رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: نشوى صلاح 21 سبتمبر، 2020 0 تعليق

إبداع – حِرْص الإسلام على اكتشاف المواهب ورعايتها – دور الأسرة في تنمية مواهب الأبناء

 

حرص الإسلام على اكتشاف المواهب الطفولية وتنميتها ورعايتها؛ مما أنتج عظماء في التاريخ، تركوا بصماتهم الجلية في الميادين كافة، وأحسن مثال على ذلك تعاهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - للموهوبين، فقد تعاهد -صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - حتى كان يبيت معه في داره، والحديث «احفظ الله يحفظك» خير شاهد على ذلك.

     وقد استشفّ الصحابة هذا الأمر منه، حتى أكمل مسيرته عمر بن الخطاب حين ضمّه لمجلس الأكابر من الصحابة، وقال له: لا تتكلم حتى يتكلموا، ثم يُقبل عليهم فيقول: ما يمنعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستوِ شؤون رأسه! ولهذا لما رآه الشاعر الحطيئة أُعجب بمنطقه، وقال: من هذا الذي نزل عن الناس في سنّه، وعلاهم في قوله؟ ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - يختص فقط عبد الله بن عباس، بل أفسح المجال للصغار لحضور مجالسه؛ مما حدا البخاري أن يبوّب: باب إذا لم يتكلم الكبير فهل للصغير أن يتكلم؟

الدور الأكبر

     من هنا فإن الدور الأكبر في تنمية موهبة الطفل ورعايتها يبدأ من الأسرة، منذ بزوغ بدايات الموهبة لديه، من خلال ملاحظة تميزه في نشاط معين، ثم تنمية هذه الموهبة، من خلال توفير البيئة الخصبة لتنمية تلك الموهبة وتطويرها وهذا ما أكده لنا مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال الأسرة والطفل الذين التقت بهم الفرقان في هذا التحقيق.

الإسلام ورعاية الأطفال

     في البداية أشار الداعية الإسلامي الشيخ صالح الغانم إلى أن الإسلام أمر بضرورة رعاية الأطفال والعناية بهم، ولهذا فيجب على الآباء والأمهات تربية الأولاد التربية السليمة النابعة من التعاليم الإسلامية، لذا أوصى عمر –رضي الله عنه- بتعليم الأولاد الرماية السباحة وركوب الخيل، فاهتمام الإسلام بالأطفال في فترة الدعوة الإسلامية وما بعدها ساهم في تقدم الأمة الإسلامية في مختلف المجالات وهذا ما نجده في مناقب صغار الصحابة -رضي الله عنهم.

نسبة الإبداع والموهبة

     من جهته بين الدكتور أحمد سلامة (الأستاذ بكلية علم النفس جامعة عين شمس) أن الدراسات العلمية المعنية بثقافة الطفل أشارت إلى أن نسبة الإبداع والموهبة لدى الأطفال تبدأ غالبا من سن الولادة حتى عمر خمس سنوات، ويشكل الأطفال المبدعين نحو 90% في تلك المرحلة، وشيئا فشيئا تقل مواهبهم؛ ولذلك نجد أن نسبة الأطفال المبدعين من سن خمس إلى سبع سنوات تراجعت إلى 10% بعدما كانت 90% قبل السنوات الخمس الأولى، مما يحتم على الأسرة أن تعمل جاهدة على تقوية التنمية الذهنية لأولادها قبل وصولهم سن الخامسة.

اختيار الألعاب للأطفال

     وأشار د.سلامة إلى أهمية اختيار الألعاب للأطفال، والتركيز على الألعاب التي تنمي الذكاء وتطور المواهب، مثل: قطع التركيب، وتعليمهم فك ألعاب وتركيبها وتعطيلها، ومنح الطفل فرصة محاولة تصليحها وتشجيعه والصبر عليه مهما تكررت محاولاته, وأفاد الدكتور أن رسم المناظر الطبيعية يساهم في تنمية خيال الطفل، وزيادة قدراته الذهنية, و نبه إلى مشاركة الطفل مشاهدة برامجه ومساعدته في انتقاء الأفيد والصالح منها ولا سيما في ظل الغزو الفكري الذي يشن على أطفالنا في زمن التكنولوجيا.

تنمية عقول الأطفال

     وترى رئيس الجمعية الكويتية لدعم المخترعين د.فاطمة الثلاب أن المجتمعات التي وصلت للتقدم الاقتصادي والعلمي اعتمدت –أولا- على تنمية عقول أطفالها منذ الصغر؛ ولهذا فمهاتير محمد عندما استلم رئاسة وزراء ماليزيا اهتم بالأطفال من خلال تغيير النظام التعليمي، وبهذا وصلت ماليزيا بعقول أبنائها إلى أن أصبحت في مصاف الدول المتقدمة.

المكون الأول لعقلية الطفل

وأوضحت د.الثلاب أن الأسرة هي المكون الأول لعقلية الطفل؛ حيث يجب التعامل معها بطريقة ذكية وهادئة، من خلال تحفيزه على التفوق والإبداع بشتى الطرائق، مثل: إطلاعه على قصص الموهوبين الذين وصلوا للنجاح والمجد من خلال اكتشافاتهم.

نتائج إهمال تنمية المواهب

     ولفت الخبير في العلوم الإدارية د.علي الحبابي إلى أن الأسر التي تهمل تنمية المواهب الإبداعية لدى أطفالها منذ الصغر تقتل كل مؤشرات قدراتهم الإبداعية، وطالب بضرورة اصطحاب الأبناء إلى معارض الكتب، وشراء الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري، مشيرا إلى أن الأسر التي تعيش في مستوى اقتصادي محدود عليها أن تسعى -قدر الإمكان- لتوفير كل الأمور التي تساعد أولادها على التفوق؛ لأن الفقر لايعيق الإبداع ولا سيما وأن معظم العباقرة خرجوا من أسر فقيرة.

تجربة واقعية

     وعن تجربة واقعية لتنمية المواهب، التقينا المخترع الكويتي/ سعد شرار العازمي الذي أكد ضرورة تنمية مواهب أطفال الكويت عن طريق دعم الأسرة لأطفالها عموما والأطفال الموهوبين خصوصا، لافتا إلى أن أسرته ساندته في صغره، عندما لاحظت عليه أنه يهوى فك الأجهزة الكهربائية وتركيبها، وشيئا فشيئا وصل ليكون من كبار المخترعين في العالم العربي وكُرِّم داخل الكويت وخارجها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك