
المفهوم الإنساني في القرآن الكريم (6) الإنسان مجبول على الإيمان
- لا يمكن أن يكون الإنسان بلا دين؛ فهذا الأمر مخالف للفطرة التي فطر الله الإنسان عليها؛ فالله -سبحانه- قد كرَّم الإنسان بأن جعل الإيمان في قلبه، وهو مجبول على ذلك.
- قال -سبحانه-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الروم: 30).
- ومعناه: «أنَّ الله -تعالى- ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك، فنجد في هذه الآية أن الله -عز وجل- لما أمر بالتوجه لهذا الدين ومعرفته والتمسك به بين -سبحانه وتعالى- أن هذه هي الفطرة التي خلقها في الناس؛ فربط -سبحانه وتعالى- بين الفطرة وطبيعة هذا الدين، فالدين موافق للفطرة، والفطرة متوافقة مع هذا الدين؛ لأن كليهما من صنع الله -جل وعلا-، فالذي خلق القلب وجعل فيه هذه الفطرة التي تقوده إلى معرفة الحق وقبوله هو الذي أنزل هذا الدين الذي هو دين الحق، وأمرنا بقبوله واتباعه».(د. سمير الأبارة).
- قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفِطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه ..» (صحيح البخاري). أي أن كل مولود يولد على الفطرة، وأن التغيير طارىء عليه؛ فالإسلام هو دين الفطرة ومن خالفه فقد خالف فطرة الله التي فطر الناس عليها.
- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: «القلوب مفطورة مجبولة على محبَّة مَن أنعمَ عليها وأحسنَ إليها؛ فكيف بمَن كان الإحسان منه؟ وما بخلقه جميعهم من نعمة فمنه وحده لا شريك له، كما قال -تعالى-: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (النحل:53)» (الداء والدواء لابن القيِّم/ص:228).
- وذكر سماحة العلامة ابن باز -رحمه الله- من فوائد الزكاة أنها تثبت أواصر المودة بين الغني والفقير، ذلك: «لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها»، فكيف بمن أحسن للإنسان ألا وهو الله رب العالمين إله الكون كله؟! فأصل محبة الخالق -جل جلاله- شيء يُولَد مع الإنسان، مجبول ومفطور عليه.
- «فإن القلوب جُبِلَت على حُبِّ مَن أحسنَ إليها وبُغضِ مَن أساء إليها، ولا أحدَ أعظم إحسانًا من الله سبحانه؛ فإنَّ إحسانه على عبده في كلِّ نَفَسٍ ولحظةٍ، وهو يتقلَّب في إحسانه في جميع أحواله، ولا سبيل له إلى ضبط أجناس هذا الإحسان، فضلاً عن أنواعه أو عن أفراده» (طريق الهجرتين لابن القيِّم ص 315).
لاتوجد تعليقات