رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 25 مارس، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 المال والسعادة..!

من كان يملك درهمين تعلمت

                                                                              شفتاه أنواع   الكلام  فقـالا

وتقدّم الإخوانُ  فاستمعوا له

                                                                              ورأيتــــه بين  الورى  مختالا

لولا دراهمه التي يزهو   بهـا

                                                                              لوجدته في الناس أسوأ  حالا

إن الغني  إذا تكلم  بالخطـا

                                                                              قالوا صدقت وما نطقتَ محالا

أما الفقير  إذا تكلم  صادقاً

                                                                              قالوا  كذبتَ  وأبطلوا ما قالا

إن الدراهمَ في المواطن  كلِّها

                                                                              تكسو الرجال مهابة  وجلالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة

                                                                              وهي السلاح لمن أراد  قتالا

     هذه الأبيات مع سخريتها اللاذعة، وما فيها من المبالغة، وكونها تعكس تجربة شخصية لا يمكن إسقاطها على الجميع، فإن مما لا شك فيه أنها توضح قدراً غير يسيرمن الواقع؛ فهي تؤكد عظم أمر المال للبشر - وهو أمر لا ينكره أحد - فقد أقرّه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}(الفجر: 20)؛ فللمال بريق يفوق كل بريق؛ حتى إنه قُدِّم على الأولاد في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}(الأنفال: 28)، وفي قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}(الكهف: 46).

     وعندما خرج قارون على قومه تُحيط به مظاهر الترف والرفاهية، وصف الله سبحانه وتعالى الذي انبهروا بأمواله بأنهم {الذين يريدون الحياة الدنيا}، في قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(القصص: 79).

لكنّ المال في حد ذاته ليس غاية، وإنما وسيلة يبحث بها الناس عن السعادة.. إذاً فالسؤال الجوهري هو: هل المال هو طريق السعادة في كل الأحوال؟!

     صحيح أن أغلب الناس يظنون أن السعادة الحقيقية في المال، ولكن الأغلبية ليست دائماً هي الفيصل في تحديد الصواب والخطأ، والقرآن الكريم يؤكد ذلك في غير موضع: {وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(الأعراف: 187)، {وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}(البقرة: 243)، {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}(يوسف: 106).

والفرنسيون يقولون: إن المال لا يصنع السعادة (La`argent ne fait pas le bonheure)  فما هي إذاً الوسيلة التي تفضي إلى السعادة في حياتنا؟!

الأمر ببساطة يوضحه القرآن الكريم في قوله عزّ وجلّ: {قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى ﴿123﴾ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى }(طه: 123 - 124).

     الناس في لهاثهم وراء كسب العيش ينسون في خضم هذا الركض أن الحل بين أيديهم، ولكنهم يجهلونه، أو ينسونه، أو يتناسونه.. الحل ببساطة في توحيد الله تعالى وذكره وتقواه في السر والعلن؛ لأنه - وحده –المستحق للعبادة والخالق والرازق والمدبر {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}(الذاريات: 22 - 23)، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «أسعد الخلق: أعظمهم عبودية لله تعالى».

مؤمنة عبدالرحمن

 

التفكير الإيجابي عند المسلم وما يُخالفه!!

 

      من التفكير الإيجابي عمل المسلم الأعمال التي تُرضي الله عزوجل، وتوافق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  ثم تكون سببا لتحقيق أفضل النتائج والأهداف بإذن الله، ومن التفكير المعاكس ما يكون بالأفعال المشينة التي لا تمت للوطنية  والمسؤولية بأدنى صلة، منا من يُفكر تفكيراً إيجابياً له ولغيره ويحقق بذلك أهدافاً ومصالح مشتركة للجميع، أما الآخر فانه يُفكر بالمقلوب كما يقولون وفي الاتجاه المعاكس المختلف، ويهمنا أن يكون التفكير إيجابيا مثمرا، وليس سلبيا معاكسا وفي الاتجاه الآخر، وقد عكس هذا طريق سيره عن الآخرين، وتجد من لا يأبه بالقوانين والأنظمة التي سنها المسؤولون في البلاد خدمة للمواطن والمقيم على حد سواء. أضف إلى هذا تلك التصرفات الرعناء والهوجاء لدى بعضهم -هدانا الله وإياهم- في سلوكياتهم وما يحدثونه من خلل وإهدار للمنجزات والخيرات الموجودة،  فلايستريح ذلك الشخص إلا بإهدار تلك المنجزات والفعاليات النافعة، وهناك من الناس -هدانا الله وإياه للصواب- يأبى إلا أن يشوه تلك المشاريع والخدمات المهمة والمفيدة، ويعبث بها أيما عبث دون اكتراث لما صُرف من أجلها من أموال طائلة وجهود جبارة لإنشائها!! لكنه لا يؤمن بمبدأ أن عليه هو الآخر التعاون في  المحافظة على ذلك كله، وغير ذلك من التصرفات المشينة التي  يندى لها الجبين،  فليعِ الجميع مسؤوليته الحتمية تجاه بلده وأفراد مجتمعه، وعليه أن يتحول من التفكير السلبي إلى الإيجابي، ومن التفكير والاتجاه المعاكس والمقلوب إلى الاتجاه الصحيح! وأن تكون سائر أفكاره وإنجازاته تجاه خدمة  وطنه وإخوانه ونفعهما؛ حيث يعيشون معه ويتعامل معهم. لا أن يضرهم،  وعليه أيضا  أن يبدأ بالمحافظة على بلده وحسن تصرفاته المتزنة،  وألا يسلك مسالك قد لا تحمد عقباها فيندم حين لا ينفع الندم؛  وإذ ذاك فيكون هو الخاسر الأول.. إن الله -سبحانه وتعالى- قد يُجازي المرء على جنس عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فكما يُقال:- كما تدين تُدان، والجزاء من جنس العمل، ويكون  كما ذكر ذلك الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم  في سنته الشريفة المطهرة،  فمن عمل عملا صالحا طيبا جازاه الله تبارك وتعالى بالخيرالطيب والأجر المضاعف، وأما من عمل عملا سيئا  -والعياذ بالله- جازاه الله  -عز وجل- بما يسوؤه، فإنه  -سبحانه وتعالى- عدل حكم لا يظلم أحدا، قال الله تبارك وتعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}(غافر: 40)، وقال عزمن قائل: {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(الطور: 16)، وقال سبحانه: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ}(إبراهيم: 51)، وفقنا الله جميعا لما يٌحبه ويرضاه... اللهم آمين.

عبد الله عبد العزيز السبيعي

 

 

 

الاتحاد فريضة شرعية وضرورة حتمية!

 

 

قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(آل عمران: 103).

وقال سبحانه: {. وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال: 46).

وقال جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ}(الصف: 4).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً».

وقالصلى الله عليه وسلم : «يد الله مع الجماعة».

وفي الحديث: «الجماعة رحمة والفرقة عذاب».صححه الألباني.

قال الشاعر مصطفى عكرمة حفظه الله:

شدوا بالكف على الكف

                                             يا جند المصحف والسيف !

فالاتحاد قوة والتفرق ضعف:

                                             تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً

وإذا افترقن تكسرت آحادا!

 

فهل يجب أن تسقط مدننا الواحدة تلو الأخرى حتى نعتبر ونتعظ ونتحد؟!

هل أصبح كل منا جالسا ينتظر دوره؟!

هل أصابنا قول سيدنا علي، يوم مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنهما:

أكلت يوم أكل الثور الأبيض؟!

 

إلى الاتحاد دعانا الإله

                                  لإنشاء دنيا وإعلاء دين!

فياض العبسو

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك