رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: محمد إسماعيل المقدم 14 مايو، 2019 0 تعليق

أثر الغيبة في الصوم


عن الحسن بن وهب الجُمَحي قاضي مكة قال: «وقعت في رجل من أهل مكة، حتى قلت: «إنه مُخَنَّث»، فصليت الظهر؛ فعرض في قلبي شيء؛ فسألت عطاء بن أبي رباح؛ فقال: «يعيد وضُوءه، وصلاته، وصومه»، وعن الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب: أن رجلاً أتى إلى ابن أبي زكريا؛ فقال: «يا أبا يحيي! أشعرت أن فلاناً دخل على فلانة؟ «قال: «حلال طيب»، قال: «إنه دخل معه برجل»؛ فقال ابن أبي زكريا: «إنا لله! فقد وقع في نفسك لأخيك هذا؟! حرج عليك بالله أن تكلمني بمثل هذا»؛ فلما دنا من باب المسجد قال: «والله لا تدخل حتى ترجع، فتوضأ مما قلت».

     وعن رجاء بن أبي سلمة قال: قلت لمجاهد: «يا أبا الحجاج؛ الغيبة تنقض الوضوء؟»، قال: نعم، وتفطر الصائم، وعن أبي المتوكل الناجي قال: «كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا، جلسوا في المسجد، قالوا: «نطهر صيامنا»، وعن طليق بن قيس قال: قال أبو ذر – رضي الله عنه -: «إذا صمت فتحفظ ما استطعت»؛ فكان طليق إذا كان يوم صيامه دخل، فلم يخرج إلا إلى صلاة.

     وعن مجاهد قال: «ما أصاب الصائم شوى، إلا الغيبة والكذب»، وعنه قال: «من أحب أن يسلم له صومه؛ فليتجنب الغيبة والكذب»، وعن حفصة بنت سيرين قالت: «الصيام جُنَّة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة»، وعن ميمون بن مهران: «إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب»، وعن عَبيدة السلماني قال: «اتقوا المُفْطِرَيْن: الغيبة، والكذب»، وعن أبي العالية قال: «الصائم في عبادة ما لم يغتب، وإن كان نائماً على فراشه».

     وقال الإمام ابن حزم –رحمه الله-: «ويُبطل الصومَ أيضاً تعمدُ كلِّ معصية – أي معصية كانت – لا تحاش شيئاً – إذا فعلها عامداً ذاكراً لصومه كمباشرة من لا يحل له...» إلى أن قال: «أو كذب، أو غيبة، أو نميمة، أو تعمد ترك صلاة، أو ظلم، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله»، وقد استدل بقوله - صلى الله عليه وسلم-: «والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب». الحديث، وبقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدع قول الزور والعمل بهِ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

وقال الإمام النووي –رحمه الله تعالى-: «... فلو اغتاب في صومه عصى، ولم يبطل صومه عندنا، وبه قال مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، والعلماء كافة إلا الأوزاعي؛ فقال: يبطل الصوم بالغيبة، ويجب قضاؤه».

     وقد استدل الإمام الأوزاعي –رحمه الله- بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع» الحديث، وبأدلة ابن حزم، وقال النووي: «وأجاب أصحابنا عن هذه الأحاديث، بأن المراد أن كمال الصوم وفضيلته المطلوبة، إنما يكون بصيانته عن اللغو والكلام الرديء، لا أن الصوم يبطل به» اهـ.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك