجز شيئا.

     ولقد جرب الشعب المصري وصبر 40 سنة على حسني مبارك والكل يلمس التأخر والذل وتعطيل الإنتاج، وإنشاء دولة بوليسية، وإلحاق الأذى بالفرد والجماعة فيشعر الجميع بالخوف وضياع الحق، فما يضير الشعب عندما ينتظر 4 سنوات ويصبر عليها.

     ولا نزعم أنه لا توجد أخطاء ولكن الخطأ لا يقابل بهذا الهجوم والفوضى والمظاهرات وتأجيج الفتن وإذكاء العداوة التي ستعود بالضرر على الجميع وستؤدي حتما إلى زيادة الجروح، وعلاجها سيكون صعبا جدا وقد يصل إلى المستحيل!

     باختصار: خطابي إلى الأحبة المصريين في الداخل أن يتعاونوا مع الرئيس ويدعوا له وينصحوه ويصبروا ويحذروا من حجم المؤامرة على مصر وإثارة الفتنة، وألاّ يسعوا إلى عدم استقرار مصر، وأن يفوتوا عليهم هذه الفرصة حتى يفضح الله كيدهم ويجعل كيدهم في نحرهم، ونسأل الله أن يسدد الخطا ويوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك