
إصدارات لتصحيح المسار (13) كتاب الخطب المنبرية والمواعظ العلمية في التحذير من الإفساد في الأرض والتطرف والتكفير والغلو في الدين
كتاب قيم ضم بين دفتيه ستة وعشرين موضوعاً، ما بين خطبة وموعظة وفتوى، عالجت في مجملها قضايا الإفساد في الأرض بمسمى الجهاد، والتخريب والتكفير، والمخرج من هذه الفتن.
وقد حرصت جمعية إحياء التراث الإسلامي على أن يكون هذا الكتاب القيم ضمن مكتبة طالب العلم التي تصدرها.
وجاء في مقدمة هذا الكتاب: إن مما نزل في ساحة أمتنا اليوم وقض مضجعها هو مذهب التكفير والتخريب بمسمى الجهاد أو إنكار المنكر، وقد جر هذا المذهب الباطل على الأمة ويلات عظام ومصائب جسام، قد اصطلى بنارها الكثير ممن لا ناقة له فيها ولا جمل؛ مما حمل الأمة تبعات هذا الانحراف الفكري والنهج الحائد عن الجادة السوية، وقد أثقل هذا المذهب كاهل الأمة بأحداث مؤلمة في سنين عجاف، قد استبيحت فيها دماء المسلمين والمستأمنين بغير حق، وضيع في ذلك الأموال والمقدرات، وتصدع بذلك المنهج المشؤوم بناء الدعوة وتأخر عن مسيرة سنوات عديدة.
وأول مواضيع الكتاب كان بعنوان: (حرمة الإفساد في الأرض) وهو عبارة عن فتاوى وقرار لهيئة كبار العلماء حول ذلك، ومنها فتوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- حول حادث التفجير في حي العليا بالرياض عام 1416هـ جاء فيها: إن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيماناً صحيحاً يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله.
وإني أوصي وأحرص كل من يعلم خبراً عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة؛ لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان، وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين.
وجاء أيضاً في قرار لهيئة كبار العلماء «أن هذا التفجير هتك لحرمات الإسلام المعلومة بالضرورة،وهتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار، وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم وغدوهم ورواحهم، وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها، وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله -تعالى- وظلم عباده وأخاف المسلمين والمقيمين بينهم، فويل له، ثم ويل له من عذاب الله ونقمته، ومن دعوة تحيط به، نسأل الله أن يكشف ستره، وأن يفضح أمره».
وفي خطبة حول اختلال الأمن للشيخ سعود بن إبراهيم الشريم -إمام وخطيب المسجد الحرام- بمكة المكرمة يقول: «إن أحداث التفجير الماضية والتي استهدف فيها معصومو الدم لا يرضاها دين ولا عقل ولا عرف، وشجبها واستنكارها درجة واجبة من درجات تغيير المنكر، وأما الرضا بها والفرح فهو لون من ألوان الخيانة في الباطن؛ فالنصوص الشرعية متكاثرة في بيان حرمة المسلم، وعصمة دمه، وبيان احترام حق السلطان المسلم وعدم الافتيات عليه، وعلى أهل العلم».
أما الشيخ عبدالرحمن الحذيفي في خطبة له في المدينة المنورة فيقول: «إننا نوصي بأن يكون الجميع يداً واحدة وقلباً واحداً ضد هذه الأعمال الإرهابية الآثمة لتدفن في مهدها، ويجب شرعاً البلاغ عن أي عمل من هذه الأعمال المحرمة الآثمة بالرفع إلى السلطات، ومن لم يفعل ذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين؛ لأن شر ذلك عام على الكافة.
وإننا لندعو هؤلاء الذين تشربوا هذه الأفكار التكفيرية أن يرجعوا إلى الله -تعالى- وأن يعودوا إلى رشدهم، وألا ينجرفوا وراء أحد في الغي والضلال كائناً من كان، وأن يقبلوا على العلم الشرعي من الكتاب والسنة، وأن يسألوا أهل العلم عما يشكل عليهم ليرشدوهم، ويزيلوا عن قلوبهم هذا العمى بقول الله وقول رسول الله، وأن يحذروا هذه الأعمال الإرهابية المفسدة التخريبية التي أهدرت فيها الدماء المحرمة والأموال المعصومة؛ ففي الحديث: «لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من قتل رجل مسلم».
كما تضمن الكتاب خطبة للشيخ صالح بن حميد كانت أثناء انعقاد مؤتمر مكافحة الإرهاب جاء فيها: « إن الإرهاب إزهاق للأرواح، وإراقة للدماء المعصومة، مفاسد عظيمة، وشرور كثيرة، وإفساد في الأرض، وترويع للآمنين والمؤمنين، ونقض للعهود، وتجاوز على ولاة الأمور، أعمال سيئة شريرة، تثير الفتن، وتولد التحزب، وتفتح أبواب الشر أمام ألوان من الصراعات، وإشاعة للفوضى.
ويحهم، وويل لهم، هل يريدون جر الأمة إلى ويلات تحلق الدين وتشيع الفوضى؟! يريدون أن تتقطع الدول ويشرد الناس من ديارهم وتنتهك الحرمات؟! يريدون إثارة فتن وقودها الناس والممتلكات والديار؟!
ومن أبرز ما تضمنه الكتاب بحث قيم للشيخ د. عبدالله بن محمد العمرو بعنوان: (أسباب ظاهرة الإرهاب في المجتمعات الإسلامية)؛ ومما جاء فيه: «أن الواجب إصلاح مناهج التعليم بما يتوافق مع مباديء الأمة وثوابتها، وقيمها وموازينها، وأن يكون للمقررات الشرعية عقيدة وعبادة وأخلاقاً القدر الذي تتحقق به الكفاية، ليكون التعليم مصدر هداية وتوجيه وتهذيب، يغرس في نفوس الأجيال قوة هادية موجهة، وقوة مؤثرة دافعة، تنظم دوافع الفرد، وتوظف سائر قواه لتفيض بالخير والبر؛ ولما يعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة والمنفعة، وأن من الخطأ البين أن نظن أن في نشر العلوم والثقافات وحدها ضماناً للسلام والرخاء، وعوضاً عن التربية والتهذيب الديني والخلقي، ذلك أن العلم سلاح ذو حدين يصلح للهدم والتدمير، كما يصلح للبناء والتعمير، ولا بد في حسن استخدامه من رقيب أخلاقي، يوجه لخير الإنسانية وعمارة الأرض، لا إلى نشر الشر والفساد، ذلكم الرقيب هو العقيدة والإيمان.
لاتوجد تعليقات