
إحياء التراث في زيارة لمركز البحوث والدراسات الكويتية
أنشئ المركز في سبتمبر عام 1992 ويعد مصدرًا وطنيًا للعلم والمعرفة بتاريخ الكويت
إحياء التراث في زيارة لمركز البحوث والدراسات الكويتية
- يحتفظ المركز بنحو أكثر من عشرين مليون وثيقة رسمية وأهلية يعود بعضها إلى منتصف القرن التاسع عشر، وكثير منها يعود إلى النصف الأول من القرن الماضي
- يبذل المركز جهودًا كبيرة في سبيل المحافظة على تلك الوثائق وحمايتها من الآفات المختلفة وتعقيمها وترميم ما يحتاج منها إلى ذلك ثم تصنيفها وإيداعها الحاسب الآلي للتمكن من الرجوع إليها بسهولة ويسر
قامت جمعية إحياء التراث الإسلامي يوم الأحد 5 يناير 2025 بزيارة الى مركز البحوث والدراسات الكويتية، ومثل الجمعية في الزيارة كلا من: رئيس الجمعية الشيخ طارق العيسى، وأمين سر الجمعية وليد الربيعة، ورئيس قطاع الإعلام والتدريب سالم الناشي، ود. فهد بن صبح، وعضو الهيئة الإدارية لفرع الفردوس أحمد نايف المطيري، وعضو اللجنة الثقافية بالفرع يوسف أحمد ،وكان في استقبال الوفد كل من: مدير المركز د. عبدالله الغنيم، والمستشار عبداللطيف أحمد البعيجان، والمستشار صلاح الفاضل.
وجاءت هذه الزيارة بهدف التعرف على جهود المركز وأهم الوسائل المتطورة في حفظ الوثائق، كما قام الوفد بالاطلاع على أهم الإصدارات والكتب الخاصة بمركز البحوث والدراسات الكويتية، وقد بين رئيس المركز د. عبدالله الغنيم أن المركز يحتفظ بنحو أكثر من عشرين مليون وثيقة رسمية وأهلية يعود بعضها إلى منتصف القرن التاسع عشر، وكثير منها يعود إلى النصف الأول من القرن الماضي.
وقال د. الغنيم خلال لقائه بالوفد: إن المركز يبذل جهودًا كبيرة في سبيل المحافظة على تلك الوثائق وحمايتها من الآفات المختلفة وتعقيمها وترميم ما يحتاج منها إلى ذلك ثم تصنيفها وإيداعها الحاسب الآلي للتمكن من الرجوع إليها بسهولة ويسر، مع المحافظة على الأصول وفق الطرق المرعية دوليا والمتبعة في المحافظة على الوثائق.
فهرسة أكثر من مليون وثيقة
وأضاف أن مركز البحوث والدراسات أنجز فهرسة أكثر من مليون وثيقة من الوثائق الحكومية والرسمية الأخرى إضافة إلى مجموعة من الوثائق الأهلية ووثائق العدوان العراقي، وذلك في إنجاز كبير يجعل من المركز بحق ذاكرة حية لتاريخ الكويت السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
كل وثيقة لها أهميتها
وعن أبرز الوثائق التاريخية التي يمتلكها المركز أفاد بأنه لا يمكن تمييز وثيقة دون أخرى في بيان قيمتها التاريخية؛ فكل وثيقة لها أهميتها في إطارها الموضوعي والتاريخي ومع ذلك اهتم المركز بالوثائق الأهلية التي أهديت إلى المركز من مجموعة من الأسر الكريمة، وأوضح أن المركز نشر عددًا من الإصدارات التي تناولت تلك الوثائق مثل الكتب التي تحدثت عن وثائق أسر الخالد والعبدالجليل والنصف وغيرها.. ومبعث ذلك الاهتمام أن تلك الوثائق التي تكشف للمرة الأولى لجمهور الباحثين تقدم إضافة مهمة للتاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي لدولة الكويت.
وبين د. الغنيم أن تعزيز الانتماء الوطني يقتضي جمع العناصر التي تصب في هذا الاتجاه، والتأكيد على قيمة المواطنة، ويكمن جزء كبير من ذلك في السياقات التاريخية للبلاد ومعرفة أولئك الذين كان لهم الفضل في استقلال الكويت، وتمكين الأمن والاستقرار فيها، وقال: «إننا لو راجعنا إصدارات المركز لوجدنا أن العناصر المشار إليها تم تضمينها بطريق ةمباشرة أو غير مباشرة، ويتحقق ذلك حينما ينشر المركز سيرة الأمراء والحكام الذين حافظوا على هذه البلاد أو الرجال الذين كان لهم الفضل في تقدمها ورقيها».
التعريف بتاريخ الكويت
وعن الدور الكبير للمركز في التعريف بتاريخ الكويت وقضاياها أكد د. الغنيم أن إصدارات مركز البحوث والدراسات بلغت نحو 350 إصدارًا تناولت مختلف الجوانب العلمية المتعلقة بدولة الكويت والتي تُعنى خصوصا بالتعريف بتاريخ الكويت وقضاياها المختلفة، وقال إن المركز اهتم أيضًا بأن يترجم كثيرًا من تلك الكتب إلى مختلف اللغات الحية كالإنكليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها، وهناك من الكتب ما ترجم إلى نحو ثماني لغات.
ولفت إلى حرص المركز على وصول تلك الكتب إلى أيدي الباحثين والمهتمين في مختلف أنحاء العالم من خلال الصلات التي عقدها مع المراكز المماثلة على المستويين الإقليمي والدولي كذلك مراكز البحث التابعة للجامعات المرموقة فضلا عن مساهمات المركز في الفعاليات الثقافية والعلمية المختلفة والتعريف من خلالها بمطبوعات المركز ونشاطه في المحافظة على تاريخ الكويت.

وقال إنه في مقدمة تلك الفعاليات تأتي معارض الكتب التي يحرص المركز على المشاركة فيها ومنها على المستوى الإقليمي معارض الرياض والشارقة والكويت والبحرين، وعلى المستوى الدولي معارض فرانكفورت وباريس ولندن، وأضاف: «تلمسنا من خلال هذه المعارض مدى الفائدة التي تعود علينا منها إذ يتم التعرف والتواصل مع كل المهتمين بالشأن الكويتي، وتقديم مادة علمية صادقة وموثقة عن بلدنا الحبيب الكويت».
وأكد د. الغنيم «أنه لا يخلو شهر من صدور دراسة أو بحث للمركز وجميع هذه الإصدارات تخضع لتحكيم علمي، ومراجعة دقيقة لمضمونها، فالمركز من الكيانات العلمية المرموقة».
ترميم الوثائق
وعن دور المركز في ترميم الوثائق، والطرق المتبعة في ذلك؛ أوضح أن ترميم مواد التراث الثقافي وصيانتها وحفظها من أبرز اهتمامات المركز إذ يتم الاعتماد على مختلف الطرق العلمية التي تضمن سلامة هذه المواد، وتحد من تلفها أو تدهورها نتيجة لكثرة تداولها واستخدامها أو بسبب تفاعل مكوناتها مع المواد أو الغازات في بيئة الحفظ والتخزين، وأوضح في هذا الصدد أنه يتم تخزين المواد في أماكن مناسبة ومزودة بأجهزة خاصة لقياس درجات الحرارة، ونسبة الرطوبة، أما المواد التالفة والمتدهورة فيتم علاجها باستخدام مجموعة من الطرق والمواد العلمية والتقليدية المناسبة التي تضمن إعادتها إلى شكلها الأصلي قدر الإمكان.
مركز البحوث والدراسات الكويتية في سطور
أنشئ مركز البحوث والدراسات الكويتية في سبتمبر عام 1992 بمقتضى المرسوم الأميري رقم 178 لعام 1992 الذي نص على أهداف المركز وأبرزها أن يكون المركز مصدرًا وطنيًا للعلم والمعرفة بتاريخ الكويت وشؤونها السياسية والاجتماعية والتراثية، وإعداد البحوث المتعمقة المتصلة بذلك، ونشر نتائج تلك البحوث محليا وخارجيا بمختلف اللغات، والإفادة منها علميًا وإعلاميًا وحضاريًا، وتيسيرها للباحثين باستخدام أحدث التقنيات، وفي سبيل تحقيق ذلك استندت آلية العمل في المركز على إنشاء مكتبة متخصصة يؤمها الآن كثير من الباحثين في مختلف المجالات المتعلقة بالكويت، وتشتمل على أكثر من 35 ألف كتاب، وجمع الوثائق الرسمية والأهلية والعمل على تعقيمها وترميمها وتضمينها في برنامج متطور للفهرسة والإفادة منها في التأريخ لكل جوانب الحياة في الكويت، والمحافظة عليها، وقد جمع المركز نحو 20 مليونا من الوثائق ويعمل حاليا على الإفادة منها على النحو المذكور.
ويعمل المركز على إصدار البحوث والدراسات عن الكويت وترجمة عدد منها إلى مختلف اللغات الأجنبية وأصدر حتى الآن أكثر من 350 بحثا ودراسة عن الكويت ونال كثير منها جوائز الإبداع والتميز في معارض الكتاب التي يشارك فيها داخل الكويت وخارجها.
ويستقبل المركز الزائرين من ضيوف الكويت للاطلاع على أنشطته وأعماله، وتزويدهم بإصداراته التي تنال تقديرهم وإعجابهم، واستقباله أيضا أسبوعيا صفوفا من طلبة مدراس الكويت، وأصدر المركز (رسالة الكويت) وهي مجلة دورية فصلية صدر منها حتى الآن 61 عددا قدمت من خلالها مجموعة من البحوث والوثائق التي تنشر لأول مرة عن الكويت.
وشارك المركز في عدد من معارض الكتب العربية والدولية، ولاسيما معارض الكويت والقاهرة والشارقة والرياض وفرانكفورت وباريس وغير ذلك من معارض مهمة يتم فيها التعريف بدولة الكويت من خلال مطبوعات علمية وموضوعية موثقة
لاتوجد تعليقات