رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 7 ديسمبر، 2020 0 تعليق

الدعوة السلفية ليست بحزب أو تيار

 

 

 

 

 -الدعوة السلفية تقوم على اتباع القرآن الكريم وصحيح السنة واتباع سلف الأمة، فهي ليست بحزب أو تيار، وليست مرتبطة بأشخاص أو جهات، بل هي منهج لفهم الدين الإسلامي، كما فهمه سلف الأمة، ومن ثم فمن الخطأ الحديث عنها وكأنها تيار أو حزب! والدعوة السلفية قامت على العلم والعلماء عبر قرون عديدة، وكل من يدعو لهذا المنهج هو سلفي العقيدة بغض النظر عن مكانه أو زمانه.

  -الدعوة السلفية تقوم على التوحيد ونبذ الشرك اتباعا لدعوة الرسل -عليهم السلام-، وماجاء به النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من حماية جناب التوحيد والتمسك به.

 قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: «السلف هم أهل السنة وهم الصحابة -رضي الله عنهم- وأتباعهم بإحسان، يقال لهم: السلف الصالح، ويقال لهم: أهل السنة والجماعة، .. والمراد بهذا عند أهل السنة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في العقيدة والأقوال والأعمال». وقال: « فالسلف الصالح هم أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم -، وهم الذين تأسّوا بالصحابة، وسلكوا مسلك الصحابة، وساروا على نهجهم» .

-على هذا فالدعوة السلفية لا تختص بمكان محدد أو بزمان معين، بل هي مستمرة منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي قائِمَةً بأَمْرِ اللهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، أوْ خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وهُمْ ظاهِرُونَ علَى النَّاسِ». (صحيح مسلم:1037).

-فظهور هذه الطائفة هو ظهور رباني، ولا يخضع لتقلبات الظروف المادية أو غيرها، وربط هذه الدعوة بشخص أو جهة أو ظرف هو من قبيل عدم الفهم للدعوة السلفية، إن لم نقل البغض لها ومعاداتها.

- كما أن الدعوة السلفية ثابتة في منهجها لا تحيد عنه، ولديها الفهم المؤسس تأسيسا عقائديا، ولا يخضع للأهواء والتقلبات، وليست بديلا لشيء بل هي قائمة بنفسها، فهي ليست بديلة عن الإسلام السياسي أو المذاهب الفكرية المختلفة.

- والدعوة السلفية ليست أداة بيد أحد يستغلها كيفما أراد، بل هي دعوة الحق التي من نصرها نصر الحق وعز به، وبناء الدعوة السلفية لا يقوم على علم الكلام أو مناقشة القضايا العقائدية الجدلية أو القضايا الفقهية المتناهية الصغر، بل تقوم على الدين كله، فلا يوجد في الدين قشور ولباب بل كله أصل ولب؛ فطالما الأمر فيه دليل من القرآن والسنة فهو من الدين، ولا ينبغي استصغاره أو احتقاره، فتحريك الأصبع في الصلاة من السنة، وإسبال الثياب لا يجوز، وهكذا فلا يوجد في الدين أمر إلا وداخل في نطاق الآية الكريمة {فاتقوا الله ما استطعتم} (التغابن:16)، والإيمان هو بوسع هذا الدين، وتأمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:»   الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ» (صحيح مسلم). فعد النبي صلى الله عليه وسلم- - إماطَة الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ من الإيمان!

 -ولا يمكن للدعوة السلفية أن تتبخر أو تنتهي أو تذوب لأي سبب كان؛ ذلك أنها محفوظة بحفظ الله ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «  لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ..» (صحيح مسلم:1920).

 


23/11/2020م

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك