رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 16 فبراير، 2021 0 تعليق

أخلاق المرأة المسلمة مع أخواتها وصديقاتها (2)

مازال الحديث مستمرًا عن أخلاق المرأة المسلمة؛ حيث ذكرنا أنها شخصية اجتماعية راقية من الطراز الأول، مجسدة لقيم دينها الحق وشمائله الحسان، من خلال تطبيقها العملي لهذه القيم.

(4) تلقى أخواتها بوجه طليق

     طلاقة الوجه صفة حسنة حثّ عليها الإسلام، وعدّها من الأعمال الصالحة التي تكسب صاحبها في الآخرة المثوبة والأجر، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئا ًولو أن تلقى أخاك بوجه طليق». رواه مسلم. وقوله - صلى الله عليه وسلم  -: «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة» رواه أبو داود.

(5) الوفاء لهن والرفق بهن

     احرصي أختاه على أن تكوني وفية لأخواتك بارة بهن، حتى تستديم المودة وتزداد الألفة، فالمرأة المسلمة لا تستعلي على أخواتها وصديقاتها ولا تغلظ لهن بالقول، بل تكون معهن رقيقة دوما ولطيفة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» متفق عليه. ويقول  -صلى الله عليه وسلم - أيضا: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه».

(6) تجتنب الغيبة والنميمة

     على المرأة المسلمة أن تصون لسانها من الوقوع في الغيبة والنميمة؛ لأنها من الكبائر التي أنكرها الإسلام، فلا تكون بوجهين ولسانين، تتلون فتغتاب أخواتها في المجالس، فإذا لقيتهن هشت لهن وبشت، وتظاهرت بالمودة، قال الله -تعالى- {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا يدخل الجنة نمام» متفق عليه، كما أنَّ على المرأة المسلمة ألّا تعطي الفرصة لضعيفة نفس وقليلة إيمان أن تلوك أعراض أخواتها بلسانها، فإما أن تنهى عن ذلك أو تترك المجلس.

(7) تواسي أخواتها بمالها

     من الأمور الرائعة التي حث عليها الإسلام زيادة في الترابط الأخوي: بذل المال لمن يحتاجه، فلا تبخل الأخت المسلمة على أختها بمالها، ومراتب البذل ثلاث: أولاهما أن تعطي المرأة من فاضل مالها وزائده، والثانية أن تشرك أختها في مالها، والثالثة أن تُؤْثر أختها على نفسها، وهذه أعلى المراتب وأسماها، يقول الله -تعالى-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.

(8) الدعاء لأخواتها بظهر الغيب

     وأخيرًا فإن المسلمة المخلصة لا تنسى أختها من الدعاء لها بظهر الغيب فالمسلم يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه، ومن السنن التي تعزز هذا المعنى: الدعاء بظهر الغيب، ونفع هذا الدعاء ليس للمدعو فحسب، بل هو عائد على الداعي كذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن دَعَا لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ، وَلَكَ بمِثْلٍ». 

من أسباب نجاح العلاقات الأسرية... التعبير عن المشاعر بصدق

     امتلاك كلا الزوجين المساحة الكافية والأمان، اللذين يمكنّان من التعبير عن المشاعر المتعلقة بالطرف الآخر بالطريقة اللائقة والمناسبة، ولا سيما مشاعر عدم الرضا أو الاستياء من بعض السلوكيات، يعد أحد أهم أسباب نجاح العلاقة بين الطرفين؛ حيث يُعد إخفاء هذه المشاعر أحد المسببات الكامنة خلف نشوء الخلافات والمشكلات الزّوجية.

 

كيف نحبب أبناءنا في الصلاة؟

 

      الصلاة عماد الدين، وصلاح الأمة مرهون بإقامتها، وهي الركن الثاني بعد التوحيد، ولا قيمة لتربية مهما كانت متطورة دون التذكير والأمر بها؛ لذا يجب أن يُربى عليها الأبناء منذ الصغر، فمن شبّ على شيء شاب عليه، والصلاة أولى الخطوات لبناء جيل رباني مرتبط بربه معتز بدينه وإسلامه.

أولاً: حقق الأذان

     إننا ومع أول رؤية للطفل فور خروجه لعالم الدنيا نحتضنه ثم نؤذن في أذنه اليمنى، ونقيم الصلاة في اليسرى، وهذا إعلان بالتوحيد، وأن الفطرة النقية للطفل منبعها التوحيد، وعليه فتحقيق الأذان ورؤية المؤذن واقع مهم في هذا الجانب، لذلك فحتمية أن يأخذ الوالد طفله للمسجد مع بداية سيره أو حتى قبل ذلك، فيحمله معه، تلك صيانة مبكرة وحماية مهمة في حياة الطفل لن ينساها.

ثانيًا: المكافأة والمدح

     إن الإنسان -بطبيعته- يحب المدح، وتميل نفسه إليه، فما بالكم بالصغير؟! فإنه يكون في أزهى أوقاته السعيدة إذا امتدح، ولا سيما أمام أقرانه، ولا ضير أن يعلن الأب عن جائزة لمن يحافظ على الصلاة، فإن هرول اليوم سعيًا في النيل بها، فمع مرور الأيام ستتحول لعبادة، وميل نفسي وعاطفي، واستقامة حقيقة؛ لينشأ الشاب في طاعة الله.

ثالثًا: كن قدوة

     إن الكثير من الأبناء عندما تسألهم ما سبب ترككم للصلاة؟ يكون الجواب الصادم: لا أحد يصلي عندنا في البيت، فالوالد مشغول، والأم مشغولة، ولم نرهم يومًا يصلون إلا في رمضان أو الأعياد، وهنا تكمن الكارثة التي يجب أن ينتبه إليها الجميع، وفي القلب الوالدان، فالحذر أن تطالب ابنك بالصلاة في الوقت الذي أنت لها تارك! فتكون من الذين يأمرون بالمعروف ولا يفعلونه، وينهون عن المنكر ويأتونه، وهذا جرم لو تعلمون عظيم، لذلك فالأب القدوة طوق نجاة لأولاده في الدنيا، وبحسن تربيته لهم يكون كذلك يوم القيامة.

رابعًا: السرد القصصي

     إن الأبناء في سن التعلم لديهم شوق وحب للقصص، ونحن المسلمين -والحمد لله- لدينا الآلاف من القصص الحقيقية لأبناء الإسلام وشبابه وأبطاله ونسائه، لو تم سردها سنصحح مسار الأطفال من التعلق ببعض الشخصيات التافهة إلى الاقتداء بالصحابة والسلف الكرام، لذلك فالوالدان مطالبان بفهم هذه السير واستخلاص المناسب، وقصّها للأطفال وربطها بالصلاة.

خامسًا: تعظيم دور المسجد

     بلا شك يغدو الطفل مع أبيه ويعود، فيرى المسجد عامراً كبيراً شامخاً، فيحدثه أبوه عن دوره، وكيف أن هذا البنيان هو من أسباب الوصول إلى الله وجنته ونعيمه «بأسلوب مبسط»، والسبب في ذلك ربط القلب به، وتعلقه فيه مبكراً أو على الأقل حب هذا المكان، كالحديث عن كونه انطلاقة لخروج كبار الرجال والأبطال، الذين فتحوا العالم، ودانت لهم الدنيا بفعل حبهم وقربهم من ربهم عبر الطاعات والأعمال الصالحات. 

من تراجم النساء

 

 حمنة بنت جحش الأسدية زوجة أول سفير في الإسلام

     هي حمنة بنت جحش الأسدية، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنهما-، تزوجت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير، ولما قتل يوم أحد, تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدًا وعمران, وكانت من المبايعات, وشهدت أحدا، فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى وتداويهم.

ملامح شخصيتها

     من أهم ملامح شخصية حمنة بنت جحش -رضي الله تعالى عنها-، أنها كانت من المجتهدات في العبادة، وكانت تكثر من الصلاة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبلاً ممدودًا بين ساريتين فقال: «لمن هذا؟»، قالوا: لحمنة بنت جحش، فإذا عجزت تعلقت به، فقال: «لتصلِّ ما طاقت فإذا عجزت فلتقعد»، وأصل الحديث ورد نحوه عن زينب -رضي الله عنها- في صحيح البخاري أيضًا.

مواقفها مع النبي - صلى الله عليه وسلم 

     ومن مواقف زينب بنت جحش مع النبي  - صلى الله عليه وسلم -  التي ترويها كتب السيرة، ما يروى عن محمّد بن عبد الله بن جحش، قال: قمن النساء حين رجع رسول الله من أُحُدٍ يسألن الناس عن أهليهنّ فلم يخبرن حتى أتين النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلا تسأله امرأة إلا أخبرها، فجاءته حَمْنَةُ بنت جَحْش فقال: «يا حمنة احتسبي أَخَاكِ عبدَ الله بن جحش». قالت: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(سورة البقرة: 156) رحمه الله وغفر له. ثمّ قال: «يَا حَمْنَة احتسبي خَالَك حمزة بن عبد المطّلب». قالت: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، رحمه الله وغفر له. ثمّ قال: «يا حمنة احتسبي زوجك مُصْعَب بن عمير». فقالت: يَا حَرْبَاه! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ للرجل لشعبة من المرأة ما هي له شيء».  قال محمد بن عمر في حديثه: وقال لها النبي  - صلى الله عليه وسلم -: «كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره؟», قالت: يا رسول الله ذكرت يُتم ولده. ولما ولدت حمنة بنت جحش: ابنا لزوجها طلحة بن عبيد الله، جاءت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  فسماه محمدًا وكناه أبا سليمان.

ما روته من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم 

     ومما روته حمنة بنت جحش عن رسول الله  - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في الدنيا من مال الله ورسوله، لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا النَّارُ»، رواه الحاكم في مستدركه، وله شواهد من حديث ابن عمر، وخولة بنت قيس، وعفان السلمي.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك