رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبد الله بن علي العباسي 3 يونيو، 2014 0 تعليق

الحركة الحوثية تلك النبتة الخبيثة

 

تتسع رقعة الحركة الحوثية في اليمن من وقت لآخر، كما تتسع تحالفاتهم المشوبة بالغدر والخداع على الدوام مع جميع الأطياف المتناحرة في اليمن.

لاشك أن مثل هذه التحركات لا يتم لها النجاح والبروز إلا في ظل مناخ مضطرب وواقع غير مستقر، ولذلك يسعى الحوثيون في اليمن إلى جعل الشارع اليمني مضطرباً على الدوام؛ لأن ذلك يسهل لهم عملية التسليح الفكري العقدي ونشره بين الناس ممن غلب عليهم الجهل، يخدعون الناس بذريعة حب آل بيت النبي[ وأن من سواهم إنما هم أتباع معاوية وبني أمية، أعداء علي والحسن والحسين وبقية نسلهم على حد زعمهم، ويستغلون ما يجده الناس من معاناة وسوء معاملة لليمنيين داخل الأراضي السعودية في تبغيضهم لأهل السنة، وهذا أمر ملموس تشاهده على قناتهم الإعلامية.

وفي اضطراب الشارع اليمني تسهيل لعميلة التسليح الحربي؛ إذ تطالعنا الأخبار من واقع الأحياء في المحافظات أن هناك عملية تخزين واسعة للسلاح داخل البيوت، ولاسيما في المحافظة اليمنية صنعاء، تلك قصة..

 وأما قصة التسليح الخارجي فأصبح غير خاف على ذي لب، وما (جيهان1)عنكم ببعيد، فإن ذلك ما ظهر, وما خفي من قبل ومن بعد كان أعظم.

      من أساليب الحركة الحوثية الإغراء المادي السخي؛ إذا يقصدون بذلك بعض زعماء القبائل ومشائخها الطامعين في المال أكثر من طمعهم في حفظ الدين والعقيدة والأنفس المعصومة؛ لأنهم يعلمون حقيقة كسب شيخ القبيلة وزعيمها، فبه تشتري القبيلة بجميع أفرادها؛ لأنهم له تبع، وبذلك تكون مثل هذه القبائل رافدة لحركتهم مناصرة لهم إن لم تكن نصرة تلك القبائل لهم بالفكر والمعتقد فبالسلاح والرجال والعكس صحيح.

      يجيد متزعمو الحركة الحوثية فن المرواغة والخداع والمكر، فطيلة مدة الحروب الستة، وطيلة مدة الحروب مع القبائل السنية في دماج وكشر وحجور وعاهم وغيرها، كانت تتخللها بعض المصالحات والمعاهدات والهدن التي تستهدف حقن الدماء، وبمجرد أن يلملم الحوثيين صفوفهم ويجدون الفرصة سانحة للقتل والاعتداء والبغي فإنهم لا يتوانون عن ذلك، جاعلين العهد والميثاق وراء ظهورهم لا يبالون به.

     الحوثيين يظهرون حركتهم على أنها حركة تجديدية قرآنية ومسيرة تنطلق من فكر الإمام زيد بن علي رضي الله عنه، حتى إذا ما سمعت تابعاً لهم، أو اقتربت من مواطنهم رأيت العجب، رأيت العجب بكل ما تعنيه الكلمة، فأين القرآن؟ وأين مذهب زيد؟ وأين أخلاق الإسلام؟ بل قل أخلاق العرب؟ فلا شيمة، ولا نخوة، ولا أدب!! كل ذلك نظراً للتعبئة المغلوطة لجهلائهم بأن من سواهم، إنما هم كفرة وعملاء لأمريكا وإسرائيل وأتباع لبني أمية.

     ومن الأمثلة البسيطة على ذلك  التي أطلعني عليها أحد أبناء صعدة؛ حيث قال: «الحوثيون قد ينكرون عليك بشدة وقد يضربونك ويسحلونك حين تنطلق من جوالك نغمة غناء؛ لأنها محرمة وكبيرة في نظرهم -وهي محرمة بلاشك-، لكنهم في المقابل يستسهلون القتل، ويستسهلون الاعتداء على الآمنين بالضرب والإهانة، فبأي عقل يفكرون؟ وعن أي قرآن يتحدثون؟!» هذا الأخ لا يستطيع دخول صعدة، وله من الاكتحال بالنظر لوالديه قرابة العامين، بحجة أنه موضوع على القائمة السوداء، وإن تمّ الظفر به فمصيره الاعتقال القسري، والله المستعان.

أما إن تحدثنا عن الجبايات والظلم، فحدّث ولا حرج، فما من نقطة يسمونها أمنية، إلا وفيها صندوق منعوت بـ (في سبيل الله)، فلا يمر المار إلا ويضع فيه مبلغاً من المال قهراً، أما في المناسبات والاحتفالات فلها شأن آخر، تجدهم يلزمون كل بيت بدفع مبلغ مالي معين، مع إلزامهم بحضور المناسبة، ومن يأب نكلوا به وساموه السوء.

حين تريد استئجار محل تجاري لطلب الرزق فبالضرورة ستدفع مقابل الإيجار لصاحب المكان، لكنك بالضرورة ستدفع مبلغاً إضافياَ  للصندوق المنعوت أعلاه!!

 أيها السادة: تلك باختصار شديد الحركة الحوثية، القرآن عندهم شعار وليس شعيرة، آل البيت عندهم غطاء لتمرير زيفهم وباطلهم.

     أبناء بدر الدين الحوثي يتوزعون على المديريات وهم من يحكمون، وهم من يعيِّنون موظفي الإدارات المحلية في دولة صعدة، ويسيرون شؤون العباد، ومحافظ المحافظة فارس مناع الحوثي الذي لا قيمة له، هو الصورة الرمزية للدولة فلا يهش ولا ينش، يحركه الحوثي كيفما شاء، وأين شاء؛ إذ يقتصر دوره على أن يستلم الميزانية من الدولة ليسلمها لسيده وتاج رأسه السيد، أما الدولة فيبدو أنها قد عقدت صفقة بوار مع الحوثي، «أنْ لك مالك ولنا مالنا»، ولكن الحوثي يقلب الطاولة عليهم فهذه المساومة لا تشبع غروره، ولا تغني عن الهدف المرسوم له من الخارج.

نداء أخير:

     قبل أن يرفع القلم، وتجف الصحف لكلّ سنّي غيور على دينه وعقيدته وأرضه وإنسانه، هذه الحركة زرعت زرعاً مقصوداً لغاية وهدف معين، هي تجييش الجهة الجنوبية لدول الخليج عموماً وللمملكة، ولاسيما لجعلها مصدر قلق على الدوام، ولتكون جيشاً صارماً حين يصدر قرار الخامنئي بالحرب على كل من هو سنّي. هذا المخطط لم يعد خافياً، بل يصرحون به في كل وسيلة ممكنة لهم، أفلا يعقل أهل السنة وحكامها وعلماؤها ومفكروها وشبابها؟

إن أقل القليل أن تُعدّ العدة، فكرياً بالدعوة إلى المنهج الصحيح، ويُفتح المجال للعلماء والدعاة للردّ على شبههم وأباطيلهم، ويمكنوا، ويسهل لهم التنقل في البلدان لتوضيح هذا الخطر المحدق بالإسلام وأهله.
أقل القليل أن تسخّر الأموال لدعاة الأمة لبناء المراكز العلمية والمحاضن التربوية، بدل تسخيرها في كرة القدم والجمباز والتنس وحفلات المغنين والمغنيات، وحدث ولا حرج.

أقل القليل أن يتم التجييش والدعم المسلح لتلك الحركات الضعيفة التي ما زالت عندها من الغيرة على دين الله ما تفت بها الجبال، خالصة قلوبهم لله ولنصرة دين محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم الحياء؟! لم الحياء!! فالحياء في هذه المواطن منقصة، الطائفيون لا يتوانون في نصرة بعضهم بعضاً مادياً وعتاداً، والواقع خير شاهد.

ومع كل ذلك نحمد الله تعالى؛ فالأمة لا تزال بخير ما دام فيها رجال يغارون على دين الله تعالى؛ إذ يسطر أبطال الشام أعظم الملاحم والفداء، كل ذلك لأجل إظهار عقيدة المسلمين التي ورثوها عن سلفهم الصالح.

ربّ كن لهم ناصراً ومعيناً، ومؤيداً وحفيظاً، ربّ مكّن لهم، ربّ سدّد رميهم، ووحّد صفهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إنك خير من سُئل، وأفضل من دُعي.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك