رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 21 سبتمبر، 2020 0 تعليق

بعد 25 عامًا قضاها في خدمة العمل الخيري إحياء التراث الإسلامي تفقد أحد رجالاتها – رئيس إحياء تراث السالمية (جاسم المسيليم)


فقدت جمعية إحياء التراث الإسلامي أحد رجالاتها الأسبوع الماضي؛ حيث انتقل إلى رحمة الله بإذن الله -تعالى- رئيس فرع الجمعية بمنطقة السالمية (جاسم عبدالرحمن راشد المسيليم)، يوم الأحد 25 من محرم 1441هـ الموافق 13 من سبتمبر 2020م، بعد إصابته بفيروس كورونا؛ حيث مكث في العناية المركزة أكثر من شهرين، وقد قامت جمعية آفاق الخير مشكورة بطرح مشروع بناء مركز إسلامي وفاءً له -رحمه الله- في جمهورية النيجر.

     وقد كتب مختصرًا عن سيرته نائب رئيس فرع السالمية ورفيق دربه حاتم يونس الحاتم فقال: كان المرحوم -بإذن الله تعالى- جاسم عبدالرحمن المسيليم، من مواليد 1964م، انتقلت أسرته للسكن في منطقة السالمية عام 1966م، وكان والده العم عبدالرحمن المسيليم من رواد مسجد فهد السالم (الشيخة بدرية) مع رجالات المسجد الكبار، وكان بداية حياته مثل أقرانه في ذلك الوقت، يحب كرة القدم واليد، وقد التحق بنادي السالمية لكرة اليد للناشئين حارسًا للمرمى، وقد حقق بطولات عدة مع فريق الناشئين وعمره 13 عامًا.

بداية التزامه

     التزم -رحمه الله- الدعوة في بداية شبابه، وكان عمره 16 عاما (1982)، وكان حريصًا على حضور الأنشطة في منطقة السالمية من الدروس الشرعية والمحاضرات العلمية، وكان يرافق شباب المنطقة في رحلتي العمرة السنوية في فترة الربيع والصيف، كما شارك بفعالية في رئاسة (إدارة العلاقات العامة) في حملة  (حمد الدوسري للحج والعمرة الوقفية) منذ تأسيسها عام 1996 وحتى أزمة كورونا.

كما كان مشرفًا على المشاركين في رحلة (حُلَّة الكرامة) لتحفيظ القرآن الكريم التي تقيمها (لجنة النشء والجيل) سنويًا في مكة المكرمة خلال الفترة من 2005 حتى 2010، كما شغل منصب نائب رئيس لجنة الزكاة لفرع السالمية من العام 2011 حتى وفاته.

وقد عمل عضوًا في الهيئة الإدارية لفرع السالمية في الفترة من 2005 إلى 2007، ثم نائبًا للرئيس في الفترة من 2008 إلى 2018، وفي العام 2019 كُلِّفَ برئاسة الهيئة الإدارية إلى حين وفاته -رحمه الله.

كما شارك في تأسيس لجان عدة منها: (لجنة تحفيظ القرآن الكريم)، و(النادي الصيفي للطلاب)، وساهم مساهمة كبيرة خلال أزمة تفشي وباء كورونا، وكان في الصفوف الأولى مع إخوانه في فرع السالمية لتوزيع السلال الغذائية.

مساهمات كبيرة

     ومما تميز به -رحمه الله- أنه كان مبادرًا صاحب مساهمات كثيرة وكبيرة في العمل الخيري، حيث شارك في تأسيس لجان عدة، منها: لجنة التحفيظ للقرآن الكريم والنادي الصيفي سنويا للطلاب، وكان لا يدخر جهدًا في مساعدة المحتاجين والمُعْوِزين، وساهم بشكل كبير خلال أزمة تفشي وباء كورونا، وكان بالصفوف الأولى مع إخوانه في فرع السالمية لتوزيع السلال الغذائية، وقدّر الله أن يصاب بفيروس كورونا قبل شهرين تقريبا إلى أن توفاه الله -تعالى- رحمه الله رحمة واسعة، وأعلى درجته في عليين، وغفر له وصبّر أهله ومحبيه.

امتاز بهدوئه وابتسامته الدائمة

     وعنه قال رئيس فرع إحياء التراث بمنطقة الرميثية (وليد الصالح): عرفت الشيخ جاسم المسيليم أبو محمد من خلال اجتماعات إدارة الفروع في جمعية إحياء التراث، وقد امتاز -رحمه الله- بهدوئه وابتسامته التي لا تفارقه في الغالب، وكان صاحب عقلية راجحة، لا يتكلم إلا بعد تفكير وتأنٍّ، وكان موزونًا في كلامه، يمتاز بأدب جم وخلق حسن، ولم أرَ منه إلا كل خير، وكان دائمًا مبادرًا في أي عمل يطرح خلال الاجتماعات، وكان من المعروف عنه أنه من المحافظين على الصلاة في مسجد الشيخ بدرية؛ حيث كان معروفًا لدى المصلين في هذا المسجد بذلك.

حريص صاحب همة عالية

     من جهته قال مدير جمعية إنسان (مبارك العازمي): كان -رحمه الله- يتميز بسلامة الصدر، ويتمتع بخلق عظيم وسمح في التعامل مع إخوانه؛ فكان يحترم مسؤوله بالرغم من أنه قد يكون أصغر منه سنًا، موقرًا للكبير والصغير، وكان -رحمه الله- يتميز بنشاط دعوي كبير وهمة عالية، ملتزمًا بين إخوانه، سواء في حضور الاجتماعات أم تنفيذ التكاليف والمشاريع الدعوية التي تُطرح، حريصا على ألا يُفوت شيئا يُطلب منه إلا وينفذه، وفي مرة كنت طلبت منه دعما لمشروع خيري، ومرت الأيام ونسيت هذا الأمر، ففوجئت به يذكرني ويخبرني أنه قد أوجد له الدعم المطلوب، ويكفيه فخرًا -ونحسبه والله وحسيبه- أنه -رحمه الله- توفي وهو في الميدان الدعوي والخيري مساعدًا لإخوانه في الله -عز وجل.

كان ممن يألف ويؤلف -رحمه الله

     من جهته قال عنه رئيس مركز الارتقاء لرعاية النشء سابقًا، والمستشار النفسي والتربوي (خالد وليد السعيد): قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن يألف ويُؤلَف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف»، كلمات النبي - صلى الله عليه وسلم - رأيتها متجسدة في شخصية أبي محمد جاسم المسيليم -رحمه الله-؛ فقد كان بشوشا وصاحب دعابة مع الجميع، محبا للصلاة والجماعة في المسجد، محبا للخير في شتى مجالاته: في الدعوة إلى الله أيام المساجد؛ حيث كان نشيطا بها في منطقة السالمية، وكان اجتماعيا -رحمه الله-، وكان في اللجنة الاجتماعية في مسجد فهد السالم بمنطقة السالمية؛ حيث يقوم بدعوة الناس لحضور حلقات العلم في المسجد، وبعدها زاملته لمدة 6 سنوات في مشروع حلة الكرامة الذي كنا نذهب لمدة شهر كامل للإشراف على حلقات القرآن الكريم للناشئة في الحرم المكي، ثم رافقته -رحمه الله- لمدة 3 سنوات تقريبا في حملة الدوسري للإشراف على خدمة حجاج بيت الله -تعالى-، وكان في لجنة العلاقات العامة لخدمة الحجاج، لو لاحظتم أدواره -رحمه الله- في اللجنة الاجتماعية في المسجد وحلقات مكة المكرمة والعلاقات العامة في الحج ثم قبل وفاته -رحمه الله- في السنوات الأخيرة انضم لفريق مجلس جمعية إحياء التراث الإسلامي، في فرع منطقة السالمية؛ للمساهمة في الأعمال الخيرية من: بناء مساجد، وحفر آبار، ومساعدة المحتاجين، لعلمتم شخصيته المُحبة للخير ومساعدة الآخرين، فاللهم كما صرف كل أوقاته لمساعدة عبادك، كُن له خير عون في قبره، وأسكنه مع حبيبنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الفردوس الأعلى يا رب العالمين.

فارس من فرسان الدعوة

     من جهته قال عنه مشعل المرزوق: لقد ترجل فارس الدعوة والعمل الخيري، رحمه الله -تعالى-، عرفته منذ عشرين سنة، وتحديدًا بعد الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، من خلال العمل التطوعي في اللجان الخيرية، فجمعني به عمل في بعض اللجان (لجنة الدعوة والإرشاد)؛ فوجدت صفاته الكريمة ونبل أخلاقه ولاسيما بعد أن شاركته حملة (حمد الدوسري)، وكانت إحدى الحملات التي تتبع جمعية إحياء التراث.

تعلمنا منه كثيرًا

     لما عايشناه من خلال حملة الدوسري للحج والعمرة وغيرها من الأعمال وجدناه -رحمه الله- رجلا ذا أخلاق كريمة رفيعة، فتعلمنا منه الصبر والجلد والمثابرة على الطاعة والمبادرة إلى الخيرات، وتعلمنا منه حسن الظن بالآخرين، وتعلمنا منه الأدب الجم في قضية (الاختلاف في وجهات النظر)، وكذلك تعلمنا المثابرة في العمل ولا سيما العمل التطوعي؛ حيث إنه كان يرأس جمعية إحياء التراث في السالمية في آخر حياته -رحمه الله تعالى-، وكان نعم المثال يُقتدى به في هذا الباب، فهو تقلد هذا المنصب بفضل الله -تعالى- وفي فتره وجيزة استطاع أن ينظم العمل في فرع السالمية بطريقة أفضل، ويخرجها بشكل أحسن، وهذه كلمة بسيطة في حق أخينا جاسم -رحمه الله-، وأسكنه فسيح جناته.

كان صديقا وأخا وحبيبا

     أما المحامي أمير العوضي فقاله عنه: عندما نتكلم عن أخينا جاسم -رحمه الله- فأنا لا أتكلم عن شخص عادي بالنسبة لي، فقد تربينا في الصغر معًا، كنا معا في السراء والضراء، فكان صديقا وأخا وحبيبا، وكان سره عندي وسري عنده، فكنا نتشاور كثيرا في الأمور الدينية أو الدنيوية، وكان يستشيرني في أي أمر يلتبس عليه، وكان بالنسبة لي كأنه عضو من أعضائي، وكنا معا في الحضر والسفر، وكان عندما يجادل أي شخص لا يجادل إلا بالحق، ولا يجادل إلا لأمر هو متيقن منه.

كان متواضعًا طيبًا

وكان متواضعا جدا، وكان لا يفرق بين غني فقير بل كلهم عنده متساوون،ودائما وجهه بشوش للآخرين، وكل من يعرفه يعرف طيبته، ما سمعت أحدا كرهه أو أبغضه،الكل يجلونه، ويقولون عنه كل خير؛ فهو حبيب الكل.

طلب العلم

     لما كنت أحفظ سورا من القرآن الكريم، وأريد أن أراجع معه يقول لي: حدد موعدا، وكان يحفزني دائما على حضور دروس العلم ومخيمات جمعية إحياء التراث الإسلامي أو الدروس العلمية، فكان حريصا على الدعوة السلفية والدعوة عموما، ومن الأمور الطيبة التي أذكرها له أنه التزم قبلي، ودخل إلى الدعوة السلفية، فكان يلازمني دائما إلى أن دخلت -بفضل الله أولا ثم بفضل جاسم- في الجماعة السلفية؛ فكان الأخ والحبيب الذي ثبتني على الدعوة السلفية -رحمة الله عليه- عسي الله أن يغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى، فأنا لن أنسى هذا الرجل والأخ والحبيب، وسيظل في قلبي وذاكرتي.

رجل عزيز يشهد له كل من عرفه

     وعنه قال رئيس جمعية السالمية التعاونية سابقًا أنور الشراح: الأخ جاسم -رحمه الله- تربينا معا في الدعوة ولله الحمد، فكان من خيرة الشباب صدقا وأمانة وعفة، وهو رجل عزيز يشهد له كل من عرفه، صدوق اللسان، بعيد عن المشكلات، حريص دائما على الإصلاح ومساعدة الآخرين، محافظ على الصلاة والعبادة بعيد عن المظاهر والخيلاء، بسيط جدًا ومسارع في الخير والدعوة، وقد زاملته ست سنوات تقريبا في مشروع حلة الكرامة في مكة، وكذلك سافرت معه إلى الحج سنوات طويلة، لقد كان رجلاً كل من كان معنا يشهد له بالخير وحسن الخلق، أسال الله -تعالى- أن يتقبله في الشهداء.

لم تر منه إلا كل خير

     من جهته قال عنه رئيس قسم الجاليات وعضو مجلس إدارة فرع السالمية وائل الفضالة: أخونا جاسم -رحمة الله عليه- من الشباب الذين لم نعرف عنهم إلا الالتزام والتدين منذ صغره، وهو أحد المؤسسين لفرع إحياء التراث في منطقة السالمية منذ تأسيسه عام 1995، وظل فيه من ذلك الوقت إلى أن أصبح رئيسًا للفرع حتى توفاه الله -تعالى-، وخلال هذه الفترة لم نر منه إلا كل خير وأخلاق فاضلة، يندر وجودها في كثير من الناس، فكان -رحمه الله- قليل الكلام، هادئ الطبع، لا يتعصب أبدًا، حريصا على نفع الآخرين، ولم يكن أنانيًا، وكان من أهم صفاته أنه مسالم وطيب، وكل من عرفه أحبه، كذلك مما كان يميزه -رحمه الله- أنه كان ملتزمًا بعمله، شديد الحرص على ألا يقصر فيه أبدًا، ولا أكون مبالغًا لو قلت: إنه كان من أشد رؤساء فرع السالمية التزامًا وانضباطًا وحرصًا، وهذا لا يقلل -ولا شك- من قدر إخواننا الرؤساء السابقين، أسأل الله أن يغفر له ويرحمه.

سمح الأخلاق هادئ الطباع

     أما مشرف مركز الارتقاء للصم، أسامة راشد فقال عنه: رحم الله الأخ الغالي والرجل الصالح، رفيق المسجد وصاحبنا في أول رحلة عمرة لمكة المكرمة في حياتي الشيخ جاسم المسيليم -رحمه الله-، كان نعم الرفيق، سمح الأخلاق، هادئ الطباع، قريبا من الجميع، ومما تميز به العفوية والصدق في الحديث، كما أنه كان معروفًا بحرصه على الصلاة في المسجد، ودعوة الشباب في الطريق لحضور صلاة الجماعة، كما بلغ من حرصه أنه كان لا يكاد يغيب عن درس أو محاضرة دينية مع شباب المسجد، ‏نسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى، وتعازينا الصادقة لأهله ومحبيه من شباب الدعوة في جمعية إحياء التراث الإسلامي التي رأس فرعها بالسالمية.

 

المسيليم : «الكويت هي أمي»

     كان - رحمه الله - في فترة الغزو  الغاشم متطوعا في خدمة الكويت، ومساهماً مع شباب منطقة السالمية؛ فقد قام بحراسة الجمعية، وكذلك قام بتوزيع المواد الغذائية، وهذا ينبع من حسه الوطني الذي تربى عليه،  ومما يذكر أن والدته نصحته بالخروج من الكويت في أثناء الغزو الغاشم، ولكنه رفض وبشدة؛ حيث ردد كلمته التي لن تنساها والدته: «الكويت هي أمي».

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك